مشهد 1 :
المكان : في الشارع - في المكتب
الزمان : الساعة 8 صباحاً
الحدث : بدأ الناس في الذهاب بانتظام لأعمالهم وعلى وجوههم هدوء حذر مشوب ببعض التوتر ومازال الحديث عن السياسية والأحداث في المكاتب هو الحال السائد .. لكن هل قدم أحدهم حلاً للوضع ؟! .. لا بالطبع ويظل الجميع بين معارض ومؤيد لكن في جهل !!
مشهد 2
المكان : في الشارع
الزمان : الساعة الثانية ظهراً
الحدث : أسير عائدة إلى المنزل بعد انتهاء دوام العمل .. عاد أصحاب المحلات التجارية إلى مزاولة نشاطهم والسعي إلى كسب رزقهم .. أغلب المحلات التي مررت بها في المنطقة كان أصحابها مسيحيون ..وجدتهم يجلسون أمام وبداخل محلاتهم في هدوء حذر مشوب ببعض القلق .. لكن الحقيقة الغالبة هي أن الجميع قد سئم الجلوس في المنزل وكرهوا شاشات التلفاز وأخبار الدم والهدوء القاتل الذي يعيث حولهم في ساعات الحظر التي تبدأ من الساعة السابعة مساءً .. أتنقل بين الشوارع في طريق العودة فأرى باعة الخضر والفاكهة الجائلين يفترشون الشارع والأرصفة بأعداد كبيرة وتوازيها أعداد الناس الذين جاءوا ليشتروا احتياجاتهم .. يمكنني تلخيص المشهد في عدة جمل :
"أكل العيش مُر" .. السعي نحو الرزق هو سيد الموقف ولا يعبأ باختلاف الأديان "فالمحلات تتراص بجوار بعضها وترى محلاً صاحبه مسيحي ويقف بجواره المسلم صاحب المحل الذي يجاور محله".. وهكذا تستمر الحياة كما يستمر نزيف الدم !!
مشهد 3 :
المكان : بهو المبنى الذي أعمل به
الزمان : بدءاً من وقت الظهيرة وحتى موعد الانصراف من كل يوم منذ بدء الأحداث
الحدث : يجلس عساكر الأمن المركزي وأفراد الدفاع المدني في ترقب مشوب ببعض التكاسل .. يروي أحدهم لزملائه كيف اقتحم المتظاهرون مبنى محافظته .. ويبدو من لكنته أنه ليس من أهل مدينتي بل هو من محافظة أخرى .. ترى في عيونهم القلق الصامت .. يجلس بعضهم يتناول طعام الغداء أو يشربون أكواب الشاي محاولين نسيان حقيقة ما هم فيه أو التفكير فيما قد يلحق بهم كما لحق بزملائهم في أماكن أخرى .. يفترش آخرون الأرض محاولين اختطاف قيلولة بسيطة بعيداً عن أعين قادتهم .. ولا أملك أن أعنون المشهد إلا بعدة كلمات : بؤس .. جهل .. حماية .. أعداء وهميون !!!
مشهد 4
المكان : مكتب الإدارة المجاورة للإدارة التي أعمل بها
الزمان : قرب موعد الانصراف في الثانية ظهراً
الحدث : يتحدث أحد الموظفين المؤيدين قائلاً : "وليه محدش قرب من المطرانيات بتاعتكم.. ليه اتحرقت الكنايس بس ؟!.. عموماً بكرة يبنيلكم الجيش كنايس أحسن منها وأهه كله بفلوسنا !" .. يبدو هنا أنه كان يخاطب أحد العمال الموجودين في مقر عملي وهو يدين بالمسيحية .. يرد عليه العامل قائلاً : "وليه بفلوسكم يعني؟" .. يقول الموظف : "أيوا هايبنوهالكم من فلوس الضرايب اللي احنا بندفعها .. هو انتم خسرانين حاجة؟!" .. يضحك العامل ولست أدرِ إن كان يضحك سخرية أم لتغيير دفة الحديث فأنا لم أكن بداخل المكتب الذي يدور فيه الحديث .. لكن يبقى بداخلي شعور بالحزن والحسرة.. فمازال هناك لفظة "احنا وانتم" .. ألسنا أبناء وطن واحد ؟َ! .. لقد أصبحت أشك في هذا أحياناً؟!.. كاذب من يقول أن هناك وحدة وطنية كاملة طالما كان هناك بيننا مثل هذا الموظف وطالما بقي هناك حرق كنائس وتذكية نعرة أن هناك حرب على الإسلام .. وطالما بقي الجيش يوجه أموال الدولة نحو أشياء أقل أهمية من أشياء أخرى .. فبدلاً من تسلييح الوطن وسد احتياجات الفقراء بشكل عملي وليس بشكل ظاهري كما حدث في موضوع فك كربة "الغارمات"، تُوجه أموال الوطن نحو المزيد من دور العبادة دونما فائدة.. فما نفع كثرة دور العبادة إذا كانت الذمم خربة والنفوس تؤمن بالرب إيماناً ظاهرياً؟!!!
المكان : في الشارع - في المكتب
الزمان : الساعة 8 صباحاً
الحدث : بدأ الناس في الذهاب بانتظام لأعمالهم وعلى وجوههم هدوء حذر مشوب ببعض التوتر ومازال الحديث عن السياسية والأحداث في المكاتب هو الحال السائد .. لكن هل قدم أحدهم حلاً للوضع ؟! .. لا بالطبع ويظل الجميع بين معارض ومؤيد لكن في جهل !!
مشهد 2
المكان : في الشارع
الزمان : الساعة الثانية ظهراً
الحدث : أسير عائدة إلى المنزل بعد انتهاء دوام العمل .. عاد أصحاب المحلات التجارية إلى مزاولة نشاطهم والسعي إلى كسب رزقهم .. أغلب المحلات التي مررت بها في المنطقة كان أصحابها مسيحيون ..وجدتهم يجلسون أمام وبداخل محلاتهم في هدوء حذر مشوب ببعض القلق .. لكن الحقيقة الغالبة هي أن الجميع قد سئم الجلوس في المنزل وكرهوا شاشات التلفاز وأخبار الدم والهدوء القاتل الذي يعيث حولهم في ساعات الحظر التي تبدأ من الساعة السابعة مساءً .. أتنقل بين الشوارع في طريق العودة فأرى باعة الخضر والفاكهة الجائلين يفترشون الشارع والأرصفة بأعداد كبيرة وتوازيها أعداد الناس الذين جاءوا ليشتروا احتياجاتهم .. يمكنني تلخيص المشهد في عدة جمل :
"أكل العيش مُر" .. السعي نحو الرزق هو سيد الموقف ولا يعبأ باختلاف الأديان "فالمحلات تتراص بجوار بعضها وترى محلاً صاحبه مسيحي ويقف بجواره المسلم صاحب المحل الذي يجاور محله".. وهكذا تستمر الحياة كما يستمر نزيف الدم !!
مشهد 3 :
المكان : بهو المبنى الذي أعمل به
الزمان : بدءاً من وقت الظهيرة وحتى موعد الانصراف من كل يوم منذ بدء الأحداث
الحدث : يجلس عساكر الأمن المركزي وأفراد الدفاع المدني في ترقب مشوب ببعض التكاسل .. يروي أحدهم لزملائه كيف اقتحم المتظاهرون مبنى محافظته .. ويبدو من لكنته أنه ليس من أهل مدينتي بل هو من محافظة أخرى .. ترى في عيونهم القلق الصامت .. يجلس بعضهم يتناول طعام الغداء أو يشربون أكواب الشاي محاولين نسيان حقيقة ما هم فيه أو التفكير فيما قد يلحق بهم كما لحق بزملائهم في أماكن أخرى .. يفترش آخرون الأرض محاولين اختطاف قيلولة بسيطة بعيداً عن أعين قادتهم .. ولا أملك أن أعنون المشهد إلا بعدة كلمات : بؤس .. جهل .. حماية .. أعداء وهميون !!!
مشهد 4
المكان : مكتب الإدارة المجاورة للإدارة التي أعمل بها
الزمان : قرب موعد الانصراف في الثانية ظهراً
الحدث : يتحدث أحد الموظفين المؤيدين قائلاً : "وليه محدش قرب من المطرانيات بتاعتكم.. ليه اتحرقت الكنايس بس ؟!.. عموماً بكرة يبنيلكم الجيش كنايس أحسن منها وأهه كله بفلوسنا !" .. يبدو هنا أنه كان يخاطب أحد العمال الموجودين في مقر عملي وهو يدين بالمسيحية .. يرد عليه العامل قائلاً : "وليه بفلوسكم يعني؟" .. يقول الموظف : "أيوا هايبنوهالكم من فلوس الضرايب اللي احنا بندفعها .. هو انتم خسرانين حاجة؟!" .. يضحك العامل ولست أدرِ إن كان يضحك سخرية أم لتغيير دفة الحديث فأنا لم أكن بداخل المكتب الذي يدور فيه الحديث .. لكن يبقى بداخلي شعور بالحزن والحسرة.. فمازال هناك لفظة "احنا وانتم" .. ألسنا أبناء وطن واحد ؟َ! .. لقد أصبحت أشك في هذا أحياناً؟!.. كاذب من يقول أن هناك وحدة وطنية كاملة طالما كان هناك بيننا مثل هذا الموظف وطالما بقي هناك حرق كنائس وتذكية نعرة أن هناك حرب على الإسلام .. وطالما بقي الجيش يوجه أموال الدولة نحو أشياء أقل أهمية من أشياء أخرى .. فبدلاً من تسلييح الوطن وسد احتياجات الفقراء بشكل عملي وليس بشكل ظاهري كما حدث في موضوع فك كربة "الغارمات"، تُوجه أموال الوطن نحو المزيد من دور العبادة دونما فائدة.. فما نفع كثرة دور العبادة إذا كانت الذمم خربة والنفوس تؤمن بالرب إيماناً ظاهرياً؟!!!
*******************
في الختام : المشهد العبثي الأوحد .. أرى الدكتور الشهيد أحمد بسيوني والشهيد مصطفى الصاوي وجميع شهداء ثورة 25 يناير والشيخ الشهيد عماد عفت والشهيد مينا دانيال والشهيد علاء عبد الهادي "الطالب بكلية الطب جامعة عين شمس" و شهداء أولتراس أهلاوي ضحايا مجزرة بورسعيد ينظرون إلينا من عنان السماء ويصبون جام غضبهم ولعناتهم علينا جميعاً فور سماعهم لخبر براءة الرئيس المخلوع سابقاً "محمد حسني مبارك" !!!!!!!!!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق