الثلاثاء، 11 مارس 2014

الفترينة

من أول لما وصل المحل بتاعه وقف يرتب اللبس على المانيكان الواقفين ورا الفاترينة.. كان مهتم بإنه ينسق كل تفصيلة على كل مانيكان.. من أول باروكة الشعر اللي بتزين رؤوس جردا، مروراً بالخواتم والأساور اللي بتحاوط إيدين وصوابع كل إيد، لحد الشراب اللي بيغطي رجلين باردة مصنوعة من البلاستيك..
ومع آخر لمسة من لمساته على المانيكان الأخير كانت الساعة بتقرب من 12 الضهر، اللي هو وقت الذروة.. فحب يستغل الدقايق اللي باقية في إنه يشرب كوباية شاي بالنعناع، هو متأكد إنها هتروقه وتعينه على تعب اليوم كله.. نده على صبي القهوة القريبة من المحل وطلب منه الشاي.. دقايق والصبي بقى قدامه بكوباية الشاي.. أخدها منه وقعد على الكرسي ورا المكتب اللي على يمين الداخل من باب المحل.. شغل مزيكته اللي بيحبها وقعد يشرب واسترخى في مكانه.. ومع آخر شفطة في الكوباية قعد يبص على المانيكان اللي في العرض.. كان بيحب كل مانيكان فيهم بدرجة كبيرة وبيعتبرهم آية في الجمال.. لكن كان دايماً حاسس إن فيه حاجة ناقصة فيهم عمره ما قدر يوصل لإيه هي.. قطع خواطره دي دخول الزبونات واحدة ورا التانية.. قام يساعدهم ويسألهم السؤال المعتاد : "بتدوري على حاجة معينة؟!" .. لكن كل واحدة كانت بتجاوبه بالنفي وتقوله "أنا باتفرج بس.. لسه مفيش في دماغي حاجة معينة".. فيسكت ويرجع لمكانه ويراقبهم من بعيد.. كان نفسه يساعدهم أوي.. كان شايف في كل واحدة قدامه جمال خفي بيتمنى إنه يبرزه زي ما بيعمل مع كل مانيكان.. لكن كان بيضطر إنه يسكت وما يتدخلش عشان الزبونة ما تتضايقش.. ومع طول الرفض طالت قعدته على المكتب وهو بينقل عينيه ما بين المانيكان والبنات والستات اللي بيدخلوا المحل.. وسأل نفسه سؤال هو ليه مش بيحس بجمال المانيكان رغم إنه هو اللي بيزوقهم بإيده؟!.. وأخيراً وصل لإجابة في نهاية اليوم بعد طول تركيز مع الزبونات اللي دخلوله.. 
كل زبونة دخلت تشبه بالظبط لكل مانيكان موجود ورا الفترينة.. بس الفرق إن روح الحياة اللي جوا الزبونة هي اللي خلتها أجمل بكتير من أي مانيكان !! 

هناك تعليق واحد:

  1. وده السؤال اللي ورا كلامك لماذا هذه القولبة حتى أصبحت النساء تماثيل للعرض؟!

    ردحذف