الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

حقيقة الانتماء

انتمى / [ ن م ي ] :
( فعل : خماسي لازم ، متعد بحرف ). اِنْتَمَيْتُ ، أَنْتَمِي ، اِنْتَمِ ، مصدر اِنْتِماءٌ .
و انتمَى إِلى كذا : انتسبَ
 انتمى إلى كذا : انتسب واعتزى " انتمى إلى حزب : انتسب وانضمّ إليه
 انتمى الشَّخصُ إلى الجبل صعِده " يهوى انتماء المرتفعات "
***********************
هذا ما ورد في المعجم الغني والوسيط والمعاصر في تفسير معنى الفعل انتمى... لست أدري ما السبب في هذه التدوينة لكن مؤخراً تراودني كثيراً أسئلة حول معنى الانتماء وجدواه.. منذ أن نولد ونحن نسعى للانتماء إلى أشخاص، أشياء، كيانات، ووطن.. نرغب دوماً في الانتماء إلى أسرة وأصدقاء .. الانتماء إلى غرفنا، بيوتنا، مدارسنا.. الانتماء إلى مؤسسات تطوعية، فرق رياضية، مدارس فكرية، معتقدات.. الانتماء إلى بلاد قالوا لنا أننا نحمل جنسيتها وزرعوا حبها بداخلنا، وهو حبٌ من نوع غريب لأنه يحمل في جيناته بذور كراهية.. قد نشعر بها مع أول وهلة يُراق فيها ماء كرامتنا حين نكبر.. 
كُنت أظن فيما مضى أن حقيقة انتمائنا إلى أي شيء يكون بدافع الحب.. لكنني الآن أصبحت أعتقد أن الحقيقة وراء فعل الانتماء تكون بدافع الرغبة في الشعور بالأمان وأن يكون لنا هدف ما نحيا من أجله.. هذا بالإضافة إلى أن الانتماء قد يمنحنا روعة الشعور بالبطولة الذي هو شعور كامن بداخل أي شخص يظهر في أبسط موقف يتسدعي الدفاع عما نتمي إليه أياً كان هو.. 
الغريب أن كثيراً من الأغاني تدعو خفية وصراحة إلى الانتماء دون انتظار مقابل.. لكنني أتساءل هل كل ما نتنمي إليه يستحق ذلك؟!.. صرت أفكر في ذلك السؤال كثيراً بعد موت شباب الأولتراس في مذبحة بورسعيد وأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وجمعة الغضب وغيرها .. لقد صرت أشعر بأنه ما من جدوى للانتماء إلى أي شيء رغم أنني في الواقع لا أستطيع التخلي عن الفكرة نفسها..
فأنا لست بقادرة على محو انتمائي إلى أي شيء في حياتي.. بدءاً من الانتماء إلى سريري الذي هو أبسط الأشياء، مروراً بالانتماء إلى أصدقائي وأمي الحبيبة، وانتهاءً بالانتماء إلى وطن صرت أكره فيه كل شيء !!!

هناك تعليق واحد:

  1. الانتماء ده مش بإيد الواحد فيها جزء كبير من الرابطة البيلوجية والعضوية طبعًا والنفسية، إنما الولاء بقى والمواطنة دول لازم ييجوا بمقابل يجب على الدولة أن تقدم خدمات لمواطنيها حتى يشعروا بذلك.. أبرز مثال عدوانية المواطن فى تكسير أى حاجة تقيمها الدولة، لأنه يعرف تمامًا أنها مش خايفة عليها بتقضى مصلحة... فى مثال تانى برضه المغتربين أو المولودين فى الخارج ساعة ما تخيريهم بين وطنهم الأم (انتماء) ووطنهم الثانى (ولاء ومواطنة) فى تأدية خدمة مثلًا استيفان شعرواى لاعب الكرة.... أنا شايفك سرحت، لا لا ركزى معايا :)

    ردحذف