في الليلة قبل الماضية باتت باكية .. كانت تمر بلحظات قاسية جدا على نفسها .. لحظات مليئة بالوجع ..لحظات أصابها فيها الإحباط واليأس .. أخذت تتساءل في داخلها أين رحمة الله ؟! .. ألا يعلم أنها عانت من ذلك الوجع كثيراً من قبل ؟!.. لماذا يتركها هكذا تتألم؟! ومتى في شهر الرحمة ؟!.. تستغفر وتبسمل وتحوقل ولكن بلا جدوى فالحزن والغضب قد تملكاها .. تبكي .. ثم تُمسك المصحف لتقرأ وِرْد القرآن اليومي في محاولة منها لطرد تلك المشاعر السلبية .. ومن بين دموعها المتساقطة تلمح الإجابة على تلك الأسئلة ..في رحاب تلك الآيات القرآنية النورانية يأتيها السلام والطمأنينة ..
في سورة الأنعام تقرأ :
"قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون"1
يرتجف القلب وتبكي .. ثم تواصل القراءة ..
"وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم"2
يرتفع نحيبها وتواصل القراءة ..
"فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يُرَدُّ بأسه عن القوم المجرمين"3
تبكي أكثر وأكثر .. تنهي سورة الأنعام وتبدأ بسورة الأعراف .. تصل إلى الآية الحاسمة.. "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين" 4
يبدأ بكاؤها ونحيبها بالهدوء شيئاً فشيئاً فالإجابة واضحة .. إن الرحمة واسعة وعليها اكتشافها والإحساس بها .. حتى ولو كان السبيل إلى ذلك أن تمر مرة أخرى بنفس الوجع.. فمن قلب ذلك الوجع ستكتشف أنها واسعة و أنه قريب عز وجل و أن الفرج آت لا محالة.. ولكن عليها بالصبر .. فقط الصبر !!
***************************************
1) الآية 12 من سورة الأنعام
2) الآية 54 من سورة الأنعام
3) الآية 147 من سورة الأنعام
4) الآية 56 من سورة الأعراف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق