كان عائداً إلى شقته حوالي التاسعة مساءً.. وأثناء سيره فوجئ بصف طويل من السيارات يقف معطلاً السير في الشارع.. استحث الخطو حتى يصل إلى موقع الازدحام فيعرف سبب هذا التجمهر.. ولم يطل به الوقت فبمجرد أن اقترب من التقاطع المُفضي إلى مدخل بنايته وجد بركة كبيرة جداً من مياه المجاري قد أغرقت الشارع.. أُسقط الأمر في يده ولم يدرِ ماذا يفعل، إذ كان من المتعذر عليه أن يعبر الشارع ليدلف إلى البناية التي يقطن بها في ظل وجود تلك البحيرة القذرة.. أطلق زفرة حارة وأغمض عينيه بضع ثوان كانت كفيلة بتحويل وضعه الكئيب إلى شعور بالراحة والسعادة.. فأمام عينيه رأى بركة من المياه المتجمدة وثلوج تتناثر هنا وهناك.. وفي وسط تلك البحيرة رأى شابة في قمة الجمال ترتدي الحذاء الخاص بالتزلج وترقص على نغمات الموسيقى.. كانت تروح وتغدو في قمة السلاسة والإتقان.. وقد توحدت مع الطبيعة من حولها حتى بدت وكأنها بجعة بيضاء ترقص في خفة على نغمات المبدع تشايكوفسكي.. وفجأة فتح عينيه ليعود إلى الوقع الأليم.. مازالت المياه تسيل من تلك البالوعة المقابلة لبنايته بلا توقف !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق