بارفي هو واحد من الأفلام القليلة التي أعشقها ولا أمل من مشاهدتها أبداً.. الفيلم يحكي قصة حب بسيطة وعميقة في نفس الوقت..
بطل الفيلم بارفي هو شاب هندي بسيط مصاب بفقدان السمع منذ الصغر.. يعاني من الفقر هو ووالده، الذي يعمل سائقاً لأسرة غنية، لكن هذا لا يفت من عزيمته ولايؤثر على روحه.. دائم الابتسام والنشاط ومفعم بالحب والمرح.. يلتقي صدفة بابنة عائلة غنية تُدعى شروتي ويقع في حبها وهي تبادله الحب.. لكن حبهما لا يُكتب له الحياة بسبب رفض والدتها.. تلك الأم التي تزرع في رأس شروتي أن حبها لبارفي ليس حقيقياً وبأنها لن تستطيع الحياة مع إنسان فقير أصم، ومع الوقت ستنسى ذلك الشخص.. وبرفض أسرة شروتي لطلب بارفي بالارتباط بابنتهم يدخل في دائرة من الاكتئاب لا يفيق منها إلا عند دخول والده المشفى واحتياجه لجراحة تتطلب الكثير من المال..
هنا تبدأ قصته مع جيرميل المصابة بمرض التوحد، وهي ابنة العائلة الغنية التي كان يعمل لديها والده.. يذهب لوالدها طالباً منه مساعدة مالية لعلاج والده فيرفض، وهنا يقرر اختطاف جيرميل.. وفي رحلة الاختطاف تلك يقع في حب جيرميل، لكنه لا يعلم حقيقة ذلك إلا عندما تظهر شروتي مرة أخرى في حياته صدفة.. فيقوم بإجراء اختبار صغير لجيرميل يتبين على إثره أنها لا تخاف شيئاً في الحياة طالما هو بجوارها.. وعلى الناحية الأخرى تبدأ جيرميل بالغيرة من شروتي فتقلدها في طريقة ارتداء الملابس والكلام.. لكن بارفي لا يدري بذلك ويخطئ خطأً بسيطاً حينما يُظهر اهتماماً بشروتي مقللاً لا شعورياً من اهتمامه بجيرميل.. فتقرر مغادرته والعودة إلى داجو صاحب الدار الذي عاشت فيه جيرميل الفترة الأكبر من مرضها..
وباختفائها يُجن بارفي ويتعرض للاتهام من والدها والشرطة بأنه قتلها.. لكن يثبت أنه لم يفعل ذلك ويستمر هو بالبحث عنها.. حتى يهتدي إلى مكانها يوماً ما ويحاول مع السيد داجو كي يخبره عن مكانها في الدار، لكنه يرفض.. وفي مشهد عظيم يقوم بارفي فجأة من موقعه أمام السيد داجو بعد أن لمح الأشكال الورقية التي اعتادت جيرميل على صنعها وهي معه ويفتش عنها في كل الغرف.. لكنه لا يجدها وقبل أن يرحل نهائياً عن الدار تصرخ جيرميل باسمه من إحدى النوافذ.. فتنبهه شروتي إليها مضحية بأن يبقى معها هي للنهاية.. فقد تأكدت أن لن يحب أحداً سوى جيرميل.. في النهاية يتزوج العاشقان الغريبان تاركين لي تساؤل محير..
هل يممكن أن تنشأ في الواقع قصة حب مثل قصة بارفي وجيرميل ؟! ولماذا لا يكون كل الحب كحب بارفي وجيرميل صادقاً وواقعياً وبسيطاً بلا أي تكلف أو بحث عن الماديات ؟!