في حياة الإنسان فيه حاجات بيقابلها في مرحلة ما من عمره بتشكل وعيه، وتبقى زي المعجزة اللي ممكن تخلقه من أول وجديد. بالنسبة لي فيلم نساء صغيرات كان هو الحاجة أو المعجزة اللي سابت بصمة إيجابية في شخصيتي وغيرت حياتي تماماً. الفيلم مقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتبة لويزا ماي ألكوت، اللي هي بتعتبر سيرة ذاتية أو نصف ذاتية عن حياة الكاتبة نفسها. في الرواية بتتكلم الكاتبة عن أسرة صغيرة مكونة من أم وأربع بنات في مراحل سنية مختلفة، بيسافر والدهم لأداء الواجب الوطني أثناء الحرب الأهلية الأمريكية. وخلال أحداث الرواية بتحكي الكاتبة إزاي الأربع بنات قدروا ينضجوا ويلاقوا سكتهم في ظل ظروف شديدة الصعوبة بسبب الفقر.
من الجدير بالذكر إن بداية تعارفي بقصة النساء الصغيرات دول ما كانتش عن طريق الرواية ولا الفيلم وإنما بمشاهدتي لمسلسل كارتوني يحمل نفس الاسم. أفتكر كان عندي 8 سنين لما شفت المسلسل ده واتعلقت بشخصيات البنات الأربعة. وكانت دي بداية تشكيل الوعي بالنسبة لي. ثم تبعها قراءتي وأنا عندي 11 أو12 سنة تقريباً لكتاب مترجم عن الرواية إلى العربية، هو في الأصل ضمن سلسلة لكتب الناشئة اللي بتقدم ترجمة للروايات الأجنبية. وبالرغم إن الكتاب ما تناولش كل الأحداث اللي وردت في الرواية الأصلية، واللي عرفتها بعد كده من مشاهدتي للفيلم اللي بنفس العنوان، إلا إن تأثير الكتاب كان عميق جداً.
زي ما قلت من شوية إن تعلقي بشخصيات البنات الأربعة كان بداية لتشكيل وعيي. كل واحدة فيهم بفكرها وتصرفاتها وأحلامها ومشاعرها رسمت خط في شخصيتي. ميج علمتني إحساس المسئولية والاهتمام. وبيث زودت جوايا حبي للموسيقى وإحساسي بالناس اللي حواليا. وإيمي - آخر العنقود - كانت هي اللي بتفكرني إن الاهتمام بالمظهر والهواية شيء مهم في حياة الإنسان. لكن الشخصية الأهم والأقرب إلى قلبي كانت شخصية جوزفين أو جو زي ما كانوا بينادولها.
جو كانت قريبة مني لأنها كانت بتشبهني أو كنت باحس إني شبهها. متمردة نوعاً ما، بتحب إخواتها جداً، صديقة جيدة جداً ، بتسعى لتحقيق ذاتها وبتعتز بأبوها وأمها جداً، ولا ترى أبداً إنه المفروض يكون فيه فرق بين الراجل والست لأن كلاهما إنسان. لكن الأهم بالنسبة لي هو موهبتها في الكتابة ورغبتها في إنها تكون روائية. جو في الفيلم فضلت تعافر وانتقلت من بيت أسرتها في القرية الصغيرة وسافرت نيويورك عشان تحقق حلمها بإنها تكون كاتبة روايات وتنشر أعمالها في الجرايد وتنزل كتب باسمها. صحيح إنها تعبت أوي لحد ما حققت ده وواجهت انتقادات من المجتمع اللي كان بيرفض نوع الأعمال اللي بتكتبها، إلا إنها في النهاية نجحت. والنجاح ده جه لما كتبت عن اللي جواها وعن الأحداث الحياتية والناس من قلبها.
تفتكروا تأثير جو بالنسبة لبنت عندها 11 سنة لسه ما تعرفش هي عاوزة تبقى إيه في الدنيا وكل اللي تملكه موهبة في الكتابة وحب للمزيكا ممكن يبقى إزاي؟!. جو ظهرت في حياتي عشان ترشدني للسكة اللي المفروض أمشي فيها، وتقولي هو ده حلمك اللي لازم إنك تحققيه. صحيح إني لما كبرت شوية وبطلت أتفرج على الفيلم استخبى الحلم جوايا وتهت في زحمة حاجات مش بتاعتي ومش بتعبر عني، إلا إن تأثير جو جوايا ما ماتش. وأعتقد إني دلوقت بقيت ماشية في أولى الخطوات لتحقيق حلمي الصغير. بس المهم إني أفضل ماشية فيه وأكتب من قلبي وبس!.
***********************************************************************
يُنصح بالاستماع لقائمة المقطوعات الموسيقية المصاحبة لمشاهد الفيلم أثناء قراءة هذه التدوينة الموجودة في الرابط التالي :
انا لم اري الكارتون
ردحذفلكن قرأت القصة بالانجليزية منذ سنوات وعجبتني جدااا
وموجودة عندي الي الان اعشقها هي والحديقة السرية
بصي يا رحاب الكارتون مش مختلف كتير عن القصة أو الفيلم وإنما اتعمل بطريقة تناسب سن الصغار.. بس نصيحة لازم تتفرجي عليه :D .. أنا نفسي أقرأ الرواية بالانجليزي فعلاً بس مش قادرة أتحصل عليها :( ... يمكن لو اتقابلنا بقى أبقى أستلفها منك :))
حذف