الأحد، 19 يناير 2014

الهروب القاتل

مفتتح :
هو في الأصل ظل أسود يحوم في الأجواء..
وحين يحين الموعد يتسلل لروحك بخفة ليعتصرها..
من حسن الحظ أنك لن تموت جراء الاختناق..
لكنك بالتأكيد - حين يغادر روحك - ستظل محتفظاً بتجربة سيئة الملامح، تجعلك خائفاً من الوقوع في براثنه مرة أخرى..
********************
الألم !!..
ذلك الشعور المقيت الذي تحاول طوال الوقت أن تهرب منه بكل السبل..
فتتناول المسكنات..
تشاهد الأفلام..
تخرج مع الأصدقاء..
تستمع للموسيقى..
تنام بالساعات..
وهكذا تغيب في بحر الزمن ظاناً أنك قد نجحت في الابتعاد عنه..
حتى يباغتك هو فجأة..
لكن يكون الأوان قد فات.. 
ففي غمرة هذا الهروب قد تُصاب النفس بالعطب 
وقد تنهار أعضاء الجسد احتجاجاً على الإساءة إليها وإهمال العناية بها..
وكل هذا بداعي الخوف من أن تشعر بالألم..
لكنك تنسى بأنه أقوى منك، وبأن دورة الحياة تقتضي أن تُصاب بالألم..
فالألم شعور موجع لكنه يقود الإنسان إلى النضج..
وإذا أردت تحصين نفسك من الشعور به، عليك أن تواجهه وتكتشف بوادره مبكراً..
قبل أن تضيع في دوامته !!
---------------------------------------------
* تدوينة من وحي زيارتي لطبيب الأسنان !!   19/1/2014  

هناك 3 تعليقات:

  1. يختلف الألم النفسي عن الجسدي يا أسماء ..
    حين تتعذب الروح , فالمواجهة هي الطريق الأسوء ... لماذا ؟ لأن الألم قد يتعلق بالأخر .. و هذا الأخر قد يكون حيا ً أو ميتا ً , و إن كان حيا ً فقد لا يقبل تصحيح الأمور ..
    الألم قد يتعلق بماضي ... و حوادث الماضي مترابطة بسلسلة قدرها 1000 ذراع ... كل ذراع تقبض على ذكرى ما ...
    عودي لحادثة واحدة ليتجسد الماضي بأكمله أمامك ..

    على أي حال,أنا هنا أتحدث عن الألم الحقيقي* ...
    أما معظم آلامنا ... فهي كألم الأسنان
    أتمنى لك ِ الشفاء العاجل ..
    --------------------
    * في الأعماق تتمة للحديث ذي شجون , لكن قلق الحاضر يغضي على غيره! ..

    ردحذف
  2. هذا بالتأكيد مرض نفس جسمى، سيكسوماتى! يكفى الملل يستطيع أن يبلغ بالنفس ومن ثم الجسد إلى ذروة الإنهاك...
    بس حلوة فكرة المزواجة بين الألم الجسدى والتلميح بالألم النفسى.

    ردحذف
  3. l'homme est un apprenti la douleur son maître
    الإنسان تلميذ والألم استاذه!
    كما قال شاعر فرنسي لا أتذكر اسمه :)
    ..
    وألف سلامة عليكي :)

    ردحذف