الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

على ناصية الطريق

عندما كانت طفلة..
لم يكن أحدهم يترك يدها ويجعلها تسير وحدها أبداً..
فتعلمت أن إحساس الأمان يسكن في راحة اليد..
لكنهم فجأة تركوا يدها وأخبروها بأن عليها تسير وحدها في الطريق..
نظرت إليهم بعينين وجلتين مستعطفتين لكنهم لم يسمعوها..
فسارت في الطريق وهي تبكي..
لكنها خافت أن تحجب الدموعُ الطريقَ عن عينيها فتتوه وتضيع..
عندها توقفت عن البكاء وظلت تمشي وتمشي وتمشي..
حتى أدركها التعب و الإعياء..
فجلست على ناصية الطريق لتستريح..
لكن الجو المحيط حولها كان موحشاً ومقبضاً.. 
فتحسست راحة يدها كي تستمد بعضاً من الأمان والدفء..
لكنها لم تلقَ إلا برودة قارسة..
وبدأ الخوف يستعر في صدرها..
فلم تجد حلاً سوى إحاطة جسدها بذراعيها واحتضانه..
غفت قليلاً، فراودها الحلم بكفٍ حنونة..
كفٍ تسكن في راحتها يدها الكبيرة شكلاً الصغيرة قلباً..
لكنها استيقظت على الخواء..
ومنذ ذلك الحين لم تعد قادرة على مواصلة المسير..
ومازالت تجلس على ناصية الطريق تنتظر تلك الكف..
لعل وعسى أن تشعر ببعض من ذلك الأمان المفقود !!
 

هناك تعليقان (2):

  1. عندك حق ساعات كتير بنتمني احساس الاحتواء حتى ولو نفسي عشان نكمل طريقنا ولو كملناه لوحدنا وده العادي والطبيعي ديما بيكون مليكي الخوف والقلق ربنا موجود طبعا بس احنا بشر ونحتاج نحس بامان ملوس ممثل بلمسة ايد من ممن نستمد منه الامان


    جميلة جدا اسماء

    ردحذف
    الردود
    1. قدرتي تفسري كل اللي جوايا يا انجي بكلام بسيط.. أشكرك جداً على دعمك :)

      حذف