ذات مرة قرأت مقولة كان نَصُها :
اطلبوا الحكمة من أفواه الحكماء
ومما لا شك فيه أن الاستزادة من خبرة الحكماء له فائدة كبرى في تغيير حياة الإنسان وإثراء فكره.. لكن الحكمة لا تؤخذ فقط من أفواه الحكماء، بل أيضاً قد تؤخذ من تجارب وقصص أُناس عاديين مثلنا تماماً.. وأيضاً من مشاكلهم الحياتية التي أعيتهم السبل في حلها فلجأوا إلى من يمتلك قلباً أوسع ورؤية أوضح تمكنهم من إيجاد الدرب..
وهذا هو حال صفحة بريد الجمعة في جريدة الأهرام.. تلك الصفحة التي أسسها الراحل عبد الوهاب مطاوع وكان يفيض من خلالها بكلماته المواسية تارة والمشجعة تارة أخرى لأصحاب المشكلات، فتنير لهم بصيصاً من الضوء وتهديهم إلى خيط رفيع لحل مشاكلهم.. وقد تواكب على هذه الصفحة بعد رحيله عدة كُتاب حاولوا مساعدة الناس الذين لم يجدوا إلا الورق ليبثوه همومهم ثم يرسلونه في البريد ليصل إلى أيدٍ أمينة قد يكون لديها حل لما يعانونه.. وقد وجدت أن الأستاذة جيهان الغرباوي هي أفضل من خلف الراحل عبد الوهاب مطاوع في تسليط الضوء على مشاكل الناس بدقة ومن ثم إيجاد الحل لها أو المواساة لأصحابها..
ومع بداية العام الجديد كتبت في عمودها الوارد بالصفحة ما يفيد ويوضح سبب فشل أغلب العلاقات العاطفية والإنسانية.. فالسبب باختصار هو غياب الحب.. لقد كتبت تشرح بأن الرجال والنساء في وقتنا الحالي حين يتزوجون أو يرتبطون بمشاعر حب مع آخرين وتفشل علاقتهم فإن هذا يرجع لأنهم وضعوا للحب شروطاً.. وقد يكون الأمر أن المظاهر قد أغرتهم، أو اختلط عليهم الأمر ما بين الرومانسية والإثارة وحب التملك والابتزاز العاطفي.. بينما الحب هو الحب..
إن الأستاذة جيهان ترى بأن الحب هو رغبة مخلصة في القلب تجعل الإنسان قادراً وراغباً في دعم شخص ما حتى يكون أفضل ما يتسطيع أن يكونه.. وهو عطاء كبير تمنحه للآخر ومعه أيضاً حقه في حريته واستقلاله عنك، وقبولك به كما هو دون أن تحاول تغييره..
لقد ناشدتنا الأستاذة جيهان بألا نصدق أغاني الحب التي أخبرتنا بأنه يجعلنا مع من نحبهم شخصاً واحداً.. فالحب لا ينفي حقيقة أننا أتينا إلى هذا العالم وحيدين وسوف نرحل عنه وحيدين.. لكن التوحد النفسي والذهني والإنساني مع الحبيب يجعل للحياة معنى ومتعة ونوراً واتجاهاً.. وقد يكون الأمر جميلاً إذا وجد الإنسان من يعده بأنه سيحبه للأبد.. لكن لنفكر دقيقة.. هذا الوعد هو وعد أجوف، إذ لا توجد وثيقة تأمين على الحب مدى الحياة.. فهو تجربة تعاش يوماً بيوم، ولابد أن يبذل المرء مجهوداً واهتماماً كافياً كل يوم كي لا يتراكم على القلب الغبار أو تفتر المشاعر..
وأضافت الأستاذة جيهان بأن الحب طاقة إيجابية رائعة لدرجة أن التجارب العلمية أثبتت أن السيارات التي يحبها أصحابها يطول عمرها وتستجيب بصورة أفضل مما سواها لأن الذرات المعدنية تستجيب بطرق مختلفة وفقاً لاختلاف الأشخاص..
ولهذا ناشدتنا - نحن القراء - في نهاية المقال بالآتي :
- امنح الحب قبل أن تفكر من أين تحصل عليه !
- امنح الحب دائماً واجعله دستور حياة ودين عقيدة وطوق نجاة، وسوف تكون أول من يحصد السعادة!
- لا تقف في البرد وحيداً تنتظر حتى يمر أحد ويقابلك صدفة ويحبك.. إنك بذلك تهدر عمرك في انتظار من لا يجيء!
- أفضل طريقة للحصول على الحب هي أن تمنحه أنت أولا !.. فقد اكتشف علماء السلوك بأن الذي يسبب الاضطرابات النفسية ليس الافتقار للحب بل الافتقار إلى منح الحب.. لهذا تعطي بعض االملاجئ للأطفال الأيتام في الغرب حيوانات أليفة كي يربوها ويتعلمون بسببها العطاء والحب..
وفي النهاية تقول :
لا يوجد على الأرض صعوبة لا يستطيع الحب قهرها ولا خطيئة يستطيع تجاوزها..
وأنا أصدق في هذا بكل إحساسي !
اه فعلا معاها حق والله يا اسما
ردحذفوانت اختيارك صح جدااا
انا بطلت اشتري الاهرام من زمان برغم اني كنت مدمناها ايام عبد الوهاب مطاوع رحمه الله ولسة عندي بريد الجمعة مقطعاه من الاهرام
بس يمكن بعد ما قلت انت الكلام ده افكر اشتريه تاني
انا كنت متغاظة منه لما كان خيري رمضان مسؤل عنه بس احسن انه مشي وان تكتبه انثي فهذا في حد ذاته رائع
ولا يوجد على هذه الأرض أشد بغضًا من الكره، ذلك الذي يفني الحب!
ردحذف