السبت، 13 يوليو 2013

هل ينفرط العقد ؟!

كعادتها في كل مساء ذهبت لتبحث عن مسبحتها كي تقوم بـ "وِرْد" الذكر اليومي .. كانت تعلم أن الأفضل أن تؤدي التسابيح والأذكار على يديها حتى تأتي وتشهد أمام الله تعالى يوم المَوْقِف العظيم على أنها ذكرته يوماً فتشفع لها عنده عز و جل.. لكن كان لهذه المسبحة تأثير قوي على روحها .. تتذكر يوم أن أهدتها إياها زميلتها في العمل .. برغم أنها كثيراً ما استعملت العديد من "السِبَح" إلا أنها فرحت بهذه المسبحة كثيراً .. ربما لأنها استشعرت حين لامست حباتها عَبَقْ "طَيْبَة" ، إذ أن المسبحة كانت قد اشترتها زميلتها حين كانت في الأراضي المقدسة .. وربما لأنها شعرت بأن الله يرسل إليها رسالة من خلال المسبحة المهداة مفادها بأنه يحبها ويريدها أن تكون قريبة منه فتذكره وتسبحه كثيراً.. 
حين استعملت المسبحة لأول مرة أخذها بريق حباتها الكريستالية إلى عالم رحب وفسيح .. كانت روحها تصعد مع كل "تسبيحة" أو "ذِكر" إلى درجة روحانية أعلى .. كانت تطمئن كثيراً حين تمسك بها وتتخيل أن تلك الحبات ستأتي ونور منها يشع بقوة لتشهد وتشفع لها بإذن الله تعالى عنده يوم القيامة .. وحين كانت الأمور تتأزم معها في العمل أو تتضايق من أحد تمسك بحباتها وتمررها بسرعة وعصبية في البداية مرددة كل ما يرد على خاطرها من أذكار لتجد نفسها في النهاية وقد صارت حركة أصابعها على الحبات بطيئة و عواصف القلق والضيق داخل روحها قد هدأت واطمئنت ..
دلفت إلى غرفتها لتأخذ المسبحة من تحت وسادتها، فقد تذكرت أنها وضعتها هناك .. ولكنها صُعقت بما رأته .. لقد وجدت حبات المسبحة منفرطة على السرير كل منها في اتجاه .. أصابها الحزن والغم وتساءلت في داخلها : هل هذا نذير سوء ؟! .. هل هي إشارة من الله أنها صارت على الطريق الخطأ ؟! .. هل هي رسالة منه بأنها صارت بعيدة عنه وأنه غاضب منها ؟! .. ازداد الحزن بداخلها وأخذت تحاول إصلاح المسبحة .. حين نجحت في النهاية شعرت ببعض الاطمئنان يغمر روحها وأمسكت المسبحة برفق ثم أخذت تمرر حباتها ببطء في محاولة منها زيادة جرعة الطمأنينة .. لكن في أعمق أعماقها كان هناك الخوف من انفراط العقد مرة أخرى لكن ليس عقد المسبحة .. بل عقد الطمأنينة والأمان داخل روحها القلقة أغلب الوقت .. وظل السؤال يهيم بداخلها : هل ينفرط العقد مرة أخرى ؟! لكن لم يكن هناك من إجابة على هذا السؤال !!

هناك 4 تعليقات: