الاثنين، 29 يوليو 2013

ت أ و ي ل

كان الحلم دايما بيتكرر ..
في الحلم دايما كان فيه حلقة ناقصة ..
الدايرة اللي لازم تكمل لما طرفيها يضموا على بعض ..
وعشان الحلم ده كان محتاج للتأويل كانت بتجري ورا الكلام في كل كتب التفاسير ..
لكن عمر ما ريقها اتبل و لا مخدتها نشفت من الدموع .. 
كانت فاكرة إن حل لغز الحلم هيجي بشوية كلام .. 
ما كانتش تعرف إن الروح لو صفيت من جوا هتلاقي الإجابة والتفسير ..
وكل ما كانت بتحاول تهرب منه كان يجيها بصورة تانية ..
ما هي لو بس كانت ركزت شوية ..
كانت هتعرف إن نقطة التقاء طرفين الدايرة هي الإجابة ..
وإن تأويل الحلم هو الاشتياق للحضن الغايب في وسط زحمة القلوب القاسية !!

الأحد، 28 يوليو 2013

حلم أبيض

***********************************************************************
- حلم أول : 
"شباكنا ستايره حرير.. 
من نسمة شوق بيطير.."
 كانت بتحلم تسكن في بيت عالبحر بعيد عن كل حاجة وعن كل الناس .. وهوا البحر يخلي ستاير البيت ترفرف وقلبها يرفرف معاه .. ومع كل دقة الشوق يعلا ويزيد .. 
- حلم تاني : 
"وبقالي كتير يا حبيبي..
 باستنى تجيب الفرحة.. 
والتوب الابيض والطرحة..
 ونطير نطير نطير زي العصافير.."
كانت بتحلم بيه .. فارس على حصان أبيض زي اللي حكوا لها عنه في القصص الخيالية.. يجيلها ومعاه الفرحة اللي بتحلم بيها .. كانت دايما بتشوف نفسها واقفة جنبه بالفستان الأبيض والطرحة.. وساعتها كانت بتحس إنها طايرة في السما من كتر الفرحة.. حتى لو كانت فرحة في الخيال وبس !!
- حلم تالت : 
 "نصبح على فرحة وردة..
ونبات على نور ياسمينة.."
كانت بتحلم ببيت حواليه خضرة كتير .. بيت تعيش فيه معاه صبح وليل في سعادة شبه اللي قالولها عنها في حكايات سندريلا والأميرة النائمة .. بيت بعيد عن الصورة الواقعية اللي الكل كان بيحاول يخنق أحلامها بيها..  صورة كلها خناقات وهم المصاريف ومتاعب الولاد .. بيت يفضل الحب فيه معشش وما يطيرش مع أول هبة ريح !! 
- حلم رابع : 
"افرد جناحين الشوق..
وتعالى نطير على فوق..
نسكن مع نجمة بعيد.. 
مشغولة بحب جديد..
ولا حد هناك يسمعنا..
مهما نقول ولا نعيد.."
كانت بتحلم إنه يتحدى كل حاجة ويجي ويخطفها على جناح الشوق.. ويعيشوا هناك فوق في السما الواسعة.. وما يجاورهمش غير القمر والنجوم الطيبة.. ويعيشوا بعيد عن ضوضاء الأرض وصخبها.. ولا يقدر ساعتها حد يلومهم على لحظة صدق باحوا فيها بكل اللي جوا قلوبهم !!
***********************************************************************
** الصورة من صور زفاف الأميرة كيت والأمير وليام ولي عهد بريطانيا  

السبت، 27 يوليو 2013

أبجدية الأحلام الضائعة

مفتتح : 
حين كانت صغيرة وأرادوا أن يعلموها الأبجدية أقسموا عليها أن تحفظ هذه الكلمات كاسمها تماماً
وطني .. 
علمي ..
 حرية ..
 قومية ..
 سلام ..
 حمام ..
"جندي .. بلدي .. شجاع" ..
********************************************************
كانت تحلم بالوطن الكبير الواسع الذي يضم الكل تحت لوائه لا تفرقة ولا تمييز بين أي من أبنائه .. لكنه سُرق أو ضاع ليس المهم الطريقة المهم النتيجة التي وصل إليها !!
كانت تحلم بالعلم خفاقاً عالياً .. علم لا لون محدد له ..لكنه علم يجمع بين بياض القلوب الخيِّرة وسواد الأرض الطيبة وحمرة الدماء التي لا يقبل أهلها الذل أو الضيم .. لكنها لم تجد سوى قطع من القماش بألوان غريبة فرقت أهلها ورفاقها وشتتتهم في كل البقاع !!
كانت تحلم بالحرية لكل البشر .. الحرية في الفكر والعمل .. الحرية في الاعتقاد والتطبيق.. الحرية التي تصل لحدود السماء .. لكنها لم تجد سوى القمع المبرر باسم حماية الحرية والدفاع عنها !!
كانت تحلم بقومية عربية درستها في كتب التاريخ .. قومية تجمع كل البلدان العربية .. قومية تعني الأصل الواحد واللسان الواحد والمصير المشترك .. هي القومية التي عشقتها وهي صبية صغيرة .. لكنها اكتشفت في النهاية أنها أكذوبة وأنه لا يوجد أصل واحد ولا لسان واحد ولا حتى مصير مشترك .. وتيقنت بأنهم خدعوها في الصغر وأن حلم القومية هذا أمر مستحيل التحقق !!
كانت تحلم بالسلام .. سلام يعم كل أرجاء الأرض فلا حروب ولا قتل ولا دمار ولا خراب .. لكنها اكتشفت أن السلام ليس سوى مجرد كلمة تُعقد باسمها الاتفاقيات أمام الكاميرات ويُكتب عنها في الصحف والمجلات .. وفي اليوم التالي تجد الدماء تفيض من كل وسائل الإعلام ..
كانت تحلم بالحَمام .. حمام أبيض صغير يطير في أرجاء السماوات لينشر الحب والحياة .. لكنهم هدموا أعشاش الحمام وأخذوا يصطادونه ببنادق التحضر والمدنية .. فقُتل منه ما قُتل وأما ما بقي منه فقد هام طائراً لا يجد المأوى أو السكينة .. وبقيت هي كل ليلة تسمع نواحه على من غاب وضاع وقُتل !!
"جندي .. بلدي .. شجاع" .. كانت تحلم به جندي يحميها ويحمي من قبلها وطنهما ويضحي بروحه لأجل كل ذرة تراب في هذه الأرض الطيبة .. لكنهم شوهوا صورته وأضاعوا هدفه .. فصار إما ضابطاً برتبة رجل أعمال يستثمر ويبني .. أو مجرد جندي يحرس مكان لا ناقة له فيه ولاجمل .. وحين وضعوا رفاقه على الحدود وأقسموا على الموت بشرف وشجاعة عاقبوهم حينما وجهوا رصاصاتهم للعدو ورضيوا لأهلهم العيش في حسرة وحزن واكتفوا بجنازات عسكرية لا تسمن ولا تغني من جوع .. وحتى حينما قالوا له إن الوطن في خطر وعليك بمن هم يريدون له الأذى .. وجهوه نحو العدو الخطأ فطاشت رصاصته لتستقر في قلبها .. فماتت حزناً وكمداً !!
وهكذا اكتشفت أن أبجدية الأحلام التي تعلمتها وهي صغيرة هي أبجدية أحلام ضائعة لا وجود لها إلا في القصص الخيالية ذات النهايات السعيدة .. أما الواقع فلا أحلام فيه ولا حتى سعادة !!!
     

الجمعة، 26 يوليو 2013

بنت وولد



مفتتح :
روح .. جسد
بنت .. و ولد
اتواعدنا حبنا يعيش للأبد !
 *****************************************************************************************************************
 كان صبياً يبلغ من العمر إحدى عشر عاماً لكن كانت له طلة الرجال وهيبتهم .. أما هي فكانت زهرة بريئة  لم تتجاوز العاشرة من العمر يفيض من عينيها نبع الأحلام .. شاء القدر أن تتلاقى طُرقهم في تلك المرحلة البِكر النقية من خلال مصالح الآباء المشتركة .. كان يظن أن كل ما يجمعهما هي ألعاب الطفولة المشتركة .. أما هي فكان ما يجمعها به أكبر من أن يوصف بالكلمات .. تتذكر الدفء الذي كانت تمنحه إياها ابتسامته وقت اللقاء .. الثقة والأمان حين كان يوجههم أثناء اللعب .. الأمل والبهجة حين كانت ترقبه من خلف نافذة حافلة المدرسة التي كانت تمر يومياً من أمام منزله وهو يقف مع إخوته بانتظار حافلتهم .. كانت تراه دوماً يقف في شموخ يتناقض مع صخب الطفولة الذي يجب أن يكون عليه .. حرصه على إخوته وتوجيهه لهم رغم صغر سنه كان يبهرها .. الصدق الذي كان يطل من زوايا عينيه الخضراوين كان زادها في الحياة .. لم تدرِ في تلك السن الصغيرة أن ما جمعها به مشاعر جميلة جدا وأنها لن تجد مثل تلك المشاعر حين تكبُر..
تذكر صوت فيروز الذي كان يؤنسها في الشتاء حين تشتاق إلى رؤيته .. وحدها فيروز أخبرتها بماهية ما كان يعتمل في صدرها في تلك السن الصغيرة وقدمت لها تفسيراً للحيرة والحزن وحتى السعادة التي كانت تنتابها من آن لآخر !
تذكر آخر مرة التقته .. كان كلاهما قد كبر بضع سنوات وبدأ مرحلة المراهقة .. شاء القدر أن تجمعهما مدرسة واحدة يؤديان فيها امتحانات نهاية العام .. وكانت تلك قمة السعادة بالنسبة لها .. كانت تحرص دوماً على أن تنهي امتحانها قبله وتذهب مسرعة لتقف خلف نافذة الفصل الذي يمتحن فيه .. كانت ترقب انفعالاته لتطمئن بأنه يؤدي جيداً في الامتحان.. وذات مرة لمحها فهربت مسرعة .. لكنه حين خرج بحث عنها .. حين وجدها لم يتفوه بكلمة فقط نظر إليها في حنان .. شكرها بعينيه وقال ما لم تكن الكلمات لتستطيع التعبير عنه أو شرحه .. لحظتها شعرت بأنها لم تعد تريد شيئاً من الحياة فقد اكتملت كل أركان السعادة لديها .. ونشأ بينهما عهد سري بأنهما سيكونان معاً مدى الحياة..
لكن القدر كان له كلمة أخرى إذ شاء أن يفترقا .. وكما اجتمعا بسبب مصالح الآباء افترقا عندما انتهت تلك المصالح .. لم تره مرة أخرى ورويداً رويداً انقطعت أخباره عنها.. مرت بها السنوات وكبُرَت لكن بقيت في داخلها نفس الصبية البريئة .. وبقي هو صورة حية لملامح صبي بقلب رجل.. صورة ظلت محفورة في القلب وعلى جدران كل مكان كانت تدخله !!