‏إظهار الرسائل ذات التسميات توديع الفائت واستقبال الآتي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات توديع الفائت واستقبال الآتي. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 3 يناير 2014

بداية خاطئة

أسوء شيء ممكن أن تبدأ به العام الجديد هو التخلي عن التزامك بالقيام بشيء ما، كنت قد عقدت العزم على عمله في نهاية العام الماضي كتجربة جديدة تحاول بها تصحيح وضع خاطيء..
في الأسبوع قبل الأخير من شهر ديسمبر 2013 انضممت لمبادرة الكتابة باللغة العربية الفصحى خلال الأسبوع الأول من شهر يناير المقامة على موقع الفيس بوك.. وبالأمس فقط ألغيت انضمامي هذا لأنني شعرت بأنه سيكون قيداً عليِّ!!..
أنا لا أنكر أن الكتابة بالفصحى أجمل بكثير من الكتابة بالعامية.. لكنني وبعد تجربة يومين من المبادرة اكتشفت بأنني لن أستطيع التحدث مع رفاقي بالفصحى أثناء تبادلنا الرسائل.. ربما لقلة ثروتنا اللغوية بالفصحى أو ربما لأننا اعتدنا الحديث بالعامية مع بعضنا.. ودائماً نشعر بأنها الأقرب لإيصال أفكارنا ومشاعرنا..
انسحابي هذا جعلني أفكر مرة أخرى، لماذا نفضل أحياناً كثيرة الكتابة والحديث بالعامية؟ ولماذا تحول الأمر في عالمنا العربي - وأقصد هنا الكتابة والحديث بالعامية - إلى نوع من تدمير للغتنا وهويتنا العربية؟!.. هناك الكثير من الشباب في الدول الأوروبية لا يستخدمون الانجليزية "الفصحى" أثناء الكتابة والتحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. إذن المشكلة ليست حكراً علينا نحن فقط !!.. لكن هذا لا يأتي بالإجابة على أسئلتي.. كما أنه ليس مبرراً لترك الكتابة والتحدث بالعربية الفصحى.. أعتقد أننا بحاجة لحب اللغة العربية الفصحى أولا حتى نتمكن من الكتابة والتحدث بها.. وحتى يحدث هذا الأمر - بالنسبة لي على الأقل - لن أستطيع أن أمثل دور الملتزمة بينما أنا في الحقيقة لست بملتزمة !!.
لن أتمكن من تقييد أفكاري بنمط معين من اللغة لكي أعبر عنها.. فقط سأترك العنان لها فإذا شعرت بأنها راغبة في أن يتم التعبير عنها بالفصحى سألبي طلبها.. وإذا شعرت بأنها مجرد خواطر أو نوع من الفضفضة سأترجمها باستخدام لغتي العربية "العامية".. فقط سأعبر بحرية !!..
لكن بالتأكيد أنا لست راضية تماماً عن انسحابي هذا ربما لأنني كسرت التزاماً ما.. وأشعر بأن هذه بداية خاطئة للعام الجديد !! 

الخميس، 2 يناير 2014

هوامش على دفتر العام الجديد

- ضع قائمة بالأشياء التي تود القيام بها في هذا العام وتأكد أن هذا الأمر مهم وسيمنحك نوعاً من الراحة والسرور في نهاية العام، كما سيجعلك تشعر بالمتعة بشكل مستمر طوال العام.. 
(قائمتي الشخصية تتضمن : دروس في العزف على البيانو - لعب اسكواش - تسجيل برنامج إذاعي وبثه عبر الانترنت - إعداد قائمة بالكتب التي أنوي قراءتها.. ومازلت أفكر في المزيد)..
-أحضر إناء من الزجاج أو الفخار وكلما مر بك لحظات سعيدة أو موقف شعرت فيه بالفخر بنفسك أو الرضا عنها أو موقف ساعدت فيه أحد، دون ذلك على ورقة وضعها داخل الإناء وفي نهاية العام افتحه واقرأ كل ما كتبت ستشعر وكأنك تعيش هذه اللحظات من جديد ويجعلك قادراً على المواصلة في هذه الحياة..
- لا تدع غياب الفرحة الحقيقية بمجيء عام جديد البادية على وجوه الناس وفي قلة عبارات التهاني عن الأعوام السابقة تحبطك.. فقط تفاءل وتمنى أن يكون هذا العام مختلفاً بصدق..
- إذا كنت شخصاً يخشى المغامرة - مثلي أنا - وصدمك العام الجديد في بدايته بمأزق أنه يجب عليك أن تقوم بهذه المغامرة، فلا تبتئس - كما فعلت أنا في تدوينة الأمس - وفكر فقط بأنه ربما حان الوقت بأن تحرق كل مراكبك القديمة وتقفز في البحر فلربما تصل إلى شاطيء الأمان وتنجو بأحلامك من الموت..
- لا تعر أذناً لمن يردد جوارك بأن تهنئة المسيحيين بالعام الجديد أو عيد الميلاد حرام.. ولا تتوقف عند فكرة أن تزيين المنزل احتفالاً بالعام الجديد قد تكون بدعة.. فقط لا تتردد و رد على كل ذلك بأن تهنئ رفاقك وأصدقاءك بكلا من المناسبتين، وقم بتزيين المنزل بكل الزينات والأضواء لتمنح نفسك أجواءً جديدة تنسى معها ما رحل من أحداث وتستطيع أن تبدأ بعدها من جديد..
- خيباتنا لا ترتبط بتواريخ محددة وليست المشكلة في أن عاماً معيناً جاء سيئاً.. فقط فكر بأن الحياة مثل الخط المتعرج الظاهر في شاشة جهاز قياس نبضات القلب في المشفى.. دائماً يصعد ويهبط وهو دليل على أن الإنسان على قيد الحياة، وإذا توقف سيموت الإنسان.. وتذكر دوماً أنه لا الإحباطات أو الأحزان تدوم ولا الأفراح والنجاحات تدوم.. وسبحان من له الدوام ويغير ولا يتغير..

الأربعاء، 1 يناير 2014

اختبار صعب

يبدو أن 2014 قررت أن تبدأ معركتها معي مبكراً..
أن تضعني في اختبار وعلي أن أختار فيه بدون منحي ولو مهلة قصيرة للتفكير هو أمر في غاية الدناءة منها..
لماذا لا تأتي مع الاختيارات علامات مميزة تساعدنا على تحديد الأفضل بالنسبة لنا؟!..
أو لماذا لا نحصل على ميزة ما عند الاختيار كأن ينكشف لنا الجانب السلبي مثلا لاختيارنا ؟!..
أشعر بالقلق حقاً.. 
فأنا بين نارين..
مطلوب مني أن أختار بين أن أتلظى في جحيم الروتين..
أو أن أنجو من هذا الجحيم لأقع في فخ المعاملة السيئة والضغط المتواصل وحرماني من أن تكون لي حياة عادية خارج نطاق العمل !!
اللعنة على هذا الخوف والقلق..
اللعنة على الخوف من المغامرة..
اللعنة على تشعب الفكر والرغبة في التميز في أكثر من اتجاه!!..

ملحوظة : أرجو من كل من سيقرأ هذه التدوينة الدعاء لي بأن أختار ما فيه خير لي.. وشكراً
  

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

مع السلامة 2013

عزيزتي 2013 ..
بعد التحية والسلام..
باكتبلك وفاضل على نهايتك دقائق معدودة.. ومخي فاضي ومليان جداً في نفس الوقت مش عارفة إزاي تيجي دي !!!..
على الرغم من إن ناس كتير عمالة تشتم فيكِ وتقول إنك كنتِ سنة وحشة.. وعلى الرغم من إني ما حققتش فيكِ حاجة من اللي كنت باحلم بيها ولا فرحت زي ما اتمنيت.. لكن وأنا بافكر في الأيام اللي عدت منك لقيت إنك برضه كنتِ حلوة.. اتعرفت فيكِ على ناس جميلة.. حصلتلي حاجات فرحتني، صحيح إنها كانت قليلة بس لازم أعترف إن من غيرها كان الوضع هيبقى أسوء بكتير..
وما أقدرش أنسى كمان إنه صدماتي في بعض الناس اللي حصلتلي خلالك، غربلتلي علاقاتي.. وما بقاش حواليا غير فعلاً اللي يستاهلوا واللي بيحبوني فعلاً وبيحسوا بغيابي ووجودي بيفرق معاهم..
عزيزتي 2013 ..
أنا عاوزة أشكرك من قلبي على الحاجات الحلوة القليلة اللي حصلت معايا فيكِ.. مش هاقدر أنسى أبداً مكالمة المذيع أحمد يونس في برنامج عالقهوة ولحظات الضحك يومها وأنا باتخيل إن مصر كلها سامعاني وإنه بفضل حبة التهييس اللي كنت فيهم قدرت أضحك ناس كتير يومها.. مش هاقدر أنسى كمان التدوينات اللي كتبتها في بداياتك وأكدت لي إني لسه فيا الرمق وينفع أكتب.. وأكيد أكيد باشكرك شكر خاص على ايفنت التدوين اليومي والصحبة الحلوة اللي عرفتها من خلاله.. والأهم إنه حررني إلى حد ما .. يعني على الأقل دلوقت بقيت قادرة أكتب عن أي حاجة ممكن تيجي على دماغي.. وكمان مش هاينفع أنسى لحظة فرحتي فيكِ بأول مرة تتنشر لي حاجة من اللي كتبتها حتى ولو كان ده في جريدة الكترونية مش ورقية زي ما كنت باحلم..
عزيزتي 2013...
وكل اللي فات ده حاجة والناس اللي عرفتها فيكِ حاجة تانية.. الناس اللي بتحبني وبتدعيلي واستحملتني كتير وانا عارفة إنها لسه هتستحملني كمان بس عشان هما بيحبوني ومصدقين فيا ولسه شايفين النور اللي جوايا.. الناس اللي اتعلمت منها ولسه هاتعلم كمان وكمان.. الناس اللي بحبها عشان هي لسه جواهم الإنسانية والمشاعر الطيبة رغم كل القرف اللي احنا عايشينه.. واسمحيلي انا هاشكرهم بالاسم وأكتب لهم عاللي باتمناه لهم في أيامهم الجاية..
نور.. 
اللي فعلاً أكدتِ لي إنها هي وبس رفيق الروح مش أي حد تاني.. يارب تلاقي طريقك وتقدري تغيري في الدنيا فعلاً وتفضلي مجنونة وتخليني محتفظة بجناني أنا كمان.
سحر..
اللي برغم البعد - اللي أنا بقيت فيه - لسه بتحبني وعاوزاني أبقى أحسن.. يارب ترجعي زي زمان بس إنتِ افضلي حاولي وما تيأسيش.. أنا متأكدة إنك هتبقي حد مهم ومؤثر أوي في حياة الناس.
عمرو.. 
"أخا الروح" اللي خلاني أحب السما أكتر.. صدقني وجودك في حياتي فرق معايا كتير وهيفضل يفرق حتى لو كان مجرد "وجود عابر".. أنا عارفة إنت بطلت تكتب شعر ليه أو حاسة بالسبب.. يارب ترجع تكتب أحسن من زمان وتبقى أحسن دكتور أسنان شاطر.
ابراهيم..
أخي وصديقي اللي كان أكتر حد مصدق فيا الفترة اللي فاتت.. اللي لسه شايف إني  حد جواه طاقات هائلة ومشروع "إنسانة عظيمة".. صاحب أحلى فكرتين عملناهم سوا.. يارب تحقق كل اللي بتحلم بيه يا ابراهيم.. وأنا متأكدة إنك هاتبقى مهندس مهم في مجالك.. وهتسيب بصمة قوية في حياة الناس زي فتحي الله يرحمه.. ويارب كمان تسافر وتدرس برة بس ما تطولش كتير هناك وترجع تفيدنا هنا.
محمد رفعت..
أخويا الصغير الحنين جداً.. رفيق لحظات التهييس.. الشخص اللي لما باشوفه في الصور باتبسط جداً جداً وبادعي دايماً إنه ما يطلعش برة دايرة حياتي إلى الأبد.. يارب تحقق حلمك وتبقى "ستيف جوبز" العرب ويرزقك بالبنت اللي تستاهلك.. وكده يبقى لك عندي زغروطتين.. واحدة في حفلة التخرج وواحدة في فرحك المستقبلي إن شاء الله..
توني..
أخويا الصغير المرح جداً.. اللي بيحب يضحكني وبيقدر يعمل كده دايماً.. الإنسان الطيب اللي عمره ما شال من حد.. يارب يا توني أشوفك أحسن استاند أب كوميديان في مصر.. ونعمل سوا البرنامج الإذاعي اللي بنحلم بيه.
شادي مجدي..
أخويا المتفائل.. اللي لسه شايف إني "صانعة أمل" جامدة جداً.. اللي مش بيحب يشوفني زعلانة أبداً.. واللي ممتنة لوجوده في حياتي.. يارب ياشادي تتخرج بقى وتبدأ رحلة النجومية.. أنا متأكدة إنك هاتبقى ممثل عظيم في أقل من 5 سنين.
شادي حازم..
توأمي الموسيقي.. الوحيد اللي بيلقبني بلقب أميرة دائماً وأبداً.. أول حد أغرط في حفلة تخرجه وأبقى مبسوطة جداً باللحظة دي وكأن ابني بيتخرج مش أخويا وصديقي.. شريكي في لحظات الوجع والداعم ليا دائماً.. يارب يا شادي تخلص فترة الجيش على خير وتشتغل في أحسن شركة وتبتكر بقى عشان أنا متأكدة إنك جواك حاجات عظيمة.. ويارب أفرح بيك قريب أوي.
أحمد رأفت..
أخويا اللي باعتبر معرفته كنز فعلاً.. صاحب فضل بعد ربنا عليا.. رفيق "عالقهوة" الأكثر أدباً وذوقاً.. اللي نفسي أبقى زيه في حماسه كده.. يارب تنجح يا أحمد وتتخرج بقى وأشوف أهم وأحسن مرشد سياحي في مصر.. وربنا يحققلك أمنيتك الغالية في القريب العاجل.
انجي مطاوع..
ما كانش ينفع ما أكتبش عنك رغم طلبك.. أكتر حد بيتابعني في كتاباتي وبيشجعني دايماً.. واللي لو اتنشر لي حاجة في كتاب الفترة الجاية هتبقى هي صاحبة الفضل في ده بعد ربنا.. الإنسانة المثابرة اللي بادعي ربنا يوفقها وتحتل المكانة اللي تستاهلها في دنيا الكتابة.
خولة..
رفيقة التدوين وأختي الصغيرة.. اللي جمعني بيها اشتراكنا في رقة الإحساس والوجع والحزن النبيل.. ربنا يخليكِ ليا يا خولة.. ويارب تنجحي في الكتابة والدراسة وروحك تلاقي الحب اللي تستاهله.
عزيزتي 2013 .. باشكرك على لحظات الوجع والحزن اللي أنا مش عارفة قيمتهم دلوقت بس حاسة إني هاعرفها بعدين وهتفرق إيجابياً في حياتي.. باشكرك على لحظات الفرح والضحك المسروقة من بين أنياب الزمن.. باشكرك على كل حاجة.. وبارجوكٍ توصي 2014 عليا شوية.. 
 صحبتك السلامة يا 2013..
الإمضاء / أسماء
   
 

الاثنين، 30 ديسمبر 2013

آخر اليوميات

استلقت في هدوء .. كان يعلو وجهها الشحوب لكنها كانت مستكينة.. وبرغم كل الجروح والندوب التي غطت وجهها وجسدها إلا أنها توقفت عن الأنين من شدة الألم.. كانت تعلم أن هذه هي لحظة النهاية بالنسبة لها.. لم تتبرم ولم تحزن بسبب هذا الأمر.. فتلك الفترة التي قضتها عانت فيها كثيراً من الوجع.. وبلغ الأمر مداه بثقب كبير واسع في روحها أشبه بالثقب الكوني الأسود.. الكل كان يطالبها بأن تجلب لهم السعادة.. لكنهم نسوا بأن معادلة السعادة تتكون من طرفين.. هي وهم..
صمتت خواطرها لحظة.. ثم تساءلت لماذا هي ليست حزينة ولماذا تشعر الآن بالرضا ؟!.. أجابت بأنها حاولت قدر المستطاع أن تؤدي ما عليها لتحقق النتيجة المطلوبة من تلك المعادلة.. وبرغم كل الظلم الموجه نحوها وادعائهم بأنها جلبت عليهم الخراب، إلا أن ذلك بقدر ما أوجعها، جعلها تتأكد بأنهم هم الظالمين.. فلقد نسوا بأنها ليست من يمنحهم العطايا، وليست مسئولة عن توزيع الأرزاق.. 
ومع خروج آخر أنفاسها أمسكت بيد أختها وشدت عليها.. ثم همست في أذنها بوصية أن تكون حنونة عليهم.. وألا تتضايق من ظلمهم وتواصل أداء دورها لتكتمل معادلة السعادة.. وبعد أن انتهت أسلمت الروح تاركة أختها في قلق وترقب!!

(آخر اليوميات التي تركتها 2013 لأختها 2014 في دفتر المذكرات)

الأحد، 29 ديسمبر 2013

شجرة ورد

اعتادت في كل صباح على السير في الشوارع الواقعة في قلب المدينة حتى تصل إلى مقر عملها.. كانت تمشي في طريق متعرجة تبدأ بالسير بشكل مباشر.. ثم تنعطف يميناً ثم يساراً ثم يميناً حتى تصل إلى تقاطع ما، يليه مجموعة من العمارات المتجاورة.. تواصل السير كإنسان آلي مبرمج على خط سير معين.. تنعطف في الشوارع الداخلية بين العمارات حتى تجد نفسها أمام مقر عملها..
يوماً تلو الآخر كانت تشعر بالاختناق والضيق من كل مظاهر الروتين التي تزحف على مساحات حياتها الخضراء لتصيبها بالتصحر.. فقررت التمرد على هذا الروتين ولو كان هذا التمرد بمجرد فعل بسيط يكمن في تغيير الطريق الذي يقودها إلى مقر عملها.. وبالفعل انطلقت من بيتها في اتجاه الأمام نحو شارع الكورنيش ولم تعبأ بأكوام القمامة.. تلك التي خلفها الباعة في السوق، الذي أقاموه في الشارع، دون أن يؤثر ذلك عليهم أو يشعرون بالاشمئزاز مثلاً !!
ثم انعطفت يساراً لتبدأ رحلة السير تحت السماء الزرقاء، وعلى يمينها مشهد الخضرة الباعثة على الراحة في النفس.. كانت تشعر بأنها خفيفة والابتسامة ترتسم على وجهها بين الفينة والأخرى.. حتى صادفتها عندما اقتربت من الوصول إلى وجهتها.. شجرة ورد في منتهى الرقة والجمال.. كان منظر ورداتها المتناثرة فوقها أشبه بتاج يزين رأس امرأة شديدة الطيبة والبهاء.. تاج تعانقت فيه أذرع بنية اللون مع سلاسل ورقية خضراء، تكللها حبات كريستالية وردية اللون.. ومن أول نظرة وقعت صريعة هوى تلك الشجرة.. وصار هناك موعد خفي للقاء بينهما في كل صباح.. وصار شارع الكورنيش هو طريقها لتلقى شجرتها الحبيبة.. 
كانت تشعر بأن شجرتها الغالية تستقبلها بابتسامة غير مرئية للعِيان وحضن دافئ لا تشعر به سوى روحها هي.. لكنها كانت تحس بأن شجرة الورد تتألم في صمت لأجلها هي.. جعلها ذلك - وبرغم وجع الشجرة - تشعر بالامتنان نحوها، وتحبها أكثر.. ظلتا على هذه الحال حتى جاء الشتاء، وبدأت الوردات في الذبول شيئاً فشيئاً.. حتى جاء يوم صُدمت فيه حين وجدت اللون الأصفر قد غزا كل أنحاء الشجرة.. حزنت بشدة لهذا المشهد.. لكن وقوف الشجرة الشامخ رغم كل مظاهر الضعف والذبول التي تهاجمها منحها أملاً بالعودة.. عودة الوردات اليانعة في الربيع.. فنظرت إليها نظرة عميقة حملت معنيين متضادين.. معنى الوداع في الشتاء القارس القاسي.. ومعنى اللقاء في الربيع الدافيء الحنون.. 
وفي تلك المرة وقبل أن تكمل طريقها إلى العمل كالعادة تنهدت تنهيدة عميقة.. ثم لوحت للشجرة على وعد من كلتيهما بلقاء قادم مهما طال الأمد !