كانت تحيا آمنة وسعيدة إلى جوار من تحبهم من الأهل والأصدقاء.. ولم يؤرقها تؤرقها يوماً فكرة العيش بداخل ذلك الأنبوب المعدني، رغم أن حياتها بداخله كانت أشبه بحياة الأسرى.. فلا ضياء ولا نسيم عليل يمكنها التمتع به.. وفجأة اجتاحتها يد الغدر ودمرت عالمها.. باستدارة صغيرة لمحبس معدني اندفعت بقوة مع نظرائها، ليسقطوا رخامي أزرق اللون.. خدعها اللون وظنت أنها سترتمي في أحضان البحر الكبير، الذي لطالما حكت عنه أمها.. لكن وجودها في رحاب اللون الأزرق لم يدم طويلاً.. فقد انتهت مع مثيلاتها إلى السقوط في بالوعة سوداء اللون، بشعة المنظر، وكريهة الرائحة.. ولم تكد تفق من صدمة السقوط حتى فوجئت بهجوم من أوساخ وقاذورات شرسة.. أخذت تحيط بها وتخنقها حتى تحول لونها إلى الأخضر.. وهكذا حُكم عليها أن تكون أسيرة الظلمة في البداية و العطب في النهاية !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق