تقف حائرة وحيدة يغطيها سواد كامل.. تحاول الاحتماء بذاتها من الشعور بالفراغ والضياع باحتضان نفسها.. أما هو فيقف ككيان مكتمل بذاته ممشوق القامة ملتف بعباءة حريرية سوداء.. يقف على مسافة ليست بالبعيدة جداً منها.. بل مسافة تسمح له بأن يراقبها ويقف مختالاً متباهياً بنفسه.. برغم أنه يعلم بأنه لا يحتاج إليها فالكل يقدره ويُعلي من مكانته.. وهو بذاته له قيمة كبيرة وحتى لو وقف إلى جوار أحدهم ستكون له نفس القيمة إن لم تكن أكبر.. لكنه يقرر أن يقترب منها.. ينحني أمامها في حركة مسرحية مذهلة.. تبدأ بالقفز في مكانها صعوداً وهبوطاً من فرط السرور أنه وأخيراً قد انتبه لها أحدهم.. يدور حوار قصير يقنعها فيه بأن تظل معه لأنها في حاجة إليه كما أنه سيؤمن لها الحماية التي تحتاجها.. توافق دون تردد وتقف إلى جواره.. لكنه وبعد لحظات يبدأ في الشعور بالملل.. كما يظهر عليه التبرم والضيق لأن الغادي والرائح بدأ ينتبه إليها أكثر منه.. أما هي فيأخذ حجمها يكبر رويداً رويداً لشعورها المتزايد بالثقة بعد أن أصبح الناس ينتبهون إليها.. ينتابه الغضب ويتخذ قراره الحاسم.. يقفز قفزة عالية في الهواء ثم يهبط.. تُسمع بعض الجلبة والضجة ثم يسود الهدوء في سويعات.. وهنا يتجلى المشهد بوضوح.. لقد حط فوقها تاركاً مسافة شديدة الضيق بينهما.. تحاول أن ترفع رأسها إليه لتعترض على فعلته فلا تفلح.. لقد صار متحكماً فيها بشكل كامل ولم يعد لديها أية فرصة للخلاص..
في النهاية تعود له مشاعر الخيلاء والعجب بنفسه.. لقد صار الأعلى وهي الأدنى ولم يعد بإمكانها إنهاء علاقتها به أبداً.. معاً صارا يشكلان رمزاً وأسلوب حياة.. معاً أصبحا يشكلان..
علامة تعجب !!!
غريبة وتشد
ردحذفالأغرب إن فكرتها كانت وليدة اللحظة !..
حذفشكرا كتير يا انجي على تعليقك ومرورك :-)
أشكرك جدا :-)
ردحذف