في نهاية حكم العرب لبلاد الأندلس، أخذت سيطرتهم عليها تتضاءل شيئاً فشيئاً وذلك بسقوط بعض المدن الإسلامية الهامة في أيدي الفرنجة. وأصبحت البلاد تروّع كلّ يوم، بغارات الأعداء دون أن تجد قوة إسلامية، تصد الزحف الصليبي المتوغل، ومن هول هذا الموقف انطلق الشعراء والأدباء يصوّرون النهاية المتوقعة في حسرة بالغة.
ومما قيل في هذه المأساة أبيات صاغها الشاعر أبو القاسم الرندي وهو يبكي الوطن الضائع، ويحذّر المسلمين في شتى البقاع من الخطر القادم.
يقول الرندي في مطلع القصيدة :
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ | فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ |
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ | مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ |
وهذه الدار لا تُبقي على أحد | ولا يدوم على حالٍ لها شان |
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ | إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ |
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ | كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان |
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ | وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟ |
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ | وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟ |
وأين ما حازه قارون من ذهب | وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟ |
أتى على الكُل أمر لا مَرد له | حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا |
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك | كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ |
-------------------------------------------------------------------------------
* للقصيدة تكملة وللراغبين في قراءتها الضغط على هذا الرابط :
** معلومات عن الشاعر أبو البقاء الرندي الذي ألف هذه القصيدة
نكباتنا لا تتوقف من يومها
ردحذفنكباتنا بدأت من قبلها صدقني يا فاروق .. وبرغم كل اليأس والضباب اللي حوالينا خلينا نتأمل إنه يجي يوم وتتوقف هذه النكبات
حذف