السبت، 31 مايو 2014

نساء صغيرات Little Women

 
في حياة الإنسان فيه حاجات بيقابلها في مرحلة ما من عمره بتشكل وعيه، وتبقى زي المعجزة اللي ممكن تخلقه من أول وجديد. بالنسبة لي فيلم نساء صغيرات كان هو الحاجة أو المعجزة اللي سابت بصمة إيجابية في شخصيتي وغيرت حياتي تماماً. الفيلم مقتبس عن رواية بنفس الاسم للكاتبة لويزا ماي ألكوت، اللي هي بتعتبر سيرة ذاتية أو نصف ذاتية عن حياة الكاتبة نفسها. في الرواية بتتكلم الكاتبة عن أسرة صغيرة مكونة من أم وأربع بنات في مراحل سنية مختلفة، بيسافر والدهم لأداء الواجب الوطني أثناء الحرب الأهلية الأمريكية. وخلال أحداث الرواية بتحكي الكاتبة إزاي الأربع بنات قدروا ينضجوا ويلاقوا سكتهم في ظل ظروف شديدة الصعوبة بسبب الفقر. 
من الجدير بالذكر إن بداية تعارفي بقصة النساء الصغيرات دول ما كانتش عن طريق الرواية ولا الفيلم وإنما بمشاهدتي لمسلسل كارتوني يحمل نفس الاسم. أفتكر كان عندي 8 سنين لما شفت المسلسل ده واتعلقت بشخصيات البنات الأربعة. وكانت دي بداية تشكيل الوعي بالنسبة لي. ثم تبعها قراءتي وأنا عندي 11 أو12 سنة تقريباً لكتاب مترجم عن الرواية إلى العربية، هو في الأصل ضمن سلسلة لكتب الناشئة اللي بتقدم ترجمة للروايات الأجنبية. وبالرغم إن الكتاب ما تناولش كل الأحداث اللي وردت في الرواية الأصلية، واللي عرفتها بعد كده من مشاهدتي للفيلم اللي بنفس العنوان، إلا إن تأثير الكتاب كان عميق جداً.
زي ما قلت من شوية إن تعلقي بشخصيات البنات الأربعة كان بداية لتشكيل وعيي. كل واحدة فيهم بفكرها وتصرفاتها وأحلامها ومشاعرها رسمت خط في شخصيتي. ميج علمتني إحساس المسئولية والاهتمام. وبيث زودت جوايا حبي للموسيقى وإحساسي بالناس اللي حواليا. وإيمي - آخر العنقود - كانت هي اللي بتفكرني إن الاهتمام بالمظهر والهواية شيء مهم في حياة الإنسان. لكن الشخصية الأهم والأقرب إلى قلبي كانت شخصية جوزفين أو جو زي ما كانوا بينادولها. 
جو كانت قريبة مني لأنها كانت بتشبهني أو كنت باحس إني شبهها. متمردة نوعاً ما، بتحب إخواتها جداً، صديقة جيدة جداً ، بتسعى لتحقيق ذاتها وبتعتز بأبوها وأمها جداً، ولا ترى أبداً إنه المفروض يكون فيه فرق بين الراجل والست لأن كلاهما إنسان. لكن الأهم بالنسبة لي هو موهبتها في الكتابة ورغبتها في إنها تكون روائية. جو في الفيلم فضلت تعافر وانتقلت من بيت أسرتها في القرية الصغيرة وسافرت نيويورك عشان تحقق حلمها بإنها تكون كاتبة روايات وتنشر أعمالها في الجرايد وتنزل كتب باسمها. صحيح إنها تعبت أوي لحد ما حققت ده وواجهت انتقادات من المجتمع اللي كان بيرفض نوع الأعمال اللي بتكتبها، إلا إنها في النهاية نجحت. والنجاح ده جه لما كتبت عن اللي جواها وعن الأحداث الحياتية والناس من قلبها.
تفتكروا تأثير جو بالنسبة لبنت عندها 11 سنة لسه ما تعرفش هي عاوزة تبقى إيه في الدنيا وكل اللي تملكه موهبة في الكتابة وحب للمزيكا ممكن يبقى إزاي؟!. جو ظهرت في حياتي عشان ترشدني للسكة اللي المفروض أمشي فيها، وتقولي هو ده حلمك اللي لازم إنك تحققيه. صحيح إني لما كبرت شوية وبطلت أتفرج على الفيلم استخبى الحلم جوايا وتهت في زحمة حاجات مش بتاعتي ومش بتعبر عني، إلا إن تأثير جو جوايا ما ماتش. وأعتقد إني دلوقت بقيت ماشية في أولى الخطوات لتحقيق حلمي الصغير. بس المهم إني أفضل ماشية فيه وأكتب من قلبي وبس!.
***********************************************************************
يُنصح بالاستماع لقائمة المقطوعات الموسيقية المصاحبة لمشاهد الفيلم أثناء قراءة هذه التدوينة الموجودة في الرابط التالي :
 

الجمعة، 30 مايو 2014

طائرات ورقية

أخذ ينتزع في هدوء بضعاً من أوراق النتيجة المعلقة على الحائط.. لم يهتم بتجاوز تاريخ اليوم، ولا بقصاصات الورق المتناثرة من الرزمة الكبيرة المثبتة في لوح الكارتون فوق الحائط.. فقط جلس إلى الطاولة وأخذ يصنع من الأوراق المستطيلة الصغيرة طائرات ورقية.. وبعد أن انتهى من صنع عدد لا بأس به منها، أخذ يكتب على أحد جانبي كلٍ منها أمر من الأمور التي تضايقه أو صفة سلبية فيه.. ثم حمل كومة الطائرات الورقية تلك بين يديه وخرج إلى الشرفة.. أخذ يطيرها واحدة تلو الأخرى ويستمتع بمنظرها وهي تبتعد عنه ثم تسقط أرضاً.. وهكذا دواليك حتى انتهت الكومة تماماً فشعر بالراحة، بعدما كادت ضلوعه تتحطم من فرط الضيق الذي كان يشعر به.. عندها غادر الشرفة واتخذ موقعه أمام التلفاز يشاهد فيلماً صادف أنه من أفلامه المفضلة.. 
في تلك الأثناء مر طفل صغير أسفل الشرفة التي كان يقف فيها الشاب منذ قليل.. لكنه توقف قليلاً فقد استرعى انتباهه كومة من الطائرات الورقية موجودة أسفل الشرفة.. ود لو أن بإمكانه اللعب بها، لكنه أكمل سيره سريعاً.. فقد كانت أمه في انتظار عودته بأغراض منزلية طلبتها منه !! 

الخميس، 29 مايو 2014

معجزة

و كانت كل يوم بتروح تنام على أمل إنها هتصحى وتلاقي المعجزة اللي بتستناها اتحققت.

ابتلاء

أقسى أنواع الابتلاء هي أمراض القلوب .. 
اللهم عافنا منها ونقي قلوبنا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس..

الثلاثاء، 27 مايو 2014

خواطر متفرقة

 أسوء شيء في الوجود عندما تكون على قناعة بأمر ما أو قضية ما لست قادراً على الدفاع عنها.. والسبب هو أنك لا تملك الحجج الكافية لإقناع الطرف الآخر .. أكره تلك الحالة لأنها تشعرني بالضعف وأنا لا أحب الضعف ..

***********

أؤمن بالعلامات كثيراً لكنني لا أجيد تفسيرها على نحو جيد.. منذ أسبوع كنت أود قراءة رواية ساق البامبو.. كنت أحاول الوصول إلى حل مع نفسي.. فإما شرائها وإما استعارتها من صديق.. وبينما أنا في حالة مفاوضات مع نفسي تصلني هدية من صديقة عزيزة من الاسماعيلية.. أفتح الطرد الذي وصلني عبر البريد السريع لأجد رواية ساق البامبو أمامي وبداخلها رسالة تحمل أرق الكلمات !
سعدت كثيراً جداً جداً وفسرت ذلك بأنها علامة على أن الله أراد إدخال السعادة على قلبي من خلال واحدة من عباده.. ثم عدت وقلت إنها علامة على أن رغباتي وأمانيي ستتحقق في وقت لا أتوقعه.. عندما بدأت في قرائتها أنارت جملة ما بإحدى الصفحات ضوء ما داخل عقلي أو دعوني أقول أنها ضربت وتراً داخل القلب.. فقد تذكرت حين نصحني صديق آخر بأن أقرأها وألح في ذلك.. عندما أنهيت الرواية فهمت سبب ذلك الإلحاح.. لكنني لم أعرف هل كان مجيء الرواية علامة على أنني سأفهم وأعذر وأكون أكثر قدرة على تجاوز تلك المرحلة من حياتي؟!.. كل ما أستطيع قوله هو أن الرواية أكدت لي بضع حقائق :
* لا مجال للصدف .. فكل شيء يحدث بسبب ولسبب
* الغياب شكل من أشكال الحضور
* السعادة المفرطة كالحزن تماما تضيق بها النفس إن لم تشارك بها أحداً
* الهدايا رسول المحبة الصادق والمشاعر الطيبة لا تحتاج إلى لغة لإظهارها   
* سيظل لكلام الناس سلطة أكبر من أي سلطة حولنا 
أما عن تحقق تلك العلامة الأخيرة وكوني قد فهمت فلا أظن ان هذا قد حدث !.. لكن ستظل سعادتي بهذه الرواية هي الشيء الأهم.

**********
  
" نقطة المياه أهم وأغلى بكثير من لقمة العيش"  
انقطاع المياه يجعلني دائماً في حالة امتنان واستشعار لهذه النعمة العظيمة.. لكن يبقى أن هذا الانقطاع يتسبب في الغالب بإفساد يومي.. ويثير الأمر في ذهني أسئلة عديدة معها بأنني إنسانة مرفهة وأن العالم بائس جداً من حولي وأنني عاجزة عن تغيير ذلك الوضع البائس.. أصاب بالضيق من ذلك الخاطر وأفكر كيف لا يفكر المسئولون في العالم - كل المسئولين - أنهم محاسبون عن كل ذلك البؤس المستشري.. بؤس يمكن أن يختفي جزء منه لو وفرت لمن يعانون منه بعضاً من الماء !!

***********

أصدقاء العالم الافتراضي ..
أنتم باعثين على البهجة بشكل لا يمكن وصفه .. شكراً لأنكم موجودون في حياتي.
إهداء إلى لبنى أحمد     

الاثنين، 26 مايو 2014

أُنْسْ






في أحد المقاهي بذلك البلد الأوروبي - البارد جواً في الشتاء ومشاعراً في الصيف - اعتاد الجلوس.. كان ينتحي بجريدته أو دفتره الصغير يقرأ أو يكتب يومياً في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً.. إلى هنا أمره لم يكن غريباً أو يثير العجب.. حتى ظهرت هي ذات نهار فتبدل الحال.. استبدل الجريدة بوردتين حمراوين وأبقى على الدفتر.. يمارس طقوسه الروتينية المعتادة من شرب القهوة وتناول وجبة خفيفة وكتابة الخواطر.. لكن طريقة الكتابة اختلفت هذه المرة واختلفت معها زاوية الرؤية.. فقد صار يجلس في وضع يهيئ له النظر إليها دون أن تلاحظه.. وحمل هذا الاختلاف روتيناً جديداً محبباً إلى نفسه.. فإلى جانب روتين الجسد صار هناك روتين للروح والقلب.. ينظر إليها وأصابعه تعبث بالوردتين.. ثم يتناول إحداهما ويتنسم عبيرها بشوق.. وبعد أن يمتلئ صدره بعبقها يعيدها إلى الطاولة مرة أخرى.. يدون بضع كلمات في دفتره لا يقاطعه إلا زفرات حارة قادمة من أعماق قلبه.. ينهي الكتابة ويطلب من النادل حسابه.. ينهض ممسكاً بدفتره ووردة حمراء تاركاً الأخرى فوق الطاولة.. فقط كي تؤنس جميلته في الطاولة المقابلة حتى لقاء الغد. 

بنت الحارس

زمان ما كنتش بحب أتفرج على أفلام فيروز رغم إني كنت باعشق أغانيها.. كنت باحس إن أفلامها مملة جداً وبناء عليه كنت بقلب القناة أول ما ألاقي فيلم..  ومن سنة أو أكتر شوية وأنا باقلب في التليفزيون لقيت فيلم بنت الحارس بيتعرض على قناة روتانا كلاسيك أو روتانا أفلام مش فاكرة .. طبعاَ شدني إن أتفرج عليه في البداية هو إني أسمع أغاني فيروز : يا عاقد الحاجبين - نسم علينا الهوا - يلا تنام - غيبي ولا تغيبي - طيري يا طيارة - تك تك يا أم سليمان - اطلعي يا عروسة.. كنت مستمتعة بالأغاني طبعاً بس شوية شوية بقت أحداث الفيلم هي اللي شداني إني أتفرج.. فكرة الاستغناء عن حارسين البلدة أو الضيعة "أبو نجمة و صالح" بحجة إن البلد بقت أمان ومش محتاجة دوريات حراسة أو أمن.. قمة الظلم إن رئيس البلدية ومعاونيه ما يفكروش بإن قرارهم ده هيقلب كيان أسرتين بحالهم ويعرضهم لذل الحاجة والبعد عن بلدتهم وعيالهم عشان خاطر لقمة العيش.. ومش بس كده لأ كمان تبلغ بيهم الوضاعة إن واحد فيهم يطمع في مكافأة نهاية الخدمة الخاصة بالحارسين ويستولي عليها بطريقة ذكية والاسم إنه بيدفع لهم من جيبه لأ وكمان يكتب عليهم كمبيالات ويفرض عليهم فوايد !!..
طب إيه حتنهزم الطيبة قصاد الظلم والطمع ؟!.. لأ طبعاً طول ما نجمة بنت الحارس -اللي قامت بدورها العظيمة فيروز- موجودة.. نجمة كانت طيبة بس ذكية وفهمت إنه الحل الوحيد عشان والدها وصالح يرجعوا شغلهم هو إنه يكون فيه "بعبع" يزعزع أمان " الظالمين الكبار" ويحقق العدل "للغلابة الصغيرين".. فبتخترع شخصية مجرم ينزل عالبلد في الليل وهو مغطي وشه بكوفية وكل يوم يهجم على بيت من بيوت الظالمين دول من رئيس البلدية ومعاونيه .. ما كانش بيأذي حد فيهم لكن بس كان بيخوفهم ويرجع حقوق الناس المغتصبة منهم وفي النهاية يكشف كدبهم وظلمهم قدام الناس كلها.. لكن الدايرة بتضيق على شخصية أبو الكوفية خاصة بعد رجوع أبو نجمة وصالح للخدمة بس في السر وباتفاق مع مسئول أعلى في مقابل إنهم يقبضوا على أبو الكوفية.. فبتضطر في النهاية للكشف عن حقيقة الشخصية لكن بذكاء بيحميها من المساءلة وبيرجع لأبوها وصالح مكانتهم وسط أهل البلدة   
جمال الفيلم بقى في البساطة اللي فيه.. بساطة حياة أهل البلدة وأحلامهم.. بساطة وجمال الفساتين اللي البنات كانت بتلبسها.. بساطة الحبكة والتمثيل.. 
أما عن فيروز فحدث ولا حرج .. كانت بتمثل بعينيها وبتغني بقلبها.. ما كانتش بتحاول تتكلف أو تخترع.. كل اللي عملته إنها عبرت عن شكل الحياة جواها وحواليها وإحساسها بيها وبس !
حقيقي متعة ما بعدها متعة لما تشوف فيروز وتسمعها في نفس الوقت.. بنت الحارس شكراً لكِ إنتِ أبهجتِ لي مسائي.