مفتتح :
هكذا تحدث الكائن الأبيض الوديع المعروف باسم الخيال إلى نفسه بعد تفكير عميق..
لقد حاول الهرب كثيراً من سوداوية الكائن الذي كان يحاول حجب ضوء الشمس عنه.. فبعد حواره السابق مع ذلك الكائن المعروف باسم الواقع حاول الهرب كثيراً ليحافظ على صفاء أحلامه الوردية..
وحاول الثبات كثيراً أمام محاولات ذلك الكائن في إحباطه وتشويه تلك الأحلام باللون الأسود، تحت مسمى تحققها على أرض الواقع..
لكنه اكتشف في النهاية أنه لا فائدة، فمهما فعل كانت النتيجة تأتي باللون الأسود أو الرمادي..
وبينما هو جالس مطرقاً في صمت حزين، غطاه ظل أسود..
رفع رأسه فوجد أنه الواقع فلوى شفتيه وأدار وجهه بعيداً..
عندئذ فوجئ برد فعل غير متوقع..
إذ أخذ الواقع يربت على كتفه وينظر له باتسامة ملؤها الشفقة..
فسأله الخيال : لماذا تفعل هذا ؟! ألست سعيداً لأنك استطعت هزيمتي؟!..
قال له الواقع : صدقني أنا لم أقصد هذا.. أوتظن أنني لم أمل من اللونين الأسود والرمادي؟!.. أوتظن أنني لم أتمن يوماً أن تنجح أحلامك في التحقق محتفظة بألوانها الزاهية البراقة؟!.. هل اعتقدت أنني كنت راضياً عن حواري السابق معك؟!.. صدقني أنا لست سيئاً كما تظن.. لكنه قدرنا.. قدرك بأن تكون صاحب الألوان الرائعة والابتكار والإبداع، وقدري بأن أكون أن الكائن السيء ضيق الأفق محدود الألوان..
أتعلم شيئاً؟!.. أنا لا أستطيع الحياة بدونك، ولا وجود لي إلا بك.. ولا أكتسب قيمتي في الحياة إلا بألوانك وبقدرتك على الصمود.. ربما لهذا أغار منك كثيراً وأصر على زيادة عمق اللونين الأسود والرمادي حين يحين موعد تحقق أحلامك.. لكنني مللت مما أفعله وفي نفس الوقت لا أعرف سبيلاً إلى التغيير من كنهي وطرقة عملي!!!
عندها امتلأ الخيال شفقةً على الواقع ... فمهما كان مبلغ الإحباط الذي يصيبه في كل مرة تنفثئ فقاعات أحلامه الوردية، إلا أنه لا يوازي الشعور باستحالة تغير حالك.. ولا يوازي الاكتشاف بأنه لا يمكنك أبداً أن ترى الحياة إلا من خلال اللونين الأسود والرمادي.. ولا يوازي التأكد من أنك كائن لا وجود له إلا من خلال الآخر.. ولا يوازي مدى بؤس فكرة أن وجودك يقتات على الكآبة والجمود..
وفي نهاية الأمر أنت حي في القلوب وتملك أغلى ثروة ألا وهي الأمل والقدرة على الإبداع.. وبداخلك أهم حقيقة في الوجود، ألا وهي الإيمان بالله.. فكيف إذن تحزن؟!!..
وعند تلك النقطة أمسك بيده الصغيرة الدافئة كف الواقع الحزين مستحثاً إياه على النهوض.. وأخبرته عيناه بأنه قد سامحه وأنه لن يتركه أبداً، مهما هاجمه بسوداويته وكآبته.. وبينما أخذت الشمس تلملم أشعتها نحو الغروب، أخذا يسيران في طريق الحياة ويحدهما الأمل والخوف معاً من المجهول !!!
يرجى قراءة الرابط التالي قبل البد في قراءة هذا النص
************************************
"يبدو أنه لا فائدة !"...هكذا تحدث الكائن الأبيض الوديع المعروف باسم الخيال إلى نفسه بعد تفكير عميق..
لقد حاول الهرب كثيراً من سوداوية الكائن الذي كان يحاول حجب ضوء الشمس عنه.. فبعد حواره السابق مع ذلك الكائن المعروف باسم الواقع حاول الهرب كثيراً ليحافظ على صفاء أحلامه الوردية..
وحاول الثبات كثيراً أمام محاولات ذلك الكائن في إحباطه وتشويه تلك الأحلام باللون الأسود، تحت مسمى تحققها على أرض الواقع..
لكنه اكتشف في النهاية أنه لا فائدة، فمهما فعل كانت النتيجة تأتي باللون الأسود أو الرمادي..
وبينما هو جالس مطرقاً في صمت حزين، غطاه ظل أسود..
رفع رأسه فوجد أنه الواقع فلوى شفتيه وأدار وجهه بعيداً..
عندئذ فوجئ برد فعل غير متوقع..
إذ أخذ الواقع يربت على كتفه وينظر له باتسامة ملؤها الشفقة..
فسأله الخيال : لماذا تفعل هذا ؟! ألست سعيداً لأنك استطعت هزيمتي؟!..
قال له الواقع : صدقني أنا لم أقصد هذا.. أوتظن أنني لم أمل من اللونين الأسود والرمادي؟!.. أوتظن أنني لم أتمن يوماً أن تنجح أحلامك في التحقق محتفظة بألوانها الزاهية البراقة؟!.. هل اعتقدت أنني كنت راضياً عن حواري السابق معك؟!.. صدقني أنا لست سيئاً كما تظن.. لكنه قدرنا.. قدرك بأن تكون صاحب الألوان الرائعة والابتكار والإبداع، وقدري بأن أكون أن الكائن السيء ضيق الأفق محدود الألوان..
أتعلم شيئاً؟!.. أنا لا أستطيع الحياة بدونك، ولا وجود لي إلا بك.. ولا أكتسب قيمتي في الحياة إلا بألوانك وبقدرتك على الصمود.. ربما لهذا أغار منك كثيراً وأصر على زيادة عمق اللونين الأسود والرمادي حين يحين موعد تحقق أحلامك.. لكنني مللت مما أفعله وفي نفس الوقت لا أعرف سبيلاً إلى التغيير من كنهي وطرقة عملي!!!
عندها امتلأ الخيال شفقةً على الواقع ... فمهما كان مبلغ الإحباط الذي يصيبه في كل مرة تنفثئ فقاعات أحلامه الوردية، إلا أنه لا يوازي الشعور باستحالة تغير حالك.. ولا يوازي الاكتشاف بأنه لا يمكنك أبداً أن ترى الحياة إلا من خلال اللونين الأسود والرمادي.. ولا يوازي التأكد من أنك كائن لا وجود له إلا من خلال الآخر.. ولا يوازي مدى بؤس فكرة أن وجودك يقتات على الكآبة والجمود..
وفي نهاية الأمر أنت حي في القلوب وتملك أغلى ثروة ألا وهي الأمل والقدرة على الإبداع.. وبداخلك أهم حقيقة في الوجود، ألا وهي الإيمان بالله.. فكيف إذن تحزن؟!!..
وعند تلك النقطة أمسك بيده الصغيرة الدافئة كف الواقع الحزين مستحثاً إياه على النهوض.. وأخبرته عيناه بأنه قد سامحه وأنه لن يتركه أبداً، مهما هاجمه بسوداويته وكآبته.. وبينما أخذت الشمس تلملم أشعتها نحو الغروب، أخذا يسيران في طريق الحياة ويحدهما الأمل والخوف معاً من المجهول !!!