الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

A little bit of heaven


مفتتح :
المجد للأفلام اللي بتقدر تخرجك جزئياً من حالتك الكئيبة وتوصلك رسالة مهمة جداً بطريقة راقية جداً 
***********
 
الأيام دي بتحصل معايا حاجة غريبة جداً.. 
أكون بأقلب في التلفزيون وبالصدفة البحتة ألاقي إحدى قنواتي المفضلة بتعرض فيلم يشدني من أول مشهد.. في البداية بيبقى الانجذاب للفيلم لمجرد التسلية وقتل الوقت.. لكن بمرور المشاهد باكتشف إن القدر جابني قدام التلفزيون وخلاني أفتح القناة دي في الوقت ده عشان أشوف الفيلم ده عشان لازم توصلني رسالة معينة أنا فعلاً مش قادرة أشوفها بعينيا المجردة.. فلازم توصلني عن طريق الخيال الممزوج بالواقع.. ومفيش وسيلة لده غير الأفلام.. النهاردة كان نصيبي أشوف الفيلم ده عشان يأكد لي نفس الرسالة اللي خرجت بيها من فيلم امبارح بالليل.. الرسالة اللي الواقع الكئيب اللي عايشاه حرمني من إني أقدر أحتفظ بيها داخل تلافيف مخي لمدة 24 ساعة بس عالأقل وطيرها مع أول نور للصبح..

الأمر المثير للدهشة هو إنه رغم كآبة الفيلم ظاهرياً إلا إنه كان مليان حياة جوا كل مشهد وكل تفصيلة فيه.. الفيلم تم إنتاجه سنة 2012 بطولة كيت هادسون وجايل جارسيا برنال.. بيحكي قصة مارلي اللي عايشة لوحدها بعيدة عن والدها ووالدتها - الساخطة عليهم دايما - وأكثر علاقتها حميمية هي مع أصحابها سارا وبيتر ورينيه.. 

ومع بداية الفيلم بتبدأ الكآبة بإن مارلي بتكتشف إنها مريضة بسرطان القولون وإنها في مرحلة متأخرة ويا إما تبدأ العلاج الكيميائي - اللي وارد جداً إنه ما يجيبش نتيجة شافية - يا إما تنتظر الموت !! مارلي المحبة للحياة ظاهرياً بتقرر رفض خيار انتظار الموت - اللي صدمها بيها بكل قسوة وبرود الدكتور جوليان- وبتقبل بالعلاج الكيميائي بعد تردد..
خلال رحلة العلاج بتحاول دايما تظهر للكل إنها قوية وكل اللي بتفكر فيه إنها تسعدهم.. بينما في الواقع هي ما كانتش بتفكر غير في إنها هتموت ومش مهتمة بتأثير ده على اللي حواليها.. كانت شايفة إنها هي وبس اللي بتعاني.. يكفي إن الكل هيعيش حياته وهي اللي هتموت !!.. بتحاول أم مارلي تتقرب منها وتقلل الفجوة اللي عملها البُعد بينهم.. البُعد اللي مارلي اختارته كنوع من اللوم اللي بتوجهه للأم عشان ما قدرتش تفهمها ولا تكون علاقة حميمية معاها.. بالعكس كانت دايماً متذمرة من مارلي - رغم إن ده ما كانش بيحصل على الدوام !!.. على الناحية التانية والد مارلي - اللي بنته بتكرهه من لما كانت طفلة وكانت شايفة إنها هتبقى أسعد واحدة في العالم لو كان عندها أب تاني غيره - بيعاني من عدم قدرته على التعبير عن ألمه لمرض بنته قدامها.. كانت مارلي مُستفزة دايماً من عدم إجراءه حوار معاها وإنه كل اللي فكر فيه إنها تروح لأحسن دكتور وتجرب أي علاج مهما كان غالي!!.. الوحيدين اللي كانوا بيساندوا مارلي في تمثيليتها وادعائها للقوة هما بيتر وسارا..
المهم مارلي بتبدأ العلاج الكيميائي وبتبدأ معاه قصتها مع الدكتور جوليان.. جوليان اللي ما قدرش يحافظ على ميثاق العمل بعدم إقامة علاقة مع المرضى وبيقع في حب مارلي.. وهي لأنها كانت محتاجة للحب بتنغمس في علاقتها بيه وبتعيش لحظات سعادة حتى النخاع.. لكن القدر كان لها بالمرصاد لأن العلاج الكيميائي بيفشل.. وحتى العلاج التاني اللي بيعرضه عليها الدكتور المتخصص في الحالات زي حالتها بترفض تكمله بسبب أعراضه الجانبية الكتيرة اللي كانت بتقتل جواها الحياة.. 
وفي لحظة من اللحظات بتبص حواليها.. فتبدأ تركز فعلاً بإنها بتموت وباقي لها أقل من أسبوعين وإن صاحبتها رينيه عايشة حياة جميلة مستقرة.. فيبدأ يحصل عندها نوع من التذمر وبيصيبها الغضب على كل اللي حواليها.. بتهجر جوليان خوفاً من إن إحساسه بيها يكون شفقة.. وبتتخانق مع رينيه عشان كانت دايماً بتبعد عنها وفي الحقيقة إن رينيه ما كانتش قادرة تتحمل ألم إن أعز صاحباتها بتموت.. وأخيراً بتتخانق مع والدتها وتلومها إنها مش قادرة تواجه حقيقة إن بنتها هتموت فعلاً.. وبعد ما بتبعد الكل عنها بتبدأ تهمل في حياتها وصحتها أكتر لحد ما تحصلها حادثة وتلاقي نفسها مرمية قدام الكنيسة.. 
مارلي اللي عمرها ما آمنت بحاجة رغم إنها كانت دايماً بتتمنى إنه يبقى عندها إيمان وكانت بتحسد المؤمنين بالرب عرفت إن دي رسالة من ربنا لها.. فبتقرر تصلح كل حاجة في حياتها وتحاول تجمع تاني كل الناس اللي بتحبهم.. بترجع لجوليان وتتصالح مع أمها وأبوها وأصحابها.. وبتقرر تلحق آخر أيام فاضلة في حياتها وتنبسط وتبسط اللي بتحبهم.. في الحقيقة مارلي بتعترف إنها كانت خايفة إنها ما يكونش لها قيمة وما يكونش وجودها كفاية في حياة أي حد.. لكنها بتتأكد إنها كانت أساس في حياتهم كلهم.. وكفاية عليها نظرة جوليان اللي كانت بتحسسها إنها عايشة فعلاً !!

الحقيقة إن النتيجة اللي خرجت بيها من الفيلم إن الإنسان لازم يعيش حياته لآخر نفس.. ولازم يتأكد فعلاً إن فيه ناس حواليه بتحبه جداً ويمكن تبقى بتتعذب وخايفة من موته أكتر من خوفه هو.. وإن الإيمان جوانا موجود واحتياجنا لربنا دائم مهما حاولنا ننكر ده أو نبعد.. وإن لحظة حب واحدة تعيشها ممكن تساوي عمرك كله !!

   

هناك 6 تعليقات:

  1. انا مش شوفته قبل كده لكن اللى كتبتيه خلانى نفسه اشوفه جدا :)

    ردحذف
    الردود
    1. هبة أنا مبسوطة إني كلامي خلاكي حابة تشوفي الفيلم وأنا فعلاً شايفة إنه يستحق المشاهدة جداً .. عارفة فيه أفلام ساعات بتعدي علينا كده ما تسيبش أي أثر وفيه أفلام تعلم جوانا أوي بس احنا لازم نبقى مركزين واحنا بنتفرج وساعتها هنبقى اتسلينا وكمان استفدنا ولا إيه رأيك ؟!
      سعيدة جداً بمتابعتك وتعليقك ^_^

      حذف
  2. عرض جميل للفيلم، وشوقتيني اتفرج عليه لأني بحب النوعية دي من الأفلام.

    ردحذف
    الردود
    1. بجد يا أحمد إنت شايف إني عرضت الفيلم حلو ؟؟ .. أومال أنا ليه حاسة إنه كان ممكن أكتب عنه أحسن من كده؟! اللعنة على الرغبة في تحقيق الكمال :D..
      طب أنا عندي اقتراح إيه رأيك تتفرج عليه وتكتب تدوينة إنت كمان وتعملي فيها منشن ؟! وكده ياعم يبقى ليا عندك تدوينتين واحدة عن الفيلم والتانية عن عشق الورق الأصفر فاكر ولا نسيت ؟ ;)

      حذف
  3. هو كدا المفروض انها فى اخر الفيلم مماتتش وبرأت؟

    ردحذف
    الردود
    1. لأ للأسف ماتت بس قبل ما تموت قدرت تتصالح مع نفسها ومع كل حاجة كانت مضايقاها وبقى عندها نوع من الإيمان وقدرت تتأكد من إنه كان لها قيمة في حياة كل اللي حواليها وإن حياتها ما كانتش مجرد عبث

      حذف