الجمعة، 31 يناير 2014

حوار خيالي2 !

مفتتح :
يرجى قراءة الرابط التالي قبل البد في قراءة هذا النص 
************************************ 
 "يبدو أنه لا فائدة !"...
هكذا تحدث الكائن الأبيض الوديع المعروف باسم الخيال إلى نفسه بعد تفكير عميق..
لقد حاول الهرب كثيراً من سوداوية الكائن الذي كان يحاول حجب ضوء الشمس عنه.. فبعد حواره السابق مع ذلك الكائن المعروف باسم الواقع حاول الهرب كثيراً ليحافظ على صفاء أحلامه الوردية..
وحاول الثبات كثيراً أمام محاولات ذلك الكائن في إحباطه وتشويه تلك الأحلام باللون الأسود، تحت مسمى تحققها على أرض الواقع..
لكنه اكتشف في النهاية أنه لا فائدة، فمهما فعل كانت النتيجة تأتي باللون الأسود أو الرمادي..
وبينما هو جالس مطرقاً في صمت حزين، غطاه ظل أسود..
رفع رأسه فوجد أنه الواقع فلوى شفتيه وأدار وجهه بعيداً..
عندئذ فوجئ برد فعل غير متوقع..
إذ أخذ الواقع يربت على كتفه وينظر له باتسامة ملؤها الشفقة..
فسأله الخيال : لماذا تفعل هذا ؟! ألست سعيداً لأنك استطعت هزيمتي؟!..
قال له الواقع : صدقني أنا لم أقصد هذا.. أوتظن أنني لم أمل من اللونين الأسود والرمادي؟!.. أوتظن أنني لم أتمن يوماً أن تنجح أحلامك في التحقق محتفظة بألوانها الزاهية البراقة؟!.. هل اعتقدت أنني كنت راضياً عن حواري السابق معك؟!.. صدقني أنا لست سيئاً كما تظن.. لكنه قدرنا.. قدرك بأن تكون صاحب الألوان الرائعة والابتكار والإبداع، وقدري بأن أكون أن الكائن السيء ضيق الأفق محدود الألوان.. 
أتعلم شيئاً؟!.. أنا لا أستطيع الحياة بدونك، ولا وجود لي إلا بك.. ولا أكتسب قيمتي في الحياة إلا بألوانك وبقدرتك على الصمود.. ربما لهذا أغار منك كثيراً وأصر على زيادة عمق اللونين الأسود والرمادي حين يحين موعد تحقق أحلامك.. لكنني مللت مما أفعله وفي نفس الوقت لا أعرف سبيلاً إلى التغيير من كنهي وطرقة عملي!!!
عندها امتلأ الخيال شفقةً على الواقع ... فمهما كان مبلغ الإحباط الذي يصيبه في كل مرة تنفثئ فقاعات أحلامه الوردية، إلا أنه لا يوازي الشعور باستحالة تغير حالك.. ولا يوازي الاكتشاف بأنه لا يمكنك أبداً أن ترى الحياة إلا من خلال اللونين الأسود والرمادي.. ولا يوازي التأكد من أنك كائن لا وجود له إلا من خلال الآخر.. ولا يوازي مدى بؤس فكرة أن وجودك يقتات على الكآبة والجمود.. 
وفي نهاية الأمر أنت حي في القلوب وتملك أغلى ثروة ألا وهي الأمل والقدرة على الإبداع.. وبداخلك أهم حقيقة في الوجود، ألا وهي الإيمان بالله.. فكيف إذن تحزن؟!!..
وعند تلك النقطة أمسك بيده الصغيرة الدافئة كف الواقع الحزين مستحثاً إياه على النهوض.. وأخبرته عيناه بأنه قد سامحه وأنه لن يتركه أبداً، مهما هاجمه بسوداويته وكآبته.. وبينما أخذت الشمس تلملم أشعتها نحو الغروب، أخذا يسيران في طريق الحياة ويحدهما الأمل والخوف معاً من المجهول !!!
        

الأربعاء، 29 يناير 2014

طفولة بائسة

كان يجلس على ناصية الطريق واضعاً كفه تحت خده في حزن..
هو واحد منهم.. 
أولئك الذين يطلقون عليهم لقب أطفال الشوارع.. 
هو لم يختر الانضمام لهذه الفئة بمحض إرادته..
لكنه جاء إلى الدنيا ليجد أن الشارع هو الأكثر حناناً عليه والأكثر احتواءً له برغم كل ما فيه من قسوة وخوف..
إذن لماذا كان حزنه هذا؟!..
في تلك اللحظة كان يتابع مشهد قطتين من قطط الشوارع..
كانت تبدو إحداهما وكأنها أم للقطة الأخرى..
كانت القطة الأولى تربت على الثانية برفق من آن لآخر، وتلعق جسدها المثخن بالجراح بلسانها..
إذ على ما يبدو أن القطة الصغرى كانت قد دخلت في إحدى معارك الشوارع، التي يتشاجر فيها القطط على الطعام الملقى في القمامة..
أم هو فعندما وقعت عيناه على مشهد القطتين ثارت بداخله عاصفة من الحزن..
أطلق زفرة حارة وشرد بذهنه بعيداً..
وفي تلك النقطة البعيدة وجد نفسه يرتدي ثياباً نظيفة ويستعد للنوم في سريره الوثير..
لم يكن عليه في تلك اللحظة أن يخشى البرد..
فهناك ملاك حارس قد انتهى لتوه من إلقاء حكاية ما قبل النوم عليه..
ثم نهض ليحتضنه بحب وحنان ليمنحه دفئاً لا نهاية له..
إنها أمه الحبيبة التي يقتسم معها بهجة الحاضر وأحلام المستقبل..
لكن ما هذا الصوت المزعج ؟!!..
فرك عينيه وحاول وضع يديه على أذنه ليمنع الصوت..
فوجد أنه قد عاد إلى واقعه المزري البائس..
وأن الصوت يعود إلى بوق إحدى السيارات الراغبة في الخروج من الاختناق المروري..
نظر حوله لم يجد ملاكه الحارس ولم يجد القطتين..
فوضع كفه تحت خده وأطرق في صمت وحزن !!

الثلاثاء، 28 يناير 2014

البِرْكَة

كان عائداً إلى شقته حوالي التاسعة مساءً.. وأثناء سيره فوجئ بصف طويل من السيارات يقف معطلاً السير في الشارع.. استحث الخطو حتى يصل إلى موقع الازدحام فيعرف سبب هذا التجمهر.. ولم يطل به الوقت فبمجرد أن اقترب من التقاطع المُفضي إلى مدخل بنايته وجد بركة كبيرة جداً من مياه المجاري قد أغرقت الشارع.. أُسقط الأمر في يده ولم يدرِ ماذا يفعل، إذ كان من المتعذر عليه أن يعبر الشارع ليدلف إلى البناية التي يقطن بها في ظل وجود تلك البحيرة القذرة.. أطلق زفرة حارة وأغمض عينيه بضع ثوان كانت كفيلة بتحويل وضعه الكئيب إلى شعور بالراحة والسعادة.. فأمام عينيه رأى بركة من المياه المتجمدة وثلوج تتناثر هنا وهناك.. وفي وسط تلك البحيرة رأى شابة في قمة الجمال ترتدي الحذاء الخاص بالتزلج وترقص على نغمات الموسيقى.. كانت تروح وتغدو في قمة السلاسة والإتقان.. وقد توحدت مع الطبيعة من حولها حتى بدت وكأنها بجعة بيضاء ترقص في خفة على نغمات المبدع تشايكوفسكي.. وفجأة فتح عينيه ليعود إلى الوقع الأليم.. مازالت المياه تسيل من تلك البالوعة المقابلة لبنايته بلا توقف !!  

الاثنين، 27 يناير 2014

مسافر زاده الخيال*



بين ألمه جراء كم الإهمال والإيذاء اللذين يراهما من بني البشر..
وبين إيمانه العميق بأنه خُلق لمهمة مقدسة..
مازال يسافر على الطريق..
يسري من المنبع إلى المصب متحدياً الحواجز والسدود والحروب..
ومجاهداً ليستمر في نشر الخير الذي أرسله الله به..
يسافر وحده ليل نهار كاتماً في قلبه وجع تحوله من الصفاء إلى العكارة..
ومحاولاً صم أذنيه عن أنين العطشى له..
أولئك الذين حُرموا منه ظلماً وعدواناً..
وعجز هو عن أن يرويهم من فيض قلبه..
لكن كان عزاؤه الوحيد أنه مازال..
 السلوى لكل قلب وحيد..
الشاهد على لمسة حب صادقة ودقة قلب عاشقة تسري بين حبيبين..
الفرحة لطفل صغير يراه بحراً كبيراً لا حدود له، يحلم أن يعبره يوماً ما..
والرحمة لبهيمة شاردة قصدته أملاً في الارتواء.. 
-------------------------------------------------
*العنوان هو مطلع أغنية النهر الخالد للشاعر محمود حسن اسماعيل والتي غناها محمد عبد الوهاب

الأحد، 26 يناير 2014

شعاع النور

ككل صباح انطلق لأداء مهمته المعتادة.. تدفق وسط إخوته وأصدقائه كالسهم الطائر نحو وجهته المحددة منذ أمد بعيد.. لم يشتكِ يوماً من أداء مهمته تلك أو يكلْ عنها لحظة.. لكنه اليوم وبدون أن يقصد غير وجهته المعتادة.. فقد جرفته الرياح بعيداً عن تلك الأرض الخضراء الطيبة، التي اعتاد أن يسقط فوقها ليدفئها هو ورفاقه وإخوته.. وبفعل قوة الرياح تلك اخترق وحده زجاج إحدى النوافذ.. كانت تلك النافذة هي المنفذ الوحيد لدخول الهواء والنور في دورة مياه أحد المصالح الحكومية الرتيبة الكئيبة.. وبمجرد أن انتقل الشعاع من العالم الخارجي الرحب إلى داخل دورة المياه القذرة شحيحة الضوء، انتابه الفزع وشعر بالتقزز.. وفي غمرة تحليقه وقبل الاستقرار فوق بقعة رخامية متسخة أخذ يندب حظه التعس، الذي قاده إلى ذلك المكان.. وبينما هو غارق في نوبة الرثاء لذاته تلك، تردد في أذنه صدى لصوت حنون يعرفه.. إنه صوت أمه الشمس المشعة العظيمة.. لم تقل الشمس له أكثر من تلك الكلمات.. 
في كل بقعة تسقط فوقها يمكنك أن تخلق الجمال.. فقط دع خيالك وقوة إيمانك يقودانك إلى تحقيق مصيرك الذي خُلقت من أجله.. ولا تنس أنك خُلقت لتكون عظيماً.. فأنت ابن الشمس ونفحة من نفحات الجمال التي بثها الله في هذا الكون.. فكن على قدر تلك العظمة !!
ومع نهاية تلك الكلمات كان قد اقترب من السقوط فوق البقعة الرخامية وعرف ما عليه فعله.. ومع دخول أحد الأشخاص إلى دورة المياه ليغسل يديه كان هناك شعاع نور قد سقط فوق بقعة رخامية متحولاً إلى عدة ألوان زاهية.. ألوان الطيف السبعة.. تلك الألوان التي بمجرد أن رآها الوافد إلى دورة المياه رسمت على وجهه ابتسامة في منتهى الجمال ! 

السبت، 25 يناير 2014

حوار خيالي ! 1

وقف يرقص ويغني ويدور فتدور معه أطراف ردائه الأبيض.. كان يبدو كالطفل الصغير تشع البراءة من بين عينيه.. وبينما هو يقف موالياً ظهره للشمس غطاه ظل كبير جداً.. التفت إليه فوجد أمامه كائن غريب يتدثر برداء أسود، يغطيه من قمة رأسه وحتى أخمص قدميه.. تحرك قليلاً بعيداً عنه ليعود إلى شمسه التي يحبها وتحبه.. فتبعه ليحجبها عنه مرة أخرى ويغرقه في ظله القاتم.. فدار بينهما الحوار التالي :
- من فضلك ابتعد قليلاً ولا تحجب عني ضوء الشمس !
- لا لن أبتعد !
- لماذا تفعل هذا بي ؟ ولماذا تلحقني ؟
- هكذا ! .. ليس من حقك أن تسألني عن السبب..
- لماذا ؟
- لأن قدرينا مرتبطان ببعضهما !
- وكيف هذا ؟
- كل ما تراه وتتصوره تحلم دوماً بأن يأتي في هيئتي 
- هيئتك أنت؟!! .. لا لا أنت كئيب ومظلم !
- لكنك دائماً تريد أن ترى كل ما كنت تحلم به متحققاً، قادراً على أن تلمسه بيديك الاثنتين.
- أنت محق.. لكنني أريد أن أراه متحققاً بصورته الوردية التي أراها دائماً.
- لكن ليس في مقدوري أن أجعلها بتلك الصورة !
- إذن ابتعد عني ياسارق البهجة !
- ليس الأمر كما يحلو لك يا عزيزي !
- أنت كائن مقيت !
- وأنت كائن عجيب !
- حسناً لماذا لا نعقد هدنة ؟!
- وكيف ذلك ؟!
- أن تبتعد قليلاً وتتركني أنعم بشمسي التي أحبها وأغرق في تصوراتي الوردية "التي لا تعجبك".. ما رأيك؟!
- يا عزيزي ليس الأمر أن تصوراتك لا تعجبني.. لكنني محكوم بحدود إمكانياتي التي لا تصبغها عندما تتحقق إلا باللون الأسود أو الرمادي!.. على كلٍ سأتنحى قليلاً لكنني سأعود.
- لا اتركني حتى تغرب الشمس !
- حسناً لك هذا يا عزيزي.
ثم تنحى الكائن المتشح بالسواد عن طريق الكائن البريء قليلاً.. لكنه وقف يرقبه من بعيد منتظراً اللحظة التي ينقض فيها على تصوراته الوردية الطائرة.. فيثقبها كما تُثقب فقاعات الصابون الطائرة في الهواء.. وعندئذ يشعر بالنشوة وتحقيق الذات.. وبين لعب الكائن البريء الغارق في الأحلام وبين مخططات الكائن السوداوي، كانت الشمس تنظر إليهما بحسرة وحب لا حدود لهما !

الجمعة، 24 يناير 2014

توائم ملتصقة !

توائم ملتصقة.. هكذا أعتبرهم دائماً.. لا يمكن أن تستقيم الحياة بدون وجودهم معاً.. وجوداً لا يمكن لأي شيء أن يفصله أو يمزقه.. وإذا اجترأ أحد وحاول أن يفصلهم عن بعضهم فإن الحياة تنهار وتتداعى.. تماماً كبرج عال قدٍ يتهاوى في ثوانٍ إذا هاجمه زلزال قوي.. جاءوا إلى الدنيا معاً.. ويجاهدون للحياة في قلوب الناس معاً.. وعندما يموت أحدهم لا تقوى روحي أخويه الآخرين على الاستمرار.. فيلحقوا به في ركب الموت معاً.. تاركين النفوس من بعدهم في خواء.. أتدرون من هم ؟!.. إنهم :
الأخلاق.. الدين.. الإنسانية !!

الأربعاء، 22 يناير 2014

رجل الإجابات The answer man


هل تخيلت يوماً أنه قد دار حوار بينك وبين الله أخبرك فيه بالإجابات عن كل الأشياء التي تؤرقك ؟!!!
في هذا الفيلم أوهم البطل من حوله بأنه قد حدث له ذلك، وبأنه يعرف سبباً لحدوث كل شيء.. كان آرلين - بطل الفيلم - قد ألف كتاباً بعنوان " Me and God" يتحدث فيه عن تلك الفكرة.. لكنه أراد بعد ذلك الاختفاء عن عيون الناس والبقاء بمفرده.. وانتقل إلى إحدى المدن حيث التقى هناك بصاحب متجر لبيع الكتب وهو شاب صغير في السن.. كان يذهب إليه بشكل مستمر ليحصل على إجابات حول أسئلة وجودية في مقابل أن يعطيه بعض الكتب.. وبرغم نجاح آرلين في إخفاء هويته إلا أن التقائه بذلك الشاب ومن بعد اليزابيث وهي أم لطفل صغير مرت بتجربة قاسية.. حيث تقوم بالعناية بطفلها الصغير بدون الزوج الذي هجرهم دون أن يخبر ابنه الحقيقة بذلك، وتركه ينتظر مجيئه بعد أسبوعين.. لقاء آرلين بإليزابيث بالتحديد وتطور العلاقة بينهما أدى به في النهاية إلى الاعتراف أمام الجميع في متجر بيع الكتب بأن كل ما جاء في كتابه الشهير مجرد أوهام.. فلم يدر حوار بينه وبين الله وهو ليس لديه إجابات عن كل الأشياء والأحداث التي تحصل.. ولذلك أراد الابتعاد عن عيون الناس، لأنه في الحقيقة مجرد شخص عادي مثلهم تماماً.. كل ما يميزه عنهم أنه لم يحتمل وفاة والده فبدأ يدون الأسئلة عن لماذا حدث له ذلك وشيئاً فشيئاً كان يكتشف الإجابة عن كل ما يحصل له فقرر كتابتها ومن ثم طباعتها عل الناس تجد فيها بعض العزاء..
بالنسبة لي كان كل ما استفدته من الفيلم أن معرفة الغيب أمر مستحيل فعلاً.. وأننا سنكتشف الحمة مما يحدث لنا شيئاً فشيئاً فقط علينا أن نصبر وننتظر ...   

الثلاثاء، 21 يناير 2014

تبرير

أسوء شيء يرافق الأفعال الناتجة عن الأخلاق السيئة هو أن تبرر لنفسك ذلك الخلق وذلك الفعل بالظروف وصعوبة الحياة والتربية وما إلى ذلك. إن الوقوع في دائرة التبرير هذه يجعل سوء الخلق يتحول من كونه أمراً عارضاً إلى واقع دائم !

الاثنين، 20 يناير 2014

أرض النفاق


- إيه اللي عملته ده ؟!
- زي ما انت شايف
- دي جريمة 
- جريمة إزاي ؟! أنا عاوز كل الناس تبقى عندها أخلاق
- أخلاق.. ده انت سرقت الشوال من الدكان بعد ما استأمنتك !
- اللي عنده الشوال ده ومخبيه وسايب الناس تاكل في بعضها هو اللي بيرتكب جريمة 
- إنت بتفكر على قد مخك الضيق.. تعالى 
- نروح فين ؟
- نلف في البلد شوية لحد الناس ما يشربوا الميه اللي فيها خلاصة الأخلاق، ونشوف هيحصلهم إيه ؟!
- هيبقوا سعداء. 
- هههههه.. طوِّل بالك ما تستعجلش.. يلا بينا ! 
كان هذا جزءاً من حوار دار في فيلم أرض النفاق، الفيلم المستوحى من رواية بنفس العنوان للكاتب يوسف السباعي. في هذه الرواية تحدث الكاتب عن أهم معضلة تواجه الناس في المجتمع، ألا وهي الانهيار الأخلاقي الذي يظهر بشكل واضح في نفاق الناس لبعضهم اجتماعياً وسياسياً. فالحقيقة التي أراد الكاتب تسليط الضوء عليها هي أن العالم أصبح غير قادر على الحياة بدون نفاق، وأن الأخلاق الذميمة صارت الأكثر سيطرة على البشر والأكثر طلباً في سوق الحياة.
في الفيلم الذي تم إنتاجه سنة 1968 كانت الفكرة أن تتم مواجهة المجتمع لنفسه بأبشع ما فيه. وفي نفس الوقت تصوير يوتوبيا الأخلاق، تلك التي تظهر عندما يتسمم الناس بالأخلاق الحميدة والناتجة عن المياه الملوثة بالأخلاق التي شربوها بعدما ألقى مسعود بطل الفيلم شوال الأخلاق بها. لكن لأن الحقيقة أن المجتمع سيظل بلا أخلاق للأسف الشديد فإن المشهد ينتهي بالحوار التالي : 
- سمعت.. المفعول انتهى !
- ياخسارة كان حلم جميل ياريته دام 
- طب والناس حيجرالها إيه دلوقت ؟!
- ولا حاجة رجعت ريما لعادتها القديمة.
وكما بدأ الفيلم في دكان الأخلاق ينتهي أيضاً عند ذلك المكان. لكنه يكون مغلقاً بعد أن انتهت الأخلاق تماماً وهجره صاحب الدكان بحثاً عن مهنة أخرى. لتبقى عبارة "مغلق لعدم وجود أخلاق" الظاهرة على اللافتة بجوار الدكان شاهداً على مأساتنا ومأساة كل الأجيال القادمة.. مأساة صنعناها بأيدينا وستظل لعنة ترافقنا لتنغص علينا حياتنا للأبد!!


الأحد، 19 يناير 2014

الهروب القاتل

مفتتح :
هو في الأصل ظل أسود يحوم في الأجواء..
وحين يحين الموعد يتسلل لروحك بخفة ليعتصرها..
من حسن الحظ أنك لن تموت جراء الاختناق..
لكنك بالتأكيد - حين يغادر روحك - ستظل محتفظاً بتجربة سيئة الملامح، تجعلك خائفاً من الوقوع في براثنه مرة أخرى..
********************
الألم !!..
ذلك الشعور المقيت الذي تحاول طوال الوقت أن تهرب منه بكل السبل..
فتتناول المسكنات..
تشاهد الأفلام..
تخرج مع الأصدقاء..
تستمع للموسيقى..
تنام بالساعات..
وهكذا تغيب في بحر الزمن ظاناً أنك قد نجحت في الابتعاد عنه..
حتى يباغتك هو فجأة..
لكن يكون الأوان قد فات.. 
ففي غمرة هذا الهروب قد تُصاب النفس بالعطب 
وقد تنهار أعضاء الجسد احتجاجاً على الإساءة إليها وإهمال العناية بها..
وكل هذا بداعي الخوف من أن تشعر بالألم..
لكنك تنسى بأنه أقوى منك، وبأن دورة الحياة تقتضي أن تُصاب بالألم..
فالألم شعور موجع لكنه يقود الإنسان إلى النضج..
وإذا أردت تحصين نفسك من الشعور به، عليك أن تواجهه وتكتشف بوادره مبكراً..
قبل أن تضيع في دوامته !!
---------------------------------------------
* تدوينة من وحي زيارتي لطبيب الأسنان !!   19/1/2014  

السبت، 18 يناير 2014

عن الفرح والحذر وأشياء أخرى

عزف أول
وإذا جاءك الفرح مرة أخرى
 فلا تذكر خيانته السابقة
 ادخل الفرح.. وانفجر!*
*******************
 إنها الحادية عشرة والنصف !..
لابد من الاستيقاظ الآن..
تنهض متثاقلة من الفراش لتبدأ الطقوس المعتادة ليوم الأجازة...
لكن اليوم هناك إضافة جديدة ألا وهي آلام الحلق..
يبدو أن بشائر فيروس الانفلونزا تلوح في الأفق..
تستبدل النسكافيه بالينسون وتجلس على الأريكة وهي تضم بعضها إلى كلها..
وإذا جاءك الفرح مرة أخرى فلا تذكر خيانته السابقة ادخل الفرح.. وانفجر!*
تبدو غارقة في الصمت بينما تتأرجح هذه الجملة في ذهنها كبندول الساعة..
وتتذكر قول أمها الروحية لها : "أبوس إيدك افرحي!"..
تتساءل لماذا لا تستطيع أن تفرح؟!!.. 
أو بعبارة أخرى لماذا لا تستطيع أن تحتفظ بإحساس الفرح لمدة طويلة؟!..
فتأتيها الإجابة في الجملة التالية : 
علّموك أن تحذر الفرح لأن خيانته قاسية.. من أين يأتيك فجأة !*
في داخلها يقين بأن الفرح أشبه ببالونات الهيليوم..
خفيفة جداً وتتوق للطيران بعيداً عن الأيدي الممسكة بها.. 
لذلك من الصعب الإمساك بها طويلاً..
فهي على الأغلب ستباغتك بالانفلات والتحليق عالياً، تاركة إياك في حسرة ووجع..
لكنك لو كنت تحبها حقاً فستبحث عن غيرها..
ربما لن تجد أخرى بسهولة، لكن عليك فقط أن تبحث بجدية..
وحين تجدها انسى مباغتة السابقة لك وتغافل عن كل المرارة والضيق اللذين خلفتهم في داخل روحك..
وتمسك فقط بالجديدة بكل قوة وانفجر بدلاً منها وروداً وابتساماتٍ وضحكاتٍ ملء الفضاء!!
-----------------------------------------------
* العبارات السابقة مقتبسة من كتاب يوميات الحزن العادي للشاعر محمود درويش تحت عنوان الفرح عندما يخون


 



 

الجمعة، 17 يناير 2014

لننجوا بها !

" كنت واقف في الشارع مستني حاجة وجت وقفتي جنب اتنين ستات وراجل
كلهم في الستين من عمرهم
كانوا خارجين من محل دهب بيشتروا شبكة لبنت حد فيهم.
الراجل قالهم: المهم الحب مش الجواز، ما ياما ناس اتجوزوا واتطلقوا، عمرها ما بتبقى بالورقة.
فواحدة من الستات قالت له: يا عم خضر المهم العيشة، طب ما أنا وهي أهو (وشاورت ع الست اللي جنبها)، عمرنا ما اتقالت لنا كلمة حب في حياتنا وعايشين.
فالتانية قالت لها بحسرة: عايشين؟! أدينا بنختم عمرنا أهو، ولا عيشنا ولا نيلنا
"

محمد صلاح العزب
************
في أوقات كتير بتهرب من الكلام فيها عن حاجة معينة لأنك بتبقى حاسس إنك كلامك ممكن يبقى متعاد ومش هيبقى ليه صدى.. بس بتفضل تتعذب باللي جواك وإنت شايف إن حل المشكلة اللي بتشوفها قدامك بتتكرر بنفس الطريقة كل مرة موجود بس برضه الناس مصرة تبعد عنه وبعدين ترجع تشتكي.. 
من يومين حصل موقف قدامي بيتكلم موقف بيدور في نفس الفلك اللي اتكلمت عنه العبارات اللي فوق، وكنت حابة أتكلم عنه بس تراجعت لكن لما لقيت كلمات محمد صلاح العزب دي ظهرت قدامي النهاردة قررت إني هاتكلم في المشكلة وعن الموقف اللي حصل من غير ما أهتم بإن كلامي هيبقى متعاد ولا لأ... جايز الإعادة المرة دي تخلي حد يفكر بشكل أفضل..
في الشغل كان فيه موظف بيجهز بنته عشان هتتجوز.. وعندنا في الشغل بيتعاملوا مع المحلات اللي بتبيع الأجهزة الكهربائية بالتقسيط كخدمة بيقدموها لموظفين الحكومة وهي في الحقيقة ليست بمساعدة على الإطلاق.. الفكرة باختصار إن الراجل كلم المدير المسئول عن التعاملات المالية في موضوع التقسيط ده وكل ما المدير يقوله وليه تشتروا حاجة غالية وإنتم على قد حالكم.. رد عليه بما معناه إنه لو ما جابش كده مش هايفرح بنته وهيكسفها قدام اللي هيتجوزها.. اشتركت معاه في الحوار وقلتله إنه لولا معايرة الناس لبعضها بالماديات والحاجات اللي لازم تتجاب ما كانتش الجوازات هتبقى مرهقة أوي كده.. وهو رد عليا بالخلاصة إنه هو عارف كويس الكلام ده، وعارف أكتر إنه لو الراجل عاوز يببيع هيبيع مهما كانت الماديات اللي دفعها أو "القايمة" اللي بيتكتف بيها.. وجايز كمان يقرف اللي اتجوزها..
الحقيقة إن الراجل كان صعبان عليا أوي لأنه كان باين إنه على قد حاله.. لكن قعدت أفكر بيني وبين نفسي.. هو لحد امتى هتفضل المظاهر هي اللي بتحكم مواضيع الجواز؟! وليه نفضل نربي في البنت إنها لازم تجيب وتعمل وتحمل أهله فوق طاقتها ونقول إنها لو ما "اتدفعش" فيها فلوس كتير هتبقى رخيصة وسهل جوزها يبيعها بعد كده؟!.. افتكرت قد إيه احنا متخلفين بكل ما تحمله المعنى من كلمة.. وافتكرت مشاهد فيلم أم العروسة وضحكت ضحكة كلها وجع.. وافتكرت الحديث الشريف اللي بيقول:
"أقلهن مهوراً أكثرهن بركة".. وحزنت على حالي وحال كل البنات اللي حواليا.. وحزنت أكتر على تفكير أهالينا اللي تحولوا لجاني ومجني عليهم.. وما فكرتش غير في إنه لو عاوزين ننجو بعلاقات الجواز لازم نتغير بجد !!.. كلنا ....
  

الخميس، 16 يناير 2014

للتسامح حدود !


أكتر من مرة عاتبتك 
وإدتلك وقت.. 
إدتلك وقت تفكر
كان قلبي كبير بيسامحك
إنما كان غدرك أكبر
أكبر من طيبة قلبي
أكبر من طولة بالي
أكبر من قوة حبي
مع كل الماضي الغالي
ولقتني وأنا باهواك
خلصت الصبر معاك
وبأملي باعيش ولو إنه
ضيعني سنين في هواك
وأهي غلطة ومش هتعود
ولو إن الشوق موجود
وحنيني إليك موجود
إنما للصبر حدود ! 
بهذه الكلمات أخذت تشدو أم كلثوم في رائعتها "للصبر حدود".. ربما كانت الحالة التي تتحدث عنها الأغنية متعلقة بمقام الحب والشد والجذب بين حبيبين.. ومشاعر التسامح التي قد يبديها أحدهم نحو الآخر إكراماً للأحاسيس التي يكنها نحوه.. لكن هناك حد يتوقف عنده ذلك البذل عندما لا تجد أي صدى له.. ويبدو الأمر وكأن أحد ما يضغط على الجرح ليواصل النزف دون أدنى مراعاة لما سيترتب عليه من آلام وأوجاع..
لكن لو نظرنا بعيداً عن كادر تلك الصورة، التي تبين عتاب الحبيبين، نجد نفس الموقف يتكرر في أي علاقة إنسانية - خاصة علاقات الصداقة!.. طرف يبذل ويصبر ويتسامح والآخر يضغط ولا يبدو عليه اهتمام.. فيكون مصير العلاقة الانتهاء وتذهب مشاعر التسامح أدراج الرياح.. عندها مهما كان ما يجمع الصديقين من ود وذكريات فإنه لا يكون له قيمة.. ليؤكد على حقيقة أنه للصبر حدود !!



الأربعاء، 15 يناير 2014

ضاع في مهب الريح !!


تبص في مرايتك
مفيش شعرة بيضا
وقاتلك شعورك
بإنك عجوز
وتسأل.. كبرنا؟!
أقولك يجوز !!!
" المغنى خانة"
**************************************** 
منذ أن يُولد والكل يُطالبه بأن يَكبر..
وبعد أن يكبر يلومونه لأنه تحول إلى نسخة كئيبة مشوهة مثلهم جميعا!!..
يأتي الواحد منا إلى الدنيا وقلبه مفعم بالبراءة والحب..
وعلى وجهه دائماً ابتسامة لا تغيب..
وضحكة قادرة على أن توقع الآخرون في غرامها بمجرد سماع صداها..
 لكنهم لا يتركوننا لحالنا، وكأن ما يفعله بنا قطار العمر لا يكفي !!..
يظلون طوال الوقت يطالبوننا بأن نكبر..
أن نتوقف عن اللعب..
أن ندرس طوال الوقت..
يظلون يتحدثون أمامنا قائلين :
"لازم تكبروا بقى وتبطلوا تصرفات العيال"..
"لازم تبقوا حاجة"..
"بطلوا تنطيط"..
"ما تلونوش عالحيطة هتوسخها"..
"اقعدوا عِدِلْ"..
 وشيئاً فشيئاً يموت الطفل بداخلنا..
أو يتحول إلى "كهل صغير السن"*..
عندها يتساءلون ..
أين ذهب ذلك الطفل ؟!..
ولا يعلمون أنه ضاع في مهب الريح !!
--------------------------
* كهل صغير السن هو عنوان كِتاب للكاتب عمرو صبحي

الثلاثاء، 14 يناير 2014

مجد الكتابة

منذ فترة ليست بالبعيدة وأنا أفكر في إجابة على السؤال التالي :
ما مصير ما نكتبه ؟
جاء هذا السؤال أثاره في داخلي صديق لي كان يتألم مع كل مرة يرى بائع ساندويتشات الفول والطعمية يلفها في أوراق مُزقت من كتب قديمة.. وكان ألم صديقي يشتد عندما يرى معاملة الناس لهذه الأوراق، فبعد انتهائهم من تناول الطعام يكرمشونها ويلقونها بلا اكتراث على الأرض أو في صندوق القمامة - هذا إن كان هناك في الأصل صندوق قمامة - ؟؟...
كان صديقي يقول لي بأنه ما قيمة ما يكتبه المرء إذا كان مصيره القمامة وهذه المعاملة الحقيرة من الناس؟! وما فائدة أن ينفق المرء وقته وجهده في كتابة كلمات لا يلقي لها الآخرون بالاً ؟!.. يومها أجبته بأنه لا يجب عليه أن يكون بمثل هذا اليأس والحنق.. فليس كل الناس يعاملون الكلمات المكتوبة بمثل هذه القسوة.. وليس كل الناس لا يقدرون تعب ومجهود الكاتب.. بل العكس فإن هناك من الناس من يظل محتفظاً بإنسانيته وتتكون شخصيته بوازع من تلك الكلمات المكتوبة، حتى ولو ألقيت الأوراق التي قرأ فيها تلك الكلمات فيما بعد.. ومنهم من يعطي الكتاب الحاوي لتلك الكلمات حق قدره فيحتفظ به وكأنه أغلى من أغلى كنز وجده في حياته..
 وهكذا كانت قناعتي وستظل دائماً.. وكنت دائماً أحلم بأن ترى كلماتي النور في صورة كتاب مطبوع.. لأنني أؤمن بالمقولة التالية :
أن تؤلف كتاباً، أن يقتنيه غريب في مدينة غريبة، أن يقرأه ليلاً، أن يختلج قلبه لسطر يشبه حياته ، ذلك هو مجد الكتابة 
ومن هذا المنطلق أرى أن كل ما نكتبه - حتى لو اختفى باختفاء الانترنت أو مُزقت الأوراق التي يضمها - ستكون له قيمة كبيرة.. لأنني أؤمن بأنه من بين كل الملايين الذين سيقرأون تلك الكلمات، سيكون هناك من تترك هذه الكلمات في نفسه وشخصيته أثراً إيجابياً - حتى ولو كان شخص واحد فقط !..  وبهذا يكون الخلود مصير ما نكتبه كما سبقنا إلى ذلك كثيرون.. ولكنه ليس خلوداً عادياً.. إنه الخلود الأرقى.. إنه الخلود في قلب وعقل البشر!! 

الأحد، 12 يناير 2014

مصير امرأة





مفتتح :
ينصح بالاستماع إلى قائمة المقطوعات الموسيقية الواردة في الرابط التالي أثناء القراءة

*******************
كان قدرها أن تكون ملكة..
لكن كان أمامها الكثير من العقبات والعراقيل..
الكل - بدءاً من والدتها - كان ينظر إليها على أنها مجرد طفلة لا تقدر على الحكم وتولي مقاليد البلاد..
وحده عمها - الملك وليام الرابع - كان يأمل أن تنجح في التخلص من قيود السن وتحكُّم الأم لتصنع قدرها ومصيرها بنفسها..
وحده كان يرى فيها ملكة انجلترا القادمة من بعده..
حتى اللورد ملبورن - رئيس الوزراء آنذاك - الذي دعمها في البداية، حاول استغلالها لإصدار القرارات التي تصب في مصلحته..
كانت تشعر بالوحدة والخوف لكنها كانت مصممة على إثبات شخصيتها وقدرتها أمام الجميع..
أما هو فكان يعلم باحتياجها الشديد إليه لكنه كان يحترم رغبتها في أن تخطو خطواتها الأولى في عالم الحكم بنفسها..
فاختار أن يدعمها من بعيد مانحاً إياها كل الحب والثقة التي تحتاجهما..
قرر أن يُضيء لها شمعة في ظلام دسائس ومكائد السياسة والحكم..
أخذ بيدها إلى الطريق الصحيح للخلود في قلب الشعب..
ألا وهو أن تعمل لأجله..
ولأنه زرع الثقة في بستان قلبها، لم تستطع أن تبقيه بعيداً عنها..
فاختارته ليكون الحارس الأمين على روحها وشريك حياتها..
تزوجته لتسعد به ويكون درعها الذي يحميها من أطماعهم..
وكادت شهوة الحكم تعصف بحياتهما بعد الزواج بشهور قليلة..
لكنه استطاع بصدق حبه لها وتضحيته بروحه من أجلها، أن يعيد لها رُشدها..
فاستمعت لصوت العقل وصدقت نبضات القلب وفهمت الرسالة..
فمصيرها كان أن تصبح ملكة..
تحكم بالحب والعقل معاً..
 -------------
كانت هذه باختصار قصة الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت اللذين حكما انجلترا معاً لمدة 20 عاماً كانت من أزهى عصور المملكة البريطانية..
----------------------------------------------
روابط هامة :
 


 
 

الجمعة، 10 يناير 2014

الدواء المر

 وبداية علاج جروح الروح أن تتقبلها كما هي..
أن تتقبل أنك قد جُرحت وأن هذا الجرح جاء لسبب ما..
ربما لأنك لم تتعلم مما سبق..
ربما لأنك ظننت أنك لست بحاجة لأحد..
ربما لأنك تعلقت بالأشياء والأشخاص ونسيت خالقها..
فجاء الجرح لتنزف ذلك الدم الفاسد..
فتتطهر الروح..
جاء ليختبر قوة صمودك وإحساسك..
جاء ليعيد إليك وعيك..
ويترك لك السؤال من بعده..
هل تعلمت أم لا ؟!! ..


الخميس، 9 يناير 2014

قمة العظمة

قمة العظمة أن تبدأ من جديد بعد أن تتخيل انك قد انتهيت تماماً وأن كل ما بقي منك هو مجرد حطام إنسان !! 



الأربعاء، 8 يناير 2014

علاقة من نوع خاص

يعشق الجميع "بـكارتها" لأنها تشعرهم بزهو اتخاذ الخطوة الأولى وكأنه لم يسبقهم إليها أحد، ويتذوقون معها لذة اكتشاف المجهول وحلاوة الثقة..
عند القرب منها يكونون "دائمي" الحماس والشغف..
"أصعب" شيء يواجهها مع بعضهم التردد في الاقتراب منها ونيلها..
ليست دائمة السلاسة و"اليـسر" لكنها تستحق المحاولة..
مهما قمت بالحسابات ففي النهاية ستجد نفسك قد وقعت صريع "هـواها"، وأنها جذبتك إلى متاهتها الواضحة بكامل إرادتك وعليك ان تواصل المسير معها حتى النهاية !!

الثلاثاء، 7 يناير 2014

بين البداية والنهاية



"لماذا لا تكون النهاية بنفس مستوى البداية ؟"..
دائماً ما يراودني هذا السؤال عندما أفكر في كافة الأحداث التي مرت في حياتي وحياة ممن أعرفهم..
فنحن في أغلب الأحيان نأخذ جميع التدابير اللازمة لبداية جيدة، ونبدأ أولى الخطوات بحماس وشغف شديدين..
ثم فجأة يبدأ الشغف والحماس في التناقص ويبدأ الملل في التسلل لأرواحنا..
وأحياناً نجد أننا قد تهنا في الطريق وما عدنا نحن نفس الأشخاص الذين بدأنا تلك الخطوات..
وبعدما كان الخط صاعداً يبدأ في الانخفاض حتى تأتي النهاية بغير ما كنا نشتهي في البداية..
حينها نُصاب بإحباط وقد يضربنا اليأس في مقتل، فنتوقف عن البدء في أي شيء خوفاً من التعرض لنفس المصير..
ولست أدري هل نحن فقط - في العالم العربي - من نعاني من هذه الآفة أم لا..
لكن مما شاهدته حولي وجدت أننا أكثر من يعاني من هذا الأمر..
دائماً تكون البدايات لدينا قوية مفعمة بالحماس والأمل..
لكننا نبدأ في التعثر والتراخي في المنتصف، وكما ذكرت تأتي النهاية بغير ما كنا نحلم..
لست أدري هل هذا يحدث لأننا لا نخطط جيداً ؟!..
لكن لا، هناك بعض الأشخاص يضعون أعظم الخطط ويسيرون عليها بحذافيرها..
لكنهم قد يستمرون في التنفيذ بدون حماس..
تُرى ما السبب في ذلك ؟!...
أنا حقاً لا أدري..
عزيزي القارئ .. عزيزتي القارئة..
 إذا عرفتم الإجابة أرجوكم أخبروني بها !!!..
 

الاثنين، 6 يناير 2014

بدايات لها جمالها

مهما اختلفت أو تشابهت البدايات...
فإن هناك لحظات بداية لها سحر وجمال لا مثيل له..
قد نشهد تلك البدايات في كل يوم نحياه، لكننا لا ننتبه لها.. 
وقد يمر العمر وأنت لم تذق حلاوة تلك البدايات..
وفي نهاية الرحلة تكتشف أنك قد حرمت نفسك من لذة ومتعة..
لن تجدها أبداً في النهايات مهما كانت سعيدة !!
فافتح الأبواب لحواسك لاكتشاف تلك اللحظات.. 
ستجدها في لحظة شروق الشمس وبدء اندثار سواد الليل..
في اللحظة التي يبدأ فيها الوليد فتح عينيه واكتشاف العالم من حوله..
في لحظة إمساكك بكفه الصغيرة جداً وبدء سريان تيار حب دافيء داخل شرايينك.. 
في لحظة سقوط أولى قطرات المطر وملامستها لوجهك بكل بكارتها ونضارتها..
في اللحظة التي تشعر فيها ببدء لسعات البرد لتهرع للاحتماء بدفء بطانيتك أو ملابسك الصوفية..
في لحظة استقبالك للشارع في الشتاء ذاهباً إلى عملك أو مدرستك ودخول نسمات الصباح الباردة إلى صدرك لتنعشه..
في اللحظة التي تلمس فيها أناملها لأول مرة فتجد أن قلبك يدق لأول مرة بشكل صحيح !!

 

الأحد، 5 يناير 2014

سؤال واحد


سؤال .. سؤال واحد
صبح السؤال مليون
فينا كام.. كام واحد 
سأل السؤال بجنون
طب مين أنا وليه وفين 
وإزاي يكون الكلام عني 
لكن ما هوش مني ؟!!
*********
سؤال واحد ..
مجرد سؤال ممكن يجر وراه أسئلة كتير..
طب ياترى هتلاقي للأسئلة دي إجابة في دايرة الرحلة ولا لأ ؟!.. 
أكيد محدش عارف.. ممكن إنك تلاقي في السكة إجابات على بعضها وعلى بعضها لأ.. 
جايز تتجنن قبل ما توصل لإجابة وجايز لأ.. 
وجايز توصل لدرجة عالية من اليقين والمعرفة بعد ما تسأل وتعرف الإجابات.. جايز تفضل تلف في الدايرة من غير ما يروي ندى الإجابات عطش أسئلتك.. 
وجايز تغرق أسئلتك في نهر إجابات مزيفة مش حقيقية..  
لكن المؤكد إن أول خيط هتمسكه في بكرة الأسئلة هياخد بإيدك لبداية الوعي.. وبداية الاعتراف بإنك كائن.. 
العجز هو غاية قوته  !!!



 

السبت، 4 يناير 2014

بداية النجاة

لا ادري إلى متى ستظل هذه الحالة.. 
أفكر كثيراً فيما سأكتب اليوم كتدوينة، رغم أن ذهني مزدحم بالأفكار وبالمشاعر وبالمواقف الصالحة للكتابة عنها..
هذه الليلة أنقذني فيلم Cast Away ليمنحني فكرة تدوينة اليوم..
تشاك نولاند بطل الفيلم تحطمت الطائرة التي كانت تحمله، وجرفه التيار ليستقر على سطح جزيرة نائية..
هناك لم يبدأ رحلة النجاة إلا حين وصل إلى حقيقة أنه لم يحن الوقت بعد ليموت.. 
ولم يكافح لينجو إلى حين وصل لقمة القمة اليأس في البداية ثم تقبل الوضع الذي صار عليه الآن..
لكن بالتأكيد لا يمكن نفي أن تعلقه بالكلام مع شخص وهمي "ويلسون" (وهو بالمناسبة كرة طائرة مزقها ووضع لها بعض القش لتصبح على هيئة وجه دمية) ، وكذلك تعلقه بحبيبته وأمله في العودة إليها، هو ما جعله يستغل كل الموجودات من حوله ليتمكن من العودة إليها...
في نهاية الفيلم أخبر تشاك صديقه بأنه حاول قتل نفسه بعدما يئس من احتمال رجوعه إلى وطنه وأصدقائه وحبيبته.. 
لكن عندما انكسر الغصن وفشلت المحاولة علم أنه لم يحن أوان موته وأن عليه الاستمرار في الحياة..
وبقي منتظراً لما سيأتيه في الغد، وبالفعل جاءه المد بوسيلة النجاة..
وبرغم أنه عندما رجع وجد أن من كافح لأجلها قد تزوجت وحاولت أن تعيش حياتها وهو صار بلا حبيبة، إلا أنه تقبل فكرة أن عليه مواصلة الحياة وتخطي ذلك الأمر..
وبرغم الوجع فإنه سيكمل طريقه وهذه هي بداية النجاة الحقيقية بالنسبة له !!

الجمعة، 3 يناير 2014

بداية خاطئة

أسوء شيء ممكن أن تبدأ به العام الجديد هو التخلي عن التزامك بالقيام بشيء ما، كنت قد عقدت العزم على عمله في نهاية العام الماضي كتجربة جديدة تحاول بها تصحيح وضع خاطيء..
في الأسبوع قبل الأخير من شهر ديسمبر 2013 انضممت لمبادرة الكتابة باللغة العربية الفصحى خلال الأسبوع الأول من شهر يناير المقامة على موقع الفيس بوك.. وبالأمس فقط ألغيت انضمامي هذا لأنني شعرت بأنه سيكون قيداً عليِّ!!..
أنا لا أنكر أن الكتابة بالفصحى أجمل بكثير من الكتابة بالعامية.. لكنني وبعد تجربة يومين من المبادرة اكتشفت بأنني لن أستطيع التحدث مع رفاقي بالفصحى أثناء تبادلنا الرسائل.. ربما لقلة ثروتنا اللغوية بالفصحى أو ربما لأننا اعتدنا الحديث بالعامية مع بعضنا.. ودائماً نشعر بأنها الأقرب لإيصال أفكارنا ومشاعرنا..
انسحابي هذا جعلني أفكر مرة أخرى، لماذا نفضل أحياناً كثيرة الكتابة والحديث بالعامية؟ ولماذا تحول الأمر في عالمنا العربي - وأقصد هنا الكتابة والحديث بالعامية - إلى نوع من تدمير للغتنا وهويتنا العربية؟!.. هناك الكثير من الشباب في الدول الأوروبية لا يستخدمون الانجليزية "الفصحى" أثناء الكتابة والتحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. إذن المشكلة ليست حكراً علينا نحن فقط !!.. لكن هذا لا يأتي بالإجابة على أسئلتي.. كما أنه ليس مبرراً لترك الكتابة والتحدث بالعربية الفصحى.. أعتقد أننا بحاجة لحب اللغة العربية الفصحى أولا حتى نتمكن من الكتابة والتحدث بها.. وحتى يحدث هذا الأمر - بالنسبة لي على الأقل - لن أستطيع أن أمثل دور الملتزمة بينما أنا في الحقيقة لست بملتزمة !!.
لن أتمكن من تقييد أفكاري بنمط معين من اللغة لكي أعبر عنها.. فقط سأترك العنان لها فإذا شعرت بأنها راغبة في أن يتم التعبير عنها بالفصحى سألبي طلبها.. وإذا شعرت بأنها مجرد خواطر أو نوع من الفضفضة سأترجمها باستخدام لغتي العربية "العامية".. فقط سأعبر بحرية !!..
لكن بالتأكيد أنا لست راضية تماماً عن انسحابي هذا ربما لأنني كسرت التزاماً ما.. وأشعر بأن هذه بداية خاطئة للعام الجديد !! 

الخميس، 2 يناير 2014

هوامش على دفتر العام الجديد

- ضع قائمة بالأشياء التي تود القيام بها في هذا العام وتأكد أن هذا الأمر مهم وسيمنحك نوعاً من الراحة والسرور في نهاية العام، كما سيجعلك تشعر بالمتعة بشكل مستمر طوال العام.. 
(قائمتي الشخصية تتضمن : دروس في العزف على البيانو - لعب اسكواش - تسجيل برنامج إذاعي وبثه عبر الانترنت - إعداد قائمة بالكتب التي أنوي قراءتها.. ومازلت أفكر في المزيد)..
-أحضر إناء من الزجاج أو الفخار وكلما مر بك لحظات سعيدة أو موقف شعرت فيه بالفخر بنفسك أو الرضا عنها أو موقف ساعدت فيه أحد، دون ذلك على ورقة وضعها داخل الإناء وفي نهاية العام افتحه واقرأ كل ما كتبت ستشعر وكأنك تعيش هذه اللحظات من جديد ويجعلك قادراً على المواصلة في هذه الحياة..
- لا تدع غياب الفرحة الحقيقية بمجيء عام جديد البادية على وجوه الناس وفي قلة عبارات التهاني عن الأعوام السابقة تحبطك.. فقط تفاءل وتمنى أن يكون هذا العام مختلفاً بصدق..
- إذا كنت شخصاً يخشى المغامرة - مثلي أنا - وصدمك العام الجديد في بدايته بمأزق أنه يجب عليك أن تقوم بهذه المغامرة، فلا تبتئس - كما فعلت أنا في تدوينة الأمس - وفكر فقط بأنه ربما حان الوقت بأن تحرق كل مراكبك القديمة وتقفز في البحر فلربما تصل إلى شاطيء الأمان وتنجو بأحلامك من الموت..
- لا تعر أذناً لمن يردد جوارك بأن تهنئة المسيحيين بالعام الجديد أو عيد الميلاد حرام.. ولا تتوقف عند فكرة أن تزيين المنزل احتفالاً بالعام الجديد قد تكون بدعة.. فقط لا تتردد و رد على كل ذلك بأن تهنئ رفاقك وأصدقاءك بكلا من المناسبتين، وقم بتزيين المنزل بكل الزينات والأضواء لتمنح نفسك أجواءً جديدة تنسى معها ما رحل من أحداث وتستطيع أن تبدأ بعدها من جديد..
- خيباتنا لا ترتبط بتواريخ محددة وليست المشكلة في أن عاماً معيناً جاء سيئاً.. فقط فكر بأن الحياة مثل الخط المتعرج الظاهر في شاشة جهاز قياس نبضات القلب في المشفى.. دائماً يصعد ويهبط وهو دليل على أن الإنسان على قيد الحياة، وإذا توقف سيموت الإنسان.. وتذكر دوماً أنه لا الإحباطات أو الأحزان تدوم ولا الأفراح والنجاحات تدوم.. وسبحان من له الدوام ويغير ولا يتغير..

الأربعاء، 1 يناير 2014

اختبار صعب

يبدو أن 2014 قررت أن تبدأ معركتها معي مبكراً..
أن تضعني في اختبار وعلي أن أختار فيه بدون منحي ولو مهلة قصيرة للتفكير هو أمر في غاية الدناءة منها..
لماذا لا تأتي مع الاختيارات علامات مميزة تساعدنا على تحديد الأفضل بالنسبة لنا؟!..
أو لماذا لا نحصل على ميزة ما عند الاختيار كأن ينكشف لنا الجانب السلبي مثلا لاختيارنا ؟!..
أشعر بالقلق حقاً.. 
فأنا بين نارين..
مطلوب مني أن أختار بين أن أتلظى في جحيم الروتين..
أو أن أنجو من هذا الجحيم لأقع في فخ المعاملة السيئة والضغط المتواصل وحرماني من أن تكون لي حياة عادية خارج نطاق العمل !!
اللعنة على هذا الخوف والقلق..
اللعنة على الخوف من المغامرة..
اللعنة على تشعب الفكر والرغبة في التميز في أكثر من اتجاه!!..

ملحوظة : أرجو من كل من سيقرأ هذه التدوينة الدعاء لي بأن أختار ما فيه خير لي.. وشكراً