امتى آخر مرة حسيت فيها إنك عايش بجد ؟!
سؤال صعب مش كده ؟!.. الفيلم ده هو اللي خلاني أفكر في السؤال ده النهاردة.. أغلبنا بيعيش حياته بشكل روتيني.. بيقول لأ على حاجات كتير وأنشطة كتير نفسه يعملها.. يعني بيتخلى عنها بإرادته أو غصب عنه إما لطبيعة شخصية فيه أو لظروف الحياة تمام زي بطل الفيلم..
كارل - بطل الفيلم - مجرد موظف في بنك مش بيحب شغله وبيطلق مراته.. نتيجة لشخصيته المنغلقة ودواعي الاكتئاب اللي صابته بعد الطلاق بيبعد عن أصحابه.. لحد ما بيحضر سيمنار عن قوة كلمة "نعم Yes" وإزاي لازم تبقى أسلوب حياة.. في السيمنار ده بيخرج كارل بعد ما يكون قطع وعد بإنه هيقول نعم لأي نشاط وأي فعل يتطلب منه إنه يقوم بيه..
في البداية بيحس كارل إن موافقته على الحاجات اللي الناس بتطلب منه إنه يعملها عبء عليه.. لكن لما بيقابل أليسون وبتتغير طبيعة علاقته بمديره للأفضل ويترقى في شغله ويعيش بشكل أفضل من اللي كان عليه قبل كده بيحب الموضوع جداً.. لكن عمره ما بيكون موافقته على القيام بأي فعل نابع من اقتناعه أو رغبته بإنه فعلاً يعمل ده.. لحد ما بتيجي لحظة بيتم القبض عليه فيها هو وأليسون بعد الشك فيه بإنه إرهابي.. وقتها بتعرف أليسون الحقيقة وبتتخيل إنه كل اللي قاله لها أو موافقته على عمل أي حاجة طلبتها ما كانتش نابعة منه وبتسيبه.. بيفضل بعدها كارل مستمر في عمل حاجات هو مش موافق عليها تماماً أو عاوزها لحد ما طليقته بتحاول إنها تستميله لها تاني.. وقتها بيرفض لكنه بيخاف من تأثير كلمة لأ عليه.. بيرجع للشخص اللي قدم السيمنار وبيطلب منه إنه يلغي الاتفاق ويساعده ويحميه من غضب الكون لما يقول لأ على حاجة هو مش عاوز يعملها.. وقتها بيفهمه إنه مفيش حاجة اسمها الكون يغضب عليه لما يقول لأ وإن مفيش قوة خفية ورا كلمة نعم.. وكل الفكرة إنه يفتح بيبان عقله لكل الاحتمالات، ويستخدم حقه في قبول أو رفض الأشياء بشكل صحيح وبالتالي يقدر يعيش حياته بشكل أفضل من غير حرمان أو روتينية أو تطرف..
في نهاية الفيلم بيرجع كارل لأليسون وبيقولها إنه بيحبها وعاوزها لكن مش هيوافق على خطوة إنهم يعيشوا مع بعض.. وهو من الأول كان عاوز يقولها كده بس خاف إنها تسيبه بعد ما حياته بقت أجمل وهي اللي عمرها ما خافت من حاجة.. هي بتفهمه إنها هي كمان بتخاف لكن بتحاول تعيش حياتها بالشكل اللي يرضيها مش الشكل اللي الناس عاوزاه !..
الخلاصة اللي خرجت بيها من الفيلم إن الواحد لازم يعيش حياته ويستمتع بيها على قد ما يقدر وما يحبس نفسه في سجن.. والأهم إنه يكون قادر على الانفتاح على كل الخيارات والاحتمالات ويعرف إمتى يقول آه وامتى يقول لأ !