تنتهي من مراجعة مقالها الأسبوعي قبل إرساله إلى الجريدة.. تناديه ليقرأه للمرة الأخيرة، فهي لا تطمئن إلى إرساله دون أن يلقي هو عليه نظرة أخيرة فاحصة.. لا يقوم فيها بتعديل ما كُتب بل يخبرها ببضع ملاحظات، وما هي الفقرات التي ستنال إعجاب القراء، وما هي العيوب التي يراها في الأسلوب، والنواقص التي كان يمكن تلافيها في المقال لتأخذ حذرها في المرة القادمة.. وقد حاولت في السابق إجراء تعديل بعد أن استمعت إلى ملاحظاته لكنه كان يردعها قائلاً :
"في النقصان جمال مخفي.. ولا تعتمدي على رأي قارئ واحد مهما بلغ علمه ووعيه.. اتركي المجال واسعاً لتلقي المزيد من التعليقات والتفاعل من القراء الآخرين"..
يغادرها بعد أن أتم مهمته ويعود إلى الكتاب، الذي كان يقرأه.. تلتفت مرة أخرى إلى شاشة الكمبيوتر.. تضغط زر الإرسال وتنهض من أمام الشاشة.. تحرك أطرافها لتعود دورتها الدموية إلى السريان بانتظام من جديد.. تتجه نحوه وتحيط رقبتها بذراعيها كطفلة صغيرة والابتسامة تعلو وجهها.. تقول له : "ماذا تقرأ؟!"..
يلتفت إليها ويرد بابتسامة أوسع : "مجرد كتاب !".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق