‏إظهار الرسائل ذات التسميات أفلام. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أفلام. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 22 يناير 2014

رجل الإجابات The answer man


هل تخيلت يوماً أنه قد دار حوار بينك وبين الله أخبرك فيه بالإجابات عن كل الأشياء التي تؤرقك ؟!!!
في هذا الفيلم أوهم البطل من حوله بأنه قد حدث له ذلك، وبأنه يعرف سبباً لحدوث كل شيء.. كان آرلين - بطل الفيلم - قد ألف كتاباً بعنوان " Me and God" يتحدث فيه عن تلك الفكرة.. لكنه أراد بعد ذلك الاختفاء عن عيون الناس والبقاء بمفرده.. وانتقل إلى إحدى المدن حيث التقى هناك بصاحب متجر لبيع الكتب وهو شاب صغير في السن.. كان يذهب إليه بشكل مستمر ليحصل على إجابات حول أسئلة وجودية في مقابل أن يعطيه بعض الكتب.. وبرغم نجاح آرلين في إخفاء هويته إلا أن التقائه بذلك الشاب ومن بعد اليزابيث وهي أم لطفل صغير مرت بتجربة قاسية.. حيث تقوم بالعناية بطفلها الصغير بدون الزوج الذي هجرهم دون أن يخبر ابنه الحقيقة بذلك، وتركه ينتظر مجيئه بعد أسبوعين.. لقاء آرلين بإليزابيث بالتحديد وتطور العلاقة بينهما أدى به في النهاية إلى الاعتراف أمام الجميع في متجر بيع الكتب بأن كل ما جاء في كتابه الشهير مجرد أوهام.. فلم يدر حوار بينه وبين الله وهو ليس لديه إجابات عن كل الأشياء والأحداث التي تحصل.. ولذلك أراد الابتعاد عن عيون الناس، لأنه في الحقيقة مجرد شخص عادي مثلهم تماماً.. كل ما يميزه عنهم أنه لم يحتمل وفاة والده فبدأ يدون الأسئلة عن لماذا حدث له ذلك وشيئاً فشيئاً كان يكتشف الإجابة عن كل ما يحصل له فقرر كتابتها ومن ثم طباعتها عل الناس تجد فيها بعض العزاء..
بالنسبة لي كان كل ما استفدته من الفيلم أن معرفة الغيب أمر مستحيل فعلاً.. وأننا سنكتشف الحمة مما يحدث لنا شيئاً فشيئاً فقط علينا أن نصبر وننتظر ...   

الأحد، 12 يناير 2014

مصير امرأة





مفتتح :
ينصح بالاستماع إلى قائمة المقطوعات الموسيقية الواردة في الرابط التالي أثناء القراءة

*******************
كان قدرها أن تكون ملكة..
لكن كان أمامها الكثير من العقبات والعراقيل..
الكل - بدءاً من والدتها - كان ينظر إليها على أنها مجرد طفلة لا تقدر على الحكم وتولي مقاليد البلاد..
وحده عمها - الملك وليام الرابع - كان يأمل أن تنجح في التخلص من قيود السن وتحكُّم الأم لتصنع قدرها ومصيرها بنفسها..
وحده كان يرى فيها ملكة انجلترا القادمة من بعده..
حتى اللورد ملبورن - رئيس الوزراء آنذاك - الذي دعمها في البداية، حاول استغلالها لإصدار القرارات التي تصب في مصلحته..
كانت تشعر بالوحدة والخوف لكنها كانت مصممة على إثبات شخصيتها وقدرتها أمام الجميع..
أما هو فكان يعلم باحتياجها الشديد إليه لكنه كان يحترم رغبتها في أن تخطو خطواتها الأولى في عالم الحكم بنفسها..
فاختار أن يدعمها من بعيد مانحاً إياها كل الحب والثقة التي تحتاجهما..
قرر أن يُضيء لها شمعة في ظلام دسائس ومكائد السياسة والحكم..
أخذ بيدها إلى الطريق الصحيح للخلود في قلب الشعب..
ألا وهو أن تعمل لأجله..
ولأنه زرع الثقة في بستان قلبها، لم تستطع أن تبقيه بعيداً عنها..
فاختارته ليكون الحارس الأمين على روحها وشريك حياتها..
تزوجته لتسعد به ويكون درعها الذي يحميها من أطماعهم..
وكادت شهوة الحكم تعصف بحياتهما بعد الزواج بشهور قليلة..
لكنه استطاع بصدق حبه لها وتضحيته بروحه من أجلها، أن يعيد لها رُشدها..
فاستمعت لصوت العقل وصدقت نبضات القلب وفهمت الرسالة..
فمصيرها كان أن تصبح ملكة..
تحكم بالحب والعقل معاً..
 -------------
كانت هذه باختصار قصة الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت اللذين حكما انجلترا معاً لمدة 20 عاماً كانت من أزهى عصور المملكة البريطانية..
----------------------------------------------
روابط هامة :
 


 
 

السبت، 4 يناير 2014

بداية النجاة

لا ادري إلى متى ستظل هذه الحالة.. 
أفكر كثيراً فيما سأكتب اليوم كتدوينة، رغم أن ذهني مزدحم بالأفكار وبالمشاعر وبالمواقف الصالحة للكتابة عنها..
هذه الليلة أنقذني فيلم Cast Away ليمنحني فكرة تدوينة اليوم..
تشاك نولاند بطل الفيلم تحطمت الطائرة التي كانت تحمله، وجرفه التيار ليستقر على سطح جزيرة نائية..
هناك لم يبدأ رحلة النجاة إلا حين وصل إلى حقيقة أنه لم يحن الوقت بعد ليموت.. 
ولم يكافح لينجو إلى حين وصل لقمة القمة اليأس في البداية ثم تقبل الوضع الذي صار عليه الآن..
لكن بالتأكيد لا يمكن نفي أن تعلقه بالكلام مع شخص وهمي "ويلسون" (وهو بالمناسبة كرة طائرة مزقها ووضع لها بعض القش لتصبح على هيئة وجه دمية) ، وكذلك تعلقه بحبيبته وأمله في العودة إليها، هو ما جعله يستغل كل الموجودات من حوله ليتمكن من العودة إليها...
في نهاية الفيلم أخبر تشاك صديقه بأنه حاول قتل نفسه بعدما يئس من احتمال رجوعه إلى وطنه وأصدقائه وحبيبته.. 
لكن عندما انكسر الغصن وفشلت المحاولة علم أنه لم يحن أوان موته وأن عليه الاستمرار في الحياة..
وبقي منتظراً لما سيأتيه في الغد، وبالفعل جاءه المد بوسيلة النجاة..
وبرغم أنه عندما رجع وجد أن من كافح لأجلها قد تزوجت وحاولت أن تعيش حياتها وهو صار بلا حبيبة، إلا أنه تقبل فكرة أن عليه مواصلة الحياة وتخطي ذلك الأمر..
وبرغم الوجع فإنه سيكمل طريقه وهذه هي بداية النجاة الحقيقية بالنسبة له !!

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

فتش عن الإيجابيات !



وسط الأحداث الكئيبة ومشاهد القتل والدمار، ومع المعاناة اليومية مع أثقال الروتين والملل يبقى موعد الساعة السادسة في يوم الثلاثاء كل أسبوعين منفذاً للتنفس والاستمتاع - جزئيا - !..
 أما عن ماهية هذا الموعد فهو موعد عرض الفيلم في نادي سينما الجزويت بمدينتي "المنيا".. وكما اعتدت ذهبت اليوم لحضور الفيلم المحدد لهذا الأسبوع.. لسوء حظي بدأ الفيلم متاخراً وعانيت من ملل الانتظار لمدة ساعة أرهقني فيها الصداع وآلام الأسنان!.. ورغم معرفتي بأن قصة الفيلم كئيبة إلا أنني أصررت على البقاء والمشاهدة.. فمعظم الأفلام التي شاهدتها في نادي السينما أضافت إليَّ شيئاً جديداً، ناهيكم عن الاستمتاع ولقاء الأصدقاء..
الفيلم في المجمل كان جيداً وأكثر ما أعجبني "كادراته" المأخوذة بحرفية وهي للعلم أشبه بكونها صوراً فوتوغرافية وكل مشهد يحمل عدة رسائل.. أما أفضل ما وجدته فيه كانت الموسيقى التصويرية المصاحبة له.. في الحقيقة كانت هي الشيء الأهم الذي جعلني أقاوم لأطول فترة ممكنة الصداع المتزايد ومواصلة المشاهدة.. لكن في النهاية لم أستطع البقاء وعدت إلى المنزل .. وفي طريق العودة لم أستطع منع نفسي من الاستمتاع بتناول قطع "الزلابية" التي أحبها.. وربما كانت هي الجزء الذي جعل معادلة اليوم تأتي بنهاية معقولة أو ربما يمكن القول بأنها جيدة..

حكمة اليوم : من المهم أن يكون في حياتك شيء يعتبر متنفساً لك وقادر على منحك طاقة جديدة إيجابية تواصل بها في هذا العالم.. لكن الأهم أن تقدر على تحويل أي شيء سلبي يعترضك إلى شيء إيجابي أو بعبارة أخرى اكتشاف نقاط الإيجابية في أي شيء سلبي تواجهه خلال اللحظات التي تعيشها !  
---------------------------------------------------------------------------------------
Trilogy: The Weeping Meadow أوديسة هوميروس السينمائية 

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

A little bit of heaven


مفتتح :
المجد للأفلام اللي بتقدر تخرجك جزئياً من حالتك الكئيبة وتوصلك رسالة مهمة جداً بطريقة راقية جداً 
***********
 
الأيام دي بتحصل معايا حاجة غريبة جداً.. 
أكون بأقلب في التلفزيون وبالصدفة البحتة ألاقي إحدى قنواتي المفضلة بتعرض فيلم يشدني من أول مشهد.. في البداية بيبقى الانجذاب للفيلم لمجرد التسلية وقتل الوقت.. لكن بمرور المشاهد باكتشف إن القدر جابني قدام التلفزيون وخلاني أفتح القناة دي في الوقت ده عشان أشوف الفيلم ده عشان لازم توصلني رسالة معينة أنا فعلاً مش قادرة أشوفها بعينيا المجردة.. فلازم توصلني عن طريق الخيال الممزوج بالواقع.. ومفيش وسيلة لده غير الأفلام.. النهاردة كان نصيبي أشوف الفيلم ده عشان يأكد لي نفس الرسالة اللي خرجت بيها من فيلم امبارح بالليل.. الرسالة اللي الواقع الكئيب اللي عايشاه حرمني من إني أقدر أحتفظ بيها داخل تلافيف مخي لمدة 24 ساعة بس عالأقل وطيرها مع أول نور للصبح..

الأمر المثير للدهشة هو إنه رغم كآبة الفيلم ظاهرياً إلا إنه كان مليان حياة جوا كل مشهد وكل تفصيلة فيه.. الفيلم تم إنتاجه سنة 2012 بطولة كيت هادسون وجايل جارسيا برنال.. بيحكي قصة مارلي اللي عايشة لوحدها بعيدة عن والدها ووالدتها - الساخطة عليهم دايما - وأكثر علاقتها حميمية هي مع أصحابها سارا وبيتر ورينيه.. 

ومع بداية الفيلم بتبدأ الكآبة بإن مارلي بتكتشف إنها مريضة بسرطان القولون وإنها في مرحلة متأخرة ويا إما تبدأ العلاج الكيميائي - اللي وارد جداً إنه ما يجيبش نتيجة شافية - يا إما تنتظر الموت !! مارلي المحبة للحياة ظاهرياً بتقرر رفض خيار انتظار الموت - اللي صدمها بيها بكل قسوة وبرود الدكتور جوليان- وبتقبل بالعلاج الكيميائي بعد تردد..
خلال رحلة العلاج بتحاول دايما تظهر للكل إنها قوية وكل اللي بتفكر فيه إنها تسعدهم.. بينما في الواقع هي ما كانتش بتفكر غير في إنها هتموت ومش مهتمة بتأثير ده على اللي حواليها.. كانت شايفة إنها هي وبس اللي بتعاني.. يكفي إن الكل هيعيش حياته وهي اللي هتموت !!.. بتحاول أم مارلي تتقرب منها وتقلل الفجوة اللي عملها البُعد بينهم.. البُعد اللي مارلي اختارته كنوع من اللوم اللي بتوجهه للأم عشان ما قدرتش تفهمها ولا تكون علاقة حميمية معاها.. بالعكس كانت دايماً متذمرة من مارلي - رغم إن ده ما كانش بيحصل على الدوام !!.. على الناحية التانية والد مارلي - اللي بنته بتكرهه من لما كانت طفلة وكانت شايفة إنها هتبقى أسعد واحدة في العالم لو كان عندها أب تاني غيره - بيعاني من عدم قدرته على التعبير عن ألمه لمرض بنته قدامها.. كانت مارلي مُستفزة دايماً من عدم إجراءه حوار معاها وإنه كل اللي فكر فيه إنها تروح لأحسن دكتور وتجرب أي علاج مهما كان غالي!!.. الوحيدين اللي كانوا بيساندوا مارلي في تمثيليتها وادعائها للقوة هما بيتر وسارا..
المهم مارلي بتبدأ العلاج الكيميائي وبتبدأ معاه قصتها مع الدكتور جوليان.. جوليان اللي ما قدرش يحافظ على ميثاق العمل بعدم إقامة علاقة مع المرضى وبيقع في حب مارلي.. وهي لأنها كانت محتاجة للحب بتنغمس في علاقتها بيه وبتعيش لحظات سعادة حتى النخاع.. لكن القدر كان لها بالمرصاد لأن العلاج الكيميائي بيفشل.. وحتى العلاج التاني اللي بيعرضه عليها الدكتور المتخصص في الحالات زي حالتها بترفض تكمله بسبب أعراضه الجانبية الكتيرة اللي كانت بتقتل جواها الحياة.. 
وفي لحظة من اللحظات بتبص حواليها.. فتبدأ تركز فعلاً بإنها بتموت وباقي لها أقل من أسبوعين وإن صاحبتها رينيه عايشة حياة جميلة مستقرة.. فيبدأ يحصل عندها نوع من التذمر وبيصيبها الغضب على كل اللي حواليها.. بتهجر جوليان خوفاً من إن إحساسه بيها يكون شفقة.. وبتتخانق مع رينيه عشان كانت دايماً بتبعد عنها وفي الحقيقة إن رينيه ما كانتش قادرة تتحمل ألم إن أعز صاحباتها بتموت.. وأخيراً بتتخانق مع والدتها وتلومها إنها مش قادرة تواجه حقيقة إن بنتها هتموت فعلاً.. وبعد ما بتبعد الكل عنها بتبدأ تهمل في حياتها وصحتها أكتر لحد ما تحصلها حادثة وتلاقي نفسها مرمية قدام الكنيسة.. 
مارلي اللي عمرها ما آمنت بحاجة رغم إنها كانت دايماً بتتمنى إنه يبقى عندها إيمان وكانت بتحسد المؤمنين بالرب عرفت إن دي رسالة من ربنا لها.. فبتقرر تصلح كل حاجة في حياتها وتحاول تجمع تاني كل الناس اللي بتحبهم.. بترجع لجوليان وتتصالح مع أمها وأبوها وأصحابها.. وبتقرر تلحق آخر أيام فاضلة في حياتها وتنبسط وتبسط اللي بتحبهم.. في الحقيقة مارلي بتعترف إنها كانت خايفة إنها ما يكونش لها قيمة وما يكونش وجودها كفاية في حياة أي حد.. لكنها بتتأكد إنها كانت أساس في حياتهم كلهم.. وكفاية عليها نظرة جوليان اللي كانت بتحسسها إنها عايشة فعلاً !!

الحقيقة إن النتيجة اللي خرجت بيها من الفيلم إن الإنسان لازم يعيش حياته لآخر نفس.. ولازم يتأكد فعلاً إن فيه ناس حواليه بتحبه جداً ويمكن تبقى بتتعذب وخايفة من موته أكتر من خوفه هو.. وإن الإيمان جوانا موجود واحتياجنا لربنا دائم مهما حاولنا ننكر ده أو نبعد.. وإن لحظة حب واحدة تعيشها ممكن تساوي عمرك كله !!

   

الثلاثاء، 15 أكتوبر 2013

Love and other Drugs*

 
Jamie Randall: I'm full of shit, okay? No I'm... I'm *knowingly* full of shit. Because, uh... because uh, uh... I have... I have *never* cared about anybody or anything in my entire life. And the thing is, everybody just kind of accepted that. Like, "That's just Jamie." And then you!... Jesus. *You*. You. You didn't see me that way. I have never known anyone who actually believed that I was enough. Until I met you. And then you made me believe it, too. So, uh... unfortunately... I need you. And you need me.
Maggie Murdock: No I don't.
Jamie Randall: Yes you do.
Maggie Murdock: No I don't.
Jamie Randall: *Yes*, you do.
Maggie Murdock: Stop it, stop saying that.
Jamie Randall: You need someone to take care of you.
Maggie Murdock: No, I don't!
Jamie Randall: Everybody does.
Maggie Murdock: I'm gonna need you more than you need me.
Jamie Randall: That's okay.
Maggie Murdock: [crying] No it's not! It isn't *fair*! I have places to go!
Jamie Randall: You'll go there. I just may have to carry you.
Maggie Murdock: ...I can't ask you to do that.
Jamie Randall: You didn't... Let's just say in some alternate universe, there's a couple just like us, okay? Only she's healthy and he's perfect. And their world is about how much they're going to spend on vacation or who's in a bad mood that day, or whether they feel guilty about having a cleaning lady. I don't want to be those people. I want us. You. This. 
Jamie Randall: [Last lines] I used to worry a lot about who I'd be when I grew up. You know, like how much money I'd make or, umm, like some day I'd become some big deal. Sometimes, the thing you want most doesn't happen. And sometimes, the thing you never expect does. Like giving up my job in Chicago and everything and deciding to stay and apply to med school. I don't know. You meet thousands of people and none of them really touch you. And then you meet one person and your life is changed... forever.
 ------------------------------
هذا المشهد من فيلم Love and other Drugs بطولة آن هاثاواي وجاك جلينهال تم عرضه عام 2010 .. الفيلم يحكي قصة مندوب مبيعات لشركة أدوية والمعروف أنه زير نساء ويدعى جيمي راندال.. يلتقي في إحدى المرات بماجي مردوك المريضة والتي تتردد على إحدى العيادات للحصول على أدوية لعلاج الأعصاب.. بعد محاولات عديدة ينجح في التقرب منها ويصبحان على علاقة تصر هي على أنها المتحكمة في كل تفاصيلها.. في إحدى المرات يكتشف جيمي أن ماجي تعاني من مرض باركنسون ولأنه يحبها ويعلم أنه لن يستطيع احتمال تطورات مرضها يبدأ معها رحلة البحث عن علاج.. لكنها لا تحتمل وتقرر تركه لكنه في النهاية يطلب منها العودة إليه لأنه في حاجة إليها..
الفيلم إجمالاً ليس جيداً لكن هذا المشهد رائع جداً.. فهو يسلط الضوء على حقيقة هامة.. فجيمي أحب ماجي ولم تعد بالنسبة له مجرد طرف في علاقة وهي كذلك.. وحبهما نبع من فكرة أن كل منهما تقبل الآخر ورأى فيه شيئاً يستحق أن يجعله يكمل حياته معه.. 
كذلك روعة المشهد تكمن في إصرار جيمي على البقاء مع ماجي ورغبة ماجي في التضحية من أجله.. فماجي كانت تشعر بالذنب من أنها لن تكون قادرة على منج جيمي الحياة الطبيعية التي يستحقها.. وهو يؤكد لها أنه بحاجة للتواجد معها وأنه راغب في احتمال كل ما ستمر به لأنها الوحيدة التي آمنت به ورأت أنه إنسان وليس مجرد شخص مليء بالتفاهات!
لا أنصح بمشاهدة الفيلم لكنني أطرح لنا جميعاً سؤال : 
كم فرد منا في إمكانه أن يتقبل شريك حياته كما هو وعلى استعداد لتحمل مرضه أياً كان؟! والسؤال الأهم هل الحب كافٍ لمنحنا القدرة على احتمال كل الصعوبات ؟!  



الجمعة، 11 أكتوبر 2013

رسائل بين العالم الافتراضي والواقع (تدوينة من وحي فيلم You've Got Mail)


"I like to start my notes to you as if we're already in the middle of a conversation. I pretend that we're the oldest and dearest friends -- as opposed to what we actually are, people who don't know each other's names and met in a Chat Room where we both claimed we'd never been before. 
What will he say today, I wonder. I turn on my computer, I wait impatiently as it boots up.  I go on line, and my breath catches in my chest until I hear three little words: You've got mail. 
I hear nothing, not even a sound on the streets of New York, just the beat of my own heart. I have mail. From you." 
بهذه العبارات يبدأ مشهد تبادل الرسائل بين كاثلين كيلي وجو فوكس أبطال فيلم You've Got Mail الفيلم الأقرب إلى قلبي وإلى قلوب الكثير من المشاهدين ومن أصدقائي المدونين وغير المدونين.. وربما يرجع حبنا لهذا الفيلم لمدى الصدق والبساطة والرومانسية الغائبين عن حياتنا والتي نجدها فقط فيه.. 
بهذه العبارات البسيطة تصف كاثلين الفكرة من حبها لهذه الرسائل الالكترونية.. فأن تصحو كل يوم وأنت تعلم أن هناك شخصاً ما مهتم بإرسال رسالة إليك حتى ولو كانت مجرد تحية الصباح لهو شيء رائع.. والأكثر روعة في هذا الأمر أن هذا الشخص لا يعرفك حقاً.. بمعنى أنه لم يرك يوماً وكل ما يربطه بك هو مجرد رسائل .. لا إن الأمر أكثر من ذلك.. فما ربط كاثلين بجو وجعلهما يتبادلان الرسائل يمكن عنونته بكلمتين هما : الصدق والبساطة.. إن تبادلك التفاصيل اليومية وغير اليومية - دون التطرق إلى التفاصيل الشخصية إلا بإذن المرسل - مع شخص ما قد يجعله يدنو إلى مرتبة أقرب من كونه شخصاً عادياً.. وقد ينشأ من جراء ذلك نوع من الحميمية تجعل هذا الشخص أقرب الأصدقاء.. خاصة لو لم يقم هذا الشخص بإصدار الأحكام عليك لمجرد اختلافك معه.. إنه يقدم لك أفضل شيء يمكن أن تحصل عليه في الحياة.. ألا وهو أن يتقبلك كما أنت بكل اختلافاتك..

 هناك عدة مشاهد في الفيلم توضح أكثر رأيي هذا.. لكن المشهد الأكثر قرباً إلى نفسي هو ذلك الذي ترسل فيه كاثلين إلى جو رسالة عتاب.. نعم فبعد أن اتفقا على اللقاء لم يحضر NY152 (وهذا هو الاسم الذي كان يرسل به جو لكاثلين رسائله) وتركها تعاني الخيبة والحزن.. لكن جو حضر في الحقيقة.. إلا أنه لم يستطع أن يخبرها حينما رآها بأنه هو من تراسله، وذلك لأنهما كانا منافسين لبعضهما في مجال تجارة الكتب.. وقد تسبب جو في النهاية بإفلاسها وإغلاق مكتبتها الحبيبة..
وبالعودة إلى المشهد نجد أن كاثلين في رسالة العتاب تخبر جو بانها استطاعت أخيراً التعبير عما بداخلها بالكلمات المناسبة في الموقف المناسب وهو ما كانت تعاني منه سابقاً.. لقد تمكنت من إفحام جو "رجل الأعمال المنافس" بردها وإخباره بحقيقته التي تتلخص في أنه ليس إلا مجرد"بذلة" تبحث عن المال.. وبرغم من أن NY152 - أو جو- له دور في هذا من خلال نصحه الدائم لها وشكواها له في رسائلهما المتبادلة إلا أن كاثلين لم تسعد بما قامت به.. فقد اتضح في النهاية أن رأيه كان صائباً.. فجُرح الآخرين بالكلام - حتى وإن كان فيهم ما نقول - قد لا يريحنا كما نتخيل..
وفي نهاية الرسالة توضح كاثلين جوهر الفيلم.. فالأمر الغريب في هذه الرسائل الالكترونية أنه قد يتحدث الشخصان عن أشياء كثيرة هامة وغير هامة.. لكن أن تتحدث مع شخص ما حول أشياء غير هامة - أو تفاهات كما يحلو للبعض تسميتها - وتجده مهتماً بمعرفتها أو أنه يتشابه معك في حب هذه "التفاهات" هو الأمر الذي يجعل لتبادل هذه الرسائل بهجة ويضيف لها الحميمية التي نفتقدها في عالم الواقع.. 
وبرغم أن العالم الافتراضي حالياً قد أصبح أكثر زيفاً مما سبق.. إلا أنه مازال هناك الكثيرون في عالمنا ممن يشبهون كاثلين وجو في حبهما لهذه الرسائل الالكترونية.. حيث يكونون أصدق مما هم عليه في عالم الواقع.. فيخلعون مع دخولهم أرض العالم الافتراضي كل الأقنعة التي يفرضها عليهم التعامل في الواقع.. ويتخففون من كل الأحمال الملقاة على عاتقهم وأولها عدم القدرة على التعبير عما يريدون.. وهناك في ذلك العالم يجدون من يشاركهم تفاهاتهم بكل سرور دون تبرم أو ضيق من تفكيرهم الذي قد يجدونه في عالم الواقع المرير..    
وسيظل الشعور بالسعادة لدى أولئك الصادقين البسطاء المقيمين في العالم الافتراضي أقوى ما يكون حين يلمحون تلك الكلمات الثلاث :
You've Got Mail 
------------------------------------------------------------------
** هذه العلامة تشير إلى رابط المشهد المذكور في التدوينة..
  

الخميس، 26 سبتمبر 2013

Friendship and Caring








Christopher Robin: "Pooh Bear, what if someday there came a tomorrow when we were apart?"
Pooh: "As long as we're apart together, we shall certainly be fine."
CR: "Yes, yes, of course. But if, if we weren't together... if i were somewhere else?"
P: "Oh, but you really couldn't be, as I would be quite lost without you. Who would I call on those days when I'm just not strong enough or brave enough?"
CR: "Well, actually..."
P: "And who would I ask for advice when I didn't know which way to turn?"
CR: "Pooh, we..."
P: "We... we simply wouldn't be."
CR: "Oh, Pooh. If ever there's a tomorrow when we're not together, there's something you must remember."
P: "And what might that be, Christopher Robin?"
CR: "You're braver than you believe, and stronger than you seem, and smarter than you think."
P: "Oh, that's easy. We're braver than a bee, and, uh, longer than a tree, and taller than a goose... or, uh, was that a moose?"
CR: "No, silly, old bear! You're braver than you believe, and stronger than you seem, and smarter than you think. But the most important thing is even if we're apart, I'll always be with you. I'll always be with you. I'll always be with you."

السبت، 31 أغسطس 2013

شجاعة brave 2012

"البعض يقول أن قدرنا مرتبط بالأرض فنحن جزء منه كما هو جزء منا .. والبعض الآخر يقول أن القدر منسوج كنسيج القماش بحيث أن قدر الفرد مرتبط بأقدار الآخرين.. إنه الشيء الوحيد الذي نبحث عنه ويجب أن تحارب للتغيير.. والبعض قد لا يجده أبداً.. لكن هناك آخرين يتم إرشادهم "
بهذه الكلمات بدأت أحداث الفيلم الكارتوني "Brave".. الفيلم تم عرضه في عام 2012 ..تدور قصته باختصار حول "مريدا" ابنة الملك فيرغوس التي يجب عليها أن تتزوج أحد أبناء رؤساء العشائر الثلاثة.. والهدف من ذلك هو استمرار التحالف لحماية المملكة الكائنة في اسكتلندا.. تتمرد ميريدا على توجيهات والدتها التي تسعى للحفاظ على تحالف المملكة ومنع الحرب.. وفي هذا السياق تتسبب في إصابة والدتها بتعويذة كادت تودي بحياتها.. لكن في النهاية تنجح في إنقاذ الأم بعد استيعاب الدرس.. ألا وهو أنه لا يمكن للمرء تحقيق أحلامه وأهدافه على حساب الآخرين وأن أقدارنا مرتبطة بالآخرين من حولنا لكنها أيضاً من صنع أيدينا.. فقط علينا ألا نتصف بالأنانية أثناء تحقيق ذلك.
عندما شاهدت الفيلم استوقفتني كثيراً تلك الجمل الافتتاحية.. خاصة تلك التي تعني أن أقدارنا كنسيج القماش خيوطه مرتبطة بخيوط أقدار الآخرين.. علينا أن نحارب فعلا للتغيير وتحقيق ما نريده لكن في نفس الوقت نحتاج للكثير من التعقل والحنكة في التنفيذ.. كثير منا يظل تائه وهو لا يدري ماذا يجب عليه أن يفعل في هذه الحياة وما هي مهمته على الأرض.. لكن هناك آخرون يتم إرشادهم لمعرفة ما هو قدرهم في هذه الدنيا بطرق خفية.. ينجحون فقط في معرفة ذلك إذا تخلصوا من كل الشوائب التي تعكر صفو قلوبهم وأدمغتهم..
ثم تأتي القضية الأساسية من وجهة نظري.. فعلى الرغم من أنه فيلم رسوم متحركة وأعتقد أنه موجه للصغار ليكتشفوا أنفسهم.. إلا أنني رأيت فيه رسالة خفية موجهة لواقع تعيشه فتيات العصر الحالي.. فميريدا كانت تعاني - من وجهة نظرها - من قيود التقاليد التي حتمتها عليها ظروف أسرتها الحاكمة.. فهي الأميرة .. هي المثال والقدوة.. لا يمكنها أن تهرب من أي شيء.. عليها واجبات ومسئوليات وتطلعات.. حياتها بالكامل مخطط لها.. تتحضر لليوم الذي ستحتل فيه نفس مكانة والدتها.. ولهذا فإن والدتها مسئولة عن كل يوم يمر في حياة ميريدا.. تمتلئ حياة ميريدا بالأوامر والنواهي.. عليها ألا تضحك بصوتٍ عالٍ.. ألا تملأ فمها بالطعام.. أن تستيقظ مبكراً.. أن تكون حنونة وصبورة وتسعى لتحقيق الكمال.. 
بنظرة متأملة لتلك الصورة أجد أن كثير من فتيات جيلي يعانين من مثل هذا.. تضييق لحريتهن تحت مسمى العيب والتقاليد والواجب.. لا أقول أن كل ما يحاول الأهل إجبارنا على الالتزام به هو أمر خاطيء.. لكن في داخل كل منا هناك ميريدا صغيرة.. ميريدا التي لا يجب عليها الخضوع لدروس أو تطلعات الآخرين.. ميريدا التي تريد أن تحيا ولو يوم واحد بحرية.. يوم تستطيع فيه تغيير قدرها.. فتتعلم الغناء أو الرقص أو الرسم.. أن تعرف حقاً ما تريد فعله في حياتها.. أو أن تقوم بعمل ما تحبه وليس أن تتحول لآلة في ترس كبير.. تستيقظ فقط للذهاب للعمل أو لتنظيف المنزل وتكدح من أجل الحصول على المال.. وتظل دائماً خاضعة ومنفذة لتوجيهات وأوامر الكبار من الأهل أو الأقارب..
حين جاء المشهد الذي يدور فيه حوار بين الأم والابنة "ميريدا" حول وجوب قبولها بأحد الخاطبين الثلاثة المتقدمين تبادر إلى ذهني مشهد شبيه.. خاطب "جاهز" كما يقولون بلغتنا المصرية الدارجة.. ولا يهم هل الفتاة على اقتناع به أم لا - و لا أقول هنا أنها تحبه أم لا رغم أن هذا هو أبسط حقوقها- كما لا يهم ما تريد فعله في حياتها.. فكثير من الأهل يضغطون على بناتهن بطريق مباشر وغير مباشر للمضي قدماً في خطوة الزواج دون أن يأبهن لرغباتهن.. فلربما تريد الفتاة الانتظار وإكمال الدراسة على سبيل المثال أو حتى العمل في وظيفة جيدة.. وربما تود السفر للخارج أو فعل أشياء أخرى يقيد تحقيقها الارتباط.. لكن كل هذا لا يهم بالطبع فهي وصلت لسن الزواج والخاطب جاهز و"ما يتعيبش" !...
ميريدا في ذلك المشهد كانت تلوم أمها على الضغط عليها وتحدثها بأنها تريدها أن تسير في طريقها هي لتحقيق قدرها هي أو قدر المملكة كما تقول الأم دون أن تأبه لما تريده ميريدا.. ميريدا التي كانت خائفة و ترى أن غير جاهزة أبداً لتقييد حياتها بأي ارتباط.. ميريدا التي ترى أن إجبارها على القبول بشخص لم تره وغير مقتنعة به أمر في قمة الظلم.. إنها ترى في هذا نهاية حياتها وهي التي تريد حريتها.. لكن على الجانب الآخر تجد الأم تقول بأن هذه تضحية يجب على ميريدا أن تقوم بها.. وتسأل ميريدا في استنكار عن حريتها التي تريد الاحتفاظ بها "هل هي مستعدة لدفع ثمن حريتها؟!" .. تلك الجملة في الفيلم ضربت عقلي كصاعقة.. فهل بنات جيلي مستعدات فعلاً لدفع ثمن حريتهن الذي ينادين به.. ذلك الثمن الذي يعني حرمانهن من الزواج أو أن يوصمن طوال العمر بأنهن خارجات عن التقاليد حين يعملن في مجال مختلف تمام الاختلاف عما اعتادته مجتمعاتنا الشرقية.. انا حقاً لا أعرف الإجابة ؟!
وأعود إلى ميريدا ووالدتها حين قررت ميريدا مخالفة التقاليد والتقدم لمسابقة رمي السهم، تلك المسابقة التي اقترحتها لتستطيع أن تقرر من يمكن أن يتزوجها من الخاطبين "المعتوهين" الثلاثة.. كانت المسابقة عبارة عن التفوق في إصابة الهدف برمي السهم.. ولأن ميريدا بارعة في هذا المجال فقد تفوقت على خاطبيها الثلاثة.. حينها وبختها أمها كثيراً على جرأتها ومخالفتها لتقاليد المملكة.. لكن ميريدا ردت بأن الأم لا تفكر في ابنتها وترى في هذا الزواج تحقيق لمرادها هي فقط.. الأم لم تسأل ميريدا يوماً عما تريده.. بل دائماً تقول لها ما يجب عليها أن تفعله وما لا يجب بصيغة تحمل الأمر غير القابل للنقاش.. فلماذا تريد الأم لميريدا أن تصير مثلها.. إن ميريدا لن تقبل وستتمرد على هذا الوضع.. تعنفها الأم فهي بذلك تتصرف كالأطفال وإن مسئوليات المملكة تحتم عليها أن تلتزم بالتقاليد.. لكن ميريدا ترفض وتقبل الموت على أن تتزوج بهذه الطريقة.. ألا يذكرنا ذلك المشهد بما يحدث على أرض الواقع ؟!
لكن ولأن الفيلم كانت فكرته الأساسية أن تعرف البطلة قدرها ومصيرها فعلاً فقد جاءت النهاية موجهة.. فبعد أن تسببت ميريدا بتحول أمها إلى "دب" بسبب تعويذة ما لتغيير القدر، جاءت في النهاية لتغير من تفكيرها.. فقد قررت أن تقبل التضحية لإنقاذ المملكة من حرب شعواء.. لكن الأم التي استفادت أيضاً من تلك التجربة واستطاعت النفاذ إلى قلب وعقل ابنتها أثناء رحلة البحث عن مخرج من تلك التعويذة، قررت ألا تضغط على ميريدا لتقوم بما لا تريده.. لقد أرشدتها إلى الحل وهو أن تخرق التقليد.. فميريدا و كذلك الخاطبين الثلاثة أحرار في كتابة قصتهم.. قصتهم التي تنبع من قلوبهم ومن حقهم في إيجاد الحب في الوقت الذي يريدونه.. فأيدها الخاطبين بمناشدة آبائهم في الحصول على حقهم باختيار مصيرهم الخاص.. 
يبقى أن أقول أن نهاية الفيلم جاءت تحمل الرسالة التي أريد توجيهها لكل آبائنا وأمهاتنا "كونوا دوما هناك لأجلنا .. ولا تيأسوا منا أبداً !" .. بالإضافة إلى رسالة شخصية لمستني بشكل خاص جاءت على لسان ميريدا :
"هناك أولئك الذين يقولون أن مصيرنا هو شيء أبعد من أن نتحكم فيه.. أن قدرنا ليس ملكنا.. لكنني أعرف بشكل أفضل أن قدرنا يعيش بداخلنا .. فقط عليك أن تكون شجاعاً بما يكفي لترى ذلك !"   


الأربعاء، 24 يوليو 2013

رد قلبي

المكان : في الشارع مروحين 
الوقت : ليلة 23 يوليو ( لا أذكر السنة على وجه التحديد !)
الحوار : 
- يلا بقى مدوا شوية عاوزة ألحق الفيلم !
- إيه يا بنتي على مهلينا .. وبعدين هنوصل ونلحقه 
- نوصل إيه بس مش كفاية إنه ابتدا وانا لسه برة ..انتم مش سامعين صوت الموسيقى التصويرية وحوار الممثلين اللي طالع من بلكونات الناس في الشارع ؟! .. كل الناس مشغلاه تقريبا أهه !
- طب بس خلاص أدينا قربنا أهه
- أنا أصلا مش هانزل تاني في اليوم اللي ابقى عارفة إنه هيتعرض فيه .. بس كده هه !
** نهاية الحوار **
في كل سنة وفي نفس اليوم كان الموقف ده تقريبا بيتكرر أو إني أبقى في البيت بس ما ألحقش الفيلم من بدايته .. يعني من أول مشهد لما علي يبقى مستخبي وبعدين فجاة ينقذ انجي من الموت .. أكيد عرفتم انا باتكلم على فيلم إيه .. إنه الفيلم الذي أعشقه .. الفيلم الأثير لدي .. فيلم "رد قلبي" !
مش فاكرة أنا ابتديت أتفرج على الفيلم ده من سنة كام بالتحديد ولا فاكرة ابتديت أحبه من إمتى ولا ليه حتى .. كل اللي فاكراه إني هِمْت بقصته وعشقت يوسف السباعي الروائي العظيم وصاحب الرواية المقتبس عنها الفيلم وصاحب السيناريو والحوار بتاعه كمان.. 
قصة الظلم والفقراللي كانوا بتعاني منهم أمة بحالها ودارت فصولها في قصة أصغر هي قصة حب بين بطلين من طبقتين متفاوتين تماما .. قصة الحب بين ابن الجنايني الفقير اللي يادوب قادر أبوه يعيشهم وبيستنى المنة والإحسان من الأمير اللي بيشتغل عنده وبين بنت الأمير الجميلة الرقيقة اللي شالت كل الحواجز والمسافات بينها وبين ابن الجنايني وما هماش هو إيه ولا مين ولا ظروفه شكلها إزاي وصدقت بس إنهم كلهم بشر زي بعض من حقهم يعيشوا ويحلموا وما شافتش غير إن مستقبل حبيبها ابن الجنايني هيكون عظيم ..
الفيلم على الرغم من مثاليته الشديدة واختلافه الواضح عن تفاصيل الرواية إلا إنه كان بيخلق حاله من الأمل جوايا .. الإيمان بإن الحب قادر ينتصر مهما كانت الحواجز .. اليقين بإننا كلنا بشر من حقنا نعيش حياة كريمة و إن مستقبلنا احنا اللي نقدر نصنعه مهما كانت ظروفنا ومهما كان أصلنا ..
- "تحت سماء صافية واحدة وعلى أرض طيبة واحدة عشت وإياها على مدى البصر ومع ذلك ما نظرت إليها إلا وأحسست بيننا بهوة عميقة من اليأس وفرضتها سدود الفوارق وحوائل التقاليد" .."كم كنت واهماً حين ظننت أنني وأدتها في قلبي" 
كل مرة كنت باسمع فيها صوت شكري سرحان وهو بيقول الجمل دي كنت باتوه في عالم تاني .. كنت باعيش إحساس وحالة الإنسان اللي بيحب لكن حاسس باليأس وعارف إن حبه مستحيل يبقى حقيقة وإنه اتكتب عليه يفضل مدفون بين ضلوعه بسبب فوارق غبية.. كنت باعيش إحساس إنه بعد ما يفتكر اللي بيحب إنه نسي حبيبه لكن أول ما يشوفه تتجدد كل حاجة وكأنها ما ماتتش أصلا أو اتنست .. العجيب في الجمل دي إنها وبعد كل السنين اللي اللي عدت على عرض الفيلم مازلت بتشكل أكثر الحقائق مرارة من وجهة نظري .. لكن الفرق إنه ما بقاش فيه ناس كتير بيقولوها بإحساس زي شكري سرحان يوووه أقصد زي علي عبد الواحد بطل الفيلم !!
-"ما افتكرش إن كل إنسان يعرض حياته للخطر عشان واحدة مالوش بيها أي صلة !"
"مالوش بيها أي صلة ؟َ!"
"أيوا يعني لا أنا أختك ولا قريبتك "
"هو ما فيش بين الناس صلات غير الأخوة والقرابة ؟!" 
"ياريتني أعرف أقرأ أفكارك !"
 "من نعم ربنا علينا إنه خلانا نقدر نخبي اللي بنفكر فيه !"
 "ياريت السكة كانت أطول من كده عشان كنا نقدر نكمل كلامنا "
 "فرصة تانية إن شاء الله"
 "لكن انت ما بتجيش الجنينة !"
"حآجي إذا كنتِ عايزاني آجي"
"لسه بتشك في إني أحب أشوفك وأكلمك ؟!"
"أقدر أعرف ليه ؟!"
"من نعم ربنا علينا إنه خلانا نقدر نخبي اللي بنفكر فيه !"
- "وأنا كمان كنت عاوز أشوفك عشان أقولك متشكر"
 "على إيه ؟!"
 "لأنك ساعدتيني في دخول المدرسة الحربية .. ليه ما قلتليش يا انجي ؟!"
"لأنك دايما بترفض مساعدتي !"
"أنا في الأول كنت باعتبر مساعدتك ليا إحسان وده كان بيخليني أحس بالفرق اللي بيني وبينك"
"ودلوقت ؟"
"ودلوقت فهمت إن مساعدتك ليا اهتمام بيا مش إحسان عليا"
"اهتمام بيك بس ؟! .. اوعى تكون ما فهمتش دي كمان ؟!"
"فهمت يا انجي .. فهمت !"
"حاقولك على حاجة بايخة يا علي بس ما تتضايقش .. اوعى تنساني .. خلي الوردة دي معاك عشان تفتكرني دايما"
"هو حد ينسى نفسه يا انجي ؟َ!"
يااااااااه هو فيه حوار كده في الدنيا ؟! .. طبعا اللي بيقرأ دلوقت هيقول إيه يعني فيه إيه الحوار ده ؟ .. أنا عارفة الحوار بسيط جدا بس بالنسبة لي عميق جدا جدا ومليان مشاعر جميلة أوي أوي .. كفاية إني لما باشوفه في المشاهد بين شكري سرحان "علي" ومريم فخر الدين "انجي" باحس إن قلبي بيتخطف .. باحس بكمية صدق وبساطة وخوف وحنية وأمل .. أول مرة سمعت الحوار فهمت يعني إيه حد بيحب حد يبقى عايز يعبر عن اللي جواه بس خايف .. ويعني إيه حد يبقى بيحب حد بس كرامته عنده خط أحمر ما ينفعش يتنازل  عشانها عشان الحب في عرفه ما فيهوش تنازلات .. والأهم يعني إيه حد بيحب حد بيعبر له عن مشاعره بس بطريقة ما فيهاش ابتذال أو رخص طريقة بيحافظ بيها الطرفين على كرامة وإحساس ومشاعر الطرف التاني لحسن يجرحه .. في الخلفية بيفضل دايما في قلبي إحساس الوفاء وإن أفضل وسيلة تعبر بيها عن مشاعرك لحد ممكن تتمثل في وردة صغيرة .. وردة قد تختصر مسافات كتير بينك وبين حد بتحبه قد تفرضه عليكم الظروف .. وبتختصر كلام حب كتير ممكن ما يبقاش له لازمة بعد كده أو حتى إنه يتنسي أو إنه ما يوفيش اللي بتحسه ناحية اللي قدامك زي ما قال مصطفى ابراهيم -الشاعر المفضل عندي في الوقت الحالي- : "برغم إن الكلام أصلا بينقص حاجة كل ما زاد !" 
 -"إنشالله دايماً عالي ..عالي المقام والقامة يا حبيبي"
الجملة دي قالتها أم علي لما جه البيت بعد نجاحه في البكالوريا (الاسم القديم للثانوية العامة المصرية) .. مجرد أم عايشة بفطرتها بكل بساطة .. فرحتها لما دخل عليها بالبدلة الميري كانت لا توصف فكرتني بفرحة أمي لما نجحت في الثانوية العامة .. وأعتقد إن أم علي لما شافت ابنها الحنين البار بيها فيما بعد في بدلته الميري حست بإن بيعها للكردان الدهب عشان هو وأخوه يكملوا تعليمهم العالي ما راحش هدر.. أم علي بشخصيتها دي بتحسسني قد إيه أمهات زمان كانوا غلابة أوي وإن حبهم لعيالهم كان مالوش حدود.. نموذج الأمهات اللي زي أم علي موجود لحد دلوقت لكن ما بقوش كتير مش عارفة ليه !! ..
-"الحقيقة يابني أنا خفت أكسفك بين زملاتك"
"ليه يا أبا"
"عشان ما أفتكرش إن حد من أهل الطلبة بيجي يزوره و هو لابس جلبية وعمة صفرا .. وأنا عارف عزة نفسك فقلت أصبر على فراقك لغاية ما تخرج ولا إنيش أعرَّك بين زملاتك"
"أنا يا أبا أستعَّر منك ؟! ده إنت عندي أكبر وأحسن من أي إنسان في الدنيا .. هو مين غيرك اللي ربانا وكبرنا وخلانا بني آدمين .. ده إنت سبب عزة نفسي يا أبا "
ده كان جزء من حوار علي مع أبوه الريس عبد الواحد في أول يوم طلع أجازة من المدرسة الحربية .. الحوار ده ومن قبله المشهد اللي بيسلم عليه فيه وأبوه اللي دراعاته مليانة بطين الأرض بيبعد إيده عنه عشان ما يوسخلوش البدلة بيأثروا فيا بشكل كبير جدا.. يمكن لأني ما بقتش باشوف دلوقت بر الوالدين مننا احنا أبناء العصر الحالي .. ولا أستثني أي حد مننا .. دلوقت بقى سهل جدا تشوف حد بيستعَّر من أهله أو بيزعق فيهم أو أو أو... وبننسى إن الأهل دول تعبوا أوي أوي عشان يكبرونا ومش مستنيين مننا أكتر من إننا نكون أشخاص كويسين وفي مركز محترم بين الناس ومبسوطين .. وبيفضل في النهاية سؤال في دماغي مالوش إجابة هو ليه نموذج الإبن البار ده اختفى من حياتنا ؟! 
في الختام سيظل فيلم رد قلبي مصدراً لإلهامي ومنبع للمشاعر الإنسانية الجميلة اللي بالجأ له كل ما الدنيا تضيق في وشي حتى ولو كان لمدة ليلة واحدة .. ليلة 23 يوليو !!

السبت، 6 يوليو 2013

الباب المفتوح 2

- كنت بالأمس قد بدأت تدوينة عن فيلم الباب المفتوح واليوم أكملها..بدايةً فيلم الباب المفتوح مقتبس عن رواية للكاتبة "لطيفة الزيات" بنفس العنوان، وإخراج "هنري بركات" المخرج العبقري وبطولة سيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة" ولاعب الكرة المشهور ورئيس النادي الأهلي السابق "صالح سليم" وتم إنتاجه عام 1964 . العجيب أن هذا الفيلم كان يناقش عدة قضايا اجتماعية - رغم المثالية الشديدة التي تصبغ كل مشاهده - مازال مجتمعنا المصري يعاني منها.
- بدأت قصتي مع هذا الفيلم منذ كنت في الرابعة عشرة من العمر.. كأي مراهقة تحلم بالحب والحرية كان هذا الفيلم "زادي" الذي أقتات منه، والملهم دوماً لأحلامي. كنت أشعر بأنني كليلى المتمردة أحياناً والخاضعة أغلب الوقت، وأنني في انتظار دائم لـ "حسين" الفارس الذي سيدفعني لتغيير مصيري.. وكبرت وتوقفت القنوات عن عرض مثل هذا الفيلم ولست أدري ما السبب وراء ذلك وتوقفت أنا كذلك عن البحث عنه بين شاشاتها.. لكن فكرة الفيلم ظلت كامنة تختبئ في زوايا عقلي تدفعني للتفكير بين الفينة والأخرى في إجابة عن هذه الأسئلة .. هل نحن معشر الفتيات (النساء عموماً) قد نلن حريتنا بالفعل ؟ ما حقيقة الارتباط بين تحقيق حرية الوطن و تحقيق حريتنا الخاصة بنا؟.. لكنني لم أجد إجابة شافية على هذه الأسئلة.
- "بابا غلط وإنتِ كمان غلطانة !"
 "إنتَ كمان بتقول غلطانة؟! غلطانة في إيه بس؟ ما قتلتش حد ما سرقتش حد .. خرجت في مظاهرة فيها ألأف بنت زيي ..عبرت عن شعوري.. فعلاً غلطانة ..أيوا غلطانة عشان عبرت عن شعوري كأني إنسان .. ونسيت إني مش إنسان .. نسيت إني بنت .. مش ده اللي عاوز تقوله ؟!"
"أنا ما قتلش الكلام الفارغ ده .. إنتِ عارفة كويس قد إيه انا باحترم المرأة وقد إيه أنا مؤمن بإن لها .."
"إن لها كل الحقوق وعليها كل الواجبات .. على الورق .. على الورق بس !"
"ورق إيه بس ؟!"
"كلام حلو عالورق .. إنما لما تيجي للجد تبقى أختك غلطانة"
"أيوا فهمني عشان أنا ما بقتش فاهمة حاجة أبداً.. كل حاجة أعملها عيب.. كل حاجة أعملها غلط .. الضحكة دي عيب .. عيب ليه يا ماما ؟ .. مش عالأصول .. والكلمة الكلمة اللي طالعة من القلب عيب .. أسكت عيب .. أدخل للضيوف عيب .. أنا احترت معاكي يا ماما.. كل حاجة أعملها عيب"
"إنتِ بنت واللي يمشي عالأصول ما يتعبش!"
"أنهي أصول بس فهموني؟ .. إنتَ كنت دايماً بتقولي البنت زي الولد تمام، واللي بيسموه أصول ده مش أصول بالمرة.. وصدقتك ..ودلوقت أنا مش فاهمة حاجة خالص .. أصدقك إنتَ ولا أصدقك هما.. إيه الصح وإيه الغلط ؟"
"أنا نفسي مش عارف إيه الصح وإيه الغلط .. كلنا مش عارفين !"
هذه كانت بداية الفيلم .. مشهد ليلى التي تُعاقب من قِبل والدها لنزولها المظاهرات وحوارها مع أخيها وعلى خلفيته حوار سابق مع والدتها والحيرة التي انتباتها لأنها لم تعد تعلم هل من حقها أن تنزل للشارع وتتظاهر معبرة عن رأيها ومقاومة لشكل من أشكال احتلال وطنها أعاد إلى ذهني مشهد يحدث في بيوت مصرية كثيرة.. فمازالت هناك أسر ترفض مشاركة بناتها في التظاهر وتعتبره عيباً .. وحتى لو خرجت الفتيات فهن صرن يعانين من التحرش الذي يطالهن في الشارع باعتبار " إن اللي بتتظاهر في الشارع دي أهلها مش مربينها ومستغنيين عنها" أو "هي نازلة مخصوص عشان تشد الانتباه ليها" .. وما بين هذا وذاك تقف كثير من بنات جيلي إما خائفات وخاضعات وإما متمردات يقاومن وينزلن لكنهن يعانين في داخلهن من أشكال استباحة أجسادهن ونفوسهن .. وفي النهاية لا يعلمن كما قالت ليلى وقال محمود "إيه الصح وإيه الغلط ؟!"
- "والنبي ده مش حرام ؟! ..أنا مش فاهمة إزاي بس حتتجوزه؟!"
"ياسلام يا ستي يعني لسه ما فهمتي ! زي ما أمك اتجوزت أبوكي !"
"من غير حب .. من غير شوق .. من غير إحساس ؟!"
"طب بس بس إنتِ حتلطمي .. ما احنا حافظينهم !"
"أنا مش باهزر يا عديلة .. أنا باتكلم جد ..أمك اتجوزت من غير حب عشان ما كانتش تقدر تعمل غير كده .. إنتِ زي أمك .. أفكارك زي أفكارها ؟!"
"والله احنا مصيبتنا تقيلة .. عالأقل امهاتنا كانوا فاهمين وضعهم  لكن إحنا ضايعين .. لا احنا فاهمين إذا كان الحب حلال ولا حرام .. أهالينا يقولوا حرام وراديو الحكومة ليل مع نهار يغني للحب .. والكتب معظمها بيقول للبنت إنتِ حرة ..لكن لو صدقت تبقى مصيبتها تقيلة وسمتعها زي الهباب !"
هذا الحوار دار في مشهد خطبة ابنة خالة ليلى من رجل ثري .. هذا المشهد على قدمه مازال يتكرر بكل حذافيره ويعكس أزمة نفسية تعاني منها كل بنات جيلي ..فإما زواج الصالونات وإما العنوسة .. لا ندري ما إذا كان الحب حلالاً أم حراماً .. ولو وجدنا الحب الذي نحلم به قد نعاني من غدر الطرف الآخر الذي يتعبرنا تسلية له، هذا غير الويل والوعيد الذي قد نناله من أهلنا لمجرد أننا نحب .. ونظل دائما خائفات نخبئ المشاعر التي بداخلنا وكأنها عار علينا .. وقليلات منا اللواتي ينجحن في الخروج من تلك الأزمة .. ويبقى في الخلفية صوت أغاني وأفلام الحب بقديمها وجديدها وكأنها سوط يجلدنا على ظهورنا دون ان نتمكن من الصراخ أو التأوه.
- "عزيزتي ليلى .. ترددت كثيراً قبل أن أكتب إليك .. ولكن حنيني الجارف إلى الوطن لم يترك لي الاختيار.. فقد اصبحتِ أنتِ رمزاًَ لكل ما أحبه في وطني .. ووعندما أفكر فيكِ أحن إلى مصر.. أحن إليكِ .. أكاد أراكِ تبتسمين ، فأنتِ لا تصدقينني أليس كذلك ؟! .. أنتِ لا تثقين بي .. أنتِ تخافي أن تتعلقي بي .. أن تفني كيانك في كياني.. وأنا أحبك وأريد منكِ أن تحبيني .. ولكن لا أريد منكِ أن تفني كيانك في كياني ولا في كيان أي إنسان .. أريد لكِ كيانك الخاص المستقل والثقة التي تنبعث من النفس لا من الآخرين .. وإذ ذاك فقط تحققين السعادة .. فأنتِ تعيسة يا حبيبتي لأن تيار الحياة فيكِ لم يمت .. بل بقي حياً يصارع من أجل الانطلاق فانطلقي يا حبيبتي .. افتحي الباب عريضاً على مصراعيه .. واتركيه مفتوحاً وفي الطريق المفتوح ستجدينني في انتظارك. "
خطاب حسين إلى ليلى .. حسين صديق أخيها الذي تعرف عليه أثناء انضمامه إلى حركة المقاومة ضد الانجليز .. أحب حسين ليلى حباً من نوع خاص نجده ظاهراً في الخطاب .. هذا الخطاب منذ فترة ليست بالطويلة وبالتحديد في منتصف العام الماضي انتشر وبشكل واسع على موقع الفيس بوك بين صديقاتي وعلى الصفحات المختلفة الثقافية منها والترفيهية أيضاً .. هذا الخطاب هو حلم كل ليلى كامنة بداخلنا .. فالفتاة في مجتمعنا تعاني لأنها لا تجد هذا النوع من الحب .. العريس وأي عريس يأتي يريد الفتاة المطيعة التي لا تجادل ولا تناقش .. وتبدأ أولى خطوات الطاعة بأن "تسلم مرتبها للزوج" .. وتتباين المظاهر ما بين عدم الاعتراض أو إبداء الرأي مهما كانت مثقفة في الجدال أو النقاش في القضايا المختلفة بدءاً من أمور المنزل وانتهاءً بأمور الحياة العامة.. وبين هذا وذاك تقف بنات جيلي تعيسات .. تعيسات لأن أغلبهن قد تربين منذ الصغر على أنهن كيان ناقص لا يكتمل إلا في كنف رجل ما ..ونظل نبحث طيلة عمرنا عن إحساس الثقة والأمان في الرجل .. ولكن قد تنتهي رحلة الحياة دون أن نجده حتى لو سكننا في كنف "رجل" ما .. وننسى أن الأمان والثقة تنبعث منا نحن و من تحقيق أهدافنا في الحياة ..لكن المجتمع دوما يقف عقبة في سبيل أن نشعر بهذا .. ربما لأن المجتمع بطبعه ذكوري ويرى أننا لو شعرنا بذلك فلن تعود هناك الحاجة للرجل .. وبرغم رفضي لهذا الاعتقاد إلا أنه ومن خلال كل ما رأيته تيقنت أنه حقيقي وواقعي ..
- الفيلم مليء بمواقف لأفراد المجتمع المتناقضة .. فخطيب ليلى الدكتور فؤاد المتعلم المثقف يرى أنه عندما يبحث الرجل عن زوجة فإنه يجب أن يجد المرأة "العجينة" التي يسهل تشكيلها في يده .. وأنه لا يوجد حب بل رغبة والرجل الذكي هو الذي يسبع رغباته "بالصحوبية" أما عند الزواج فعليه أن يقترن بمن يسهل التحكم بها لتكون مهمتها تربية الأبناء فقط .. وهذا للأسف هو حال رجال كثيرين في مجتمعنا المصري والعربي عموماً.. وجميلة ابنة خالة ليلى التي ظلت تحلم بالثراء والراحة في كنف زوج وعندما تحقق لها ذلك وجدت أنها محرومة من الحب .. من اللمسة والكلمة الحانية وهي أبسط مظاهر العشق فانزلقت إلى الخيانة .. وبرغم محاولاتها للخروج والرجوع إلى نور الشرف إلا أن الأم أجبرتها على البقاء في وحل الخيانة طالما ظل الأمر سراً فالطلاق فضيحة .. وهذا أيضاً هو حال كثيرات من النساء .. فـ "ضل راجل ولا ضل حيطة" و"العيال هتتشرد لو حصل طلاق" لتعيش أغلب النساء في دائرة من القهر الذاتي والمجتمعي إلى أن يأذن الله بذهابها إلى عالم أفضل متناسية أن هناك جيل صغير يكبر ويشب على الصمت والخضوع وممارسة الإذلال أيضاً تجاه شريك المستقبل.
- في نهاية الفيلم تنجح ليلى في كسر القيد بالذهاب إلى بورسعيد لتشارك حسين المقاومة والكفاح لتحرير الوطن في الظاهر وتحرير نفسها في حقيقة الأمر .. هذا الوضع بدأت أشعر به بعد ثورة 25 يناير حين بدأت الفتيات من بنات جيلى وحتى أمهاتنا بالثورة ولو كانت على استحياء لكن الواقع أنهن بدأن كسر القيد حين وضعن نصب أعينهن حقيقة "وصل كيانهن بالأرض الطيبة .. أرضنا .. وبالشعب الطيب ..شعبنا" وبهذا فإنهن قد وجدن حباً أكبر منهن .. "حباً كبيراً يكبر به الإنسان ويشتد .. حب الوطن !".
الثورية الحالمة بقلم أحمد الخطيب 
 تم تحريره في 5/7/2013 ونشره في 6/7/2013

الجمعة، 5 يوليو 2013

الباب المفتوح 1 - خلينا نحلم مع بعض





كنت أود ان أكتب تدوينتي الرابعة عن هذا الفيلم ..عن قصة الباب المفتوح ..الباب الذي نحاول جميعاً أن نفتحه لنرى العالم بعيون جديدة لكنني ذهني لم يكن جاهزاً للكتابة المستفيضة ..  لذلك قررت أن أترككم مع الصورة و رابط مسجل عليه مقطع من الفيلم تمهيداً لما سيكون مني بالكتابة في الغد .. وخلينا نحلم مع بعض :)

خلينا نحلم مع بعض

الأربعاء، 3 يوليو 2013

عن الدمع والوجع وأشياء اخرى

شعورٌ بالذنب والضيق يغمرها .. فقد ذهبت تنام بالأمس دون أن تحاول معرفة ما حدث في أحداث الاعتداء على المتظاهرين المؤيدين في محيط جامعة القاهرة.. كانت تحاول الانفصال عن العالم القَميء، الذي تحيا فيه وقد أعيتها كل السبل في أن تفهم أو أن تجد حلاً لكل ما يحدث .. هي تكره عودة حكم العسكر ولا تنسى كل ما حدث خلال عامين كاملين من سحل وقتل لشبابٍ في مثل سنها، كان كل ذنبهم أنهم وطنوا أنفسهم على الإيمان بقضية ما أو فكرة ما، حتى وإن لم يكونوا على وعي كامل بها... لكنها في نفس الوقت تكره بقاء الرئيس وتكره استمراره .. لكن ذهابه سيسمح للمنتفعين وكل أولئك الأفاقين بالقفز إلى سُدة الحكم .. لكن ما الفارق ؟! فكما قال إحسان عبد القدوس : "كلنا يا عزيزي لصوص !" .. فكلنا مُدَّعون .. كلنا أفاقون .. كلنا عنصريون .. كلنا هانت علينا دماء بعضنا البعض !!
تغادر مكتبها والدموع تتقافز من عينيها .. تدخل دورة المياه لتبكي بحرقة .. الألم والوجع يسيطران عليها .. لقد كان هذا استمراراً لـ"وصلة" الدموع التي باتت عليها ليلتها .. فقد ظلت تبكي في سريرها حتى ساعات الصباح الأولى .. كانت تبكي كل ما يحدث .. تبكي عدم قدرتها على مساعدة أمها في المشكلة التي تواجهها .. تبكي الحب القديم .. تبكي التعلق بالأمل الكاذب .. تبكي عدم قدرتها على الاستغناء هذا الأمل .. تبكي عدم القدرة على الاستماع إلى نصح أبيها الروحي ..
كان جُل ما استطاعت وما تستطيع أن تفعله هو البكاء .. يتسرب إلى داخلها شعور بالخوف والكفر بكل شيء حتى جدوى الدعاء والأمل في الله .. تستغفر الله وهي عائدة إلى مكتبها .. تقرر أن "تُهَييس" أو تكتب تدوينة عن التفاؤل او المرح أو أي شيء آخر.. تمسك القلم لتكتب .. فتجد الحزن يرتسم على الأوراق والدموع تتساقط رغماً عنها مرة أخرى !!!

الاثنين، 1 يوليو 2013

بلا هدف !!

** اليوم الأول ** :
الأوراق مبعثرة أمامها .. تدق بالقلم على سطح المكتب مقطبة ما بين حاجبيها .. تجلس زميلتين لها في العمل تتهامسان.. تحرك رأسها ببطء يميناً ويساراً وترتسم على جانب شفتيها ابتسامة ساخرة.. إنها تعلم حول ماذا تتهامسان، لكن الأمر لا يستحق كل هذا !! إنها القصة التقليدية .. العريس ومشاكله ، متى سيتقدم للخطبة ، المماطلة في الاتفاق ، والاعتراضات ، إلخ إلخ .. ورغم تفاهة الأمر من وجهة نظرها إلا أنها ضبطت نفسها متلبسةً بالشعورِ بالضيقِ من هذا !.. تُؤنب نَفسها على هذا الشعور،  فهي تفعل مثلهم في كثيرٍ من الأحيان.. إذن لماذا هي متضايقة ؟!.. تصمت في داخلها فهي لا تعرف الجواب.   
تدق بالقلم مرة أخرى على سطح المكتب في توتر .. تدور عينيها في الأوراق المتناثرة أمامها، محاولةً التقاط خيطِ الأفكارِ الهاربة من رأسها، لكنها لا تفلح... يتزايد بداخلها الشعور بالضيق وتحس بدقات القلم كأنها دقات مطرقة على رأسها، فتتوقف عن الدق. هي لا تحب هذه الحالة أبداً .. حينَ تكون مطالبةً بتقديمِ أفكارٍ جديدةٍ مبتكرةٍ تَصلُح للتنفيذ بأحد الأنشطة التي تتطوع فيها، أو حين يطاردها الصوت الداخلي مذكراً إياها بأن هناك ما يجب أن تفعله .. أو حتى حين يقول لها : "لازم تذاكري .. مش هتذاكري بقى !" ..  وفي النهاية لا تفعل شيئاً أو "تذاكر" كما يردد داخلها الصوت.
كل ما حولها يضغط على أعصابها ويكاد يدفعها للجنون .. أخبار القتل .. الاحتجاجات ..الواجبات ..النفاق .. كتمان رأيها داخل محيط العمل ، ليقينها بأنه ما من فائدة... فالمخالفون لها في الرأي سيظلون يضغطون ويوجهون الاتهامات، ولن يفهموا أبداً ما سبب كل ذلك .. إنهم يرون أن هذا الشعب لا يستحق شيئأ، وأنه سيظل يعترض بدونِ مبرر وبدونِ فهم لأي شيء.. فقط اعتراض دونما سبب ودون تقديم حلٍ لكل ما يحدث .. لكن وبفرض أنهم على صواب، أليسوا هم أيضاً من هذا الشعب ؟! أليسوا هم أيضاً قد أغلقوا أدمغتهم على فكرة واحدة دونما سواها وقرروا ألا يسمحوا لغيرهم بأن يخالفهم في الرأي ؟!
تخرج منها آهةٌ حارةٌ معلنةً عدم قدرتها على الوصول إلى أية إجابة لكل تلك الأسئلة التي تتقافز أمام عينيها، ولا إلى أية فكرة تصلح للتنفيذ في النشاط المطلوب منها .. تفتح تطبيق ال soundcloud على هاتفها المحمول وتقوم بتشغيل أول أغنية تصادفها ، ثم تعاود الدق بالقلم على سطح المكتب بلا هدف !!