الجمعة، 7 مارس 2014

مشروع النيل

"هو أنا ليه عمري ما سمعت المزيكا دي في مصر؟!.. لازم أروح سان فرانسيسكو عشان أسمع مزيكا أثيوبية؟!"
دي كانت الفكرة اللي انطلق منها مينا جرجس لتأسيس ما يسمى بـ مشروع النيل .. والمشروع ده عبارة عن فريق من المطربين والعازفين من مختلف دول حوض النيل بيقدم مزيكا تعبر عن روح المنطقة دي.. وإذا كانت السياسة والأطماع الاقتصادية والمؤمرات بتحاول تفرق الشعوب.. فالمزيكا هي الوحيدة اللي قادرة تهزم ده كله، وتخلي كل جار يعرف ثقافة جاره بأسهل وأمتع الوسائل !!..
تحية احترام وتقدير وحب لمشروع النيل .. 
---------------------------------------------------------------------------------
الموقع الرسمي لمشروع النيل  
الصفحة الرسمية لمشروع النيل على الفيس بوك

الخميس، 6 مارس 2014

الشارد

أخذ يمشي بخطوات متثاقلة في الشارع الواسع.. كان الهدوء يلف الأجواء من حوله.. وكيف لا يحدث ذلك والوقت قد تجاوز منتصف الليل ببضع ساعات.. لم يتبرم أو يتضايق من ذلك الهدوء، فبداخله كان هناك صخب يتزايد ويتناقص حسب نوع النقاش الدائر بين الأفكار المتزاحمة بداخل رأسه الصغير.. ومع كل هذا الصخب أخذ يحاول التفاعل مع ذلك الهدوء من حوله.. 
البيوت الصامتة المقفلة على كل المتناقضات التي يمكن تخيلها في الحياة.. أحد الباعة مازال يعمل حتى وقت متأخر، وجده يجلس أمام محله يستمع في انسجام إلى موسيقى ما تنبعث من راديو صغير بجواره.. يسير مبتعداً عن هذا المحل وينغطف يساراً، لتفاجئه دراجة نارية مرت مسرعة بجواره.. كان صاحب الدراجة يتمايل بها يميناً ويساراً على نغمات مريعة لأغنية شعبية لا يمكن لأحد تفسير فحواها.. "يبدو أنه مخموراً" هكذا حدث نفسه.. لكنه فكر قليلاً، لماذا حكم على السائق بأنه كان مخموراً؟ ماذا لو كان سعيداً أو بداخله جرعة نشاط زائدة اختار التعبير عنها بهذه الطريقة ؟!!.. مط شفتيه إلى الأمام وتثائب ثم أكمل سيره.. 
مر بجوار بناية مبنية على الطراز الباروكي أو الفيكتوري ربما.. تساءل، متى سيحين موعد هدم هذا الجمال؟!.. يبدو أن القبح قد أصابه نوع من "الزهايمر"، وغفل عن تلك البناية التي ينطق كل جزء فيها بالدفء والحميمية.. أطلق زفرة حارة ثم توقف فجأة.. لقد لاح أمامه تقاطع، ووجب عليه أن يحدد إلى أين سيتجه.. لكنه حقاً لم يكن يدري إلى أين عليه أن يذهب !.. فمنذ جاء إلى الدنيا وهو لا يدري له سكناً، وحكم عليه القدر بأن يكون الشارع هو موطنه ورفيقه.. تنهد وأغمض عينيه منتظراً إشارةً من الريح لتخبره أي اتجاه عليه أن يسلك.. وكانت الريح كريمةً معه، فحملت له إشارةً صوتيةً قادمةً من نهاية الشارع الممتد أمام ناظريه.. فسار إلى الأمام تقوده أذناه لمعرفة مصدر الصوت.. حتى وجدها هناك تطل من إحدى الشرفات، وهي تترنم بنغمات غريبة لم يسمعها من قبل.. استغرب تواجدها في ذلك الوقت المتأخر، لكنه لم يشغل باله كثيراً بالسؤال فقد سحره بياضها.. وتسمر أسفل شرفتها فلمحته بطرف عينيها.. أخذت تروح وتغدو أمامه في دلال، ثم نظرت فجأة إلى عينيه مباشرةً.. 
كانت مجرد نظرة لكنها حملت الكثير من المعاني.. لوهلة شعر بالحنان والحب والدفء يغمره.. وهتف بداخله: "وأخيراً وجدت وطني وسكني.. قرر ألا يبارح مكانه منتظراً أن تلوح بشائر الصباح، ليصعد إليها ويخبرها بكل ذلك.. ثم يرجوها أن يبقى إلى جوارها طول العمر.. لكن حدث شيء لم يكن في الحسبان.. فقد ظهر فجأة شبح كائن أسود ضخم الحجم، ووقف إلى جوارها.. عندها أدارت ظهرها إلى الشارع وأخذت تتمسح في ذلك الكائن الضخم، الذي لم يكن سوى قط شيرازي أسود اللون.. فرفع ذلك القط قائمته وأحاط بجسدها السيامي الناعم.. وقع هذا الأمر على صاحبنا الشارد كخنجر مغروس في القلب.. خفض رأسه أرضاً وحدث نفسه قائلاً:
لا يجب عليك أن تتطلع إلى ما هو أعلى منك، وألا تحلم بالحب أو السكن.. فأنت مجرد قط من قطط الشوارع !!  

الأربعاء، 5 مارس 2014

محاولة شعرية

قالوا سماك ليه غايمة يا قمر
رديت وقلت الروح مهيش صافية
طب والورد ليه اتعلم السهر
علشان ينول الضي من نجم السما العالية 

الثلاثاء، 4 مارس 2014

محاولات للفهم

-ليه الناس الصبح وهي ماشية في الشارع رايحة أشغالها مش بتبقى مبتسمة؟!
-عشان عارفين إنهم رايحين لروتين بيكرهوه بس مش عارفين يغيروه!!
-ليه فيه ناس بقت بتمشي تكلم نفسها ؟!
-عشان بيخافوا يكلموا بعض .. عشان ما بقوش فاهمين بعض!!
-ليه فيه ناس على العالم الافتراضي أجمل من العالم الواقعي؟!
-عشان بيكونوا متحررين من كل القيود اللي مش عارفين يكسروها في العالم الواقعي..
-ليه أغلب البنات بتحب الأفلام الرومانسية ؟!
-عشان الرومانسية اللي بيشوفوها في الأفلام مش موجودة في الواقع!
-ليه عم عامر الفراش اللي باشوفه في الشغل دايماً مبتسم وبيحب الأغاني اللي بتتكلم عن السُمْر؟!
-عشان متأكد إن مفيش حاجة تستاهل إنه يزعل عليها.. عشان الأغاني اللي بتتكلم عن السُمْر حلوة فعلاً !!
-ليه الكوتش أحسن من الجزمة اللي بكعب؟!
-عشان بيخلينا حاسين إننا قادرين نجري.. أو نطير !!
-ليه كتير من البنات بتحب الجزمة اللي بكعب عالي ؟! 
-عشان دي صورة الـ "ليدي" اللي اترسمت في ذهنهم من وهما صُغيرين.. ويقال إنها بتعبر عن اكتمال أنوثتهم!!
-ليه الناس بتخاف من المجانين؟!
-عشان بيخافوا يواجهوهم بحقيقتهم وإنهم هما أصلاً اللي مجانين !!

الاثنين، 3 مارس 2014

انتحار طبق لاقط

لم يكن القرار سهلاً عليه، لكنه سئم كل ما يحدث.. وقد باءت كل محاولاته بخلق واقع جديد بالفشل.. فلا هو بقي على حاله وعاش كآلة كل مهمتها استقبال الموجات وبث الصورة.. ولا هو استطاع أن يستمتع باختلافه، كونه صُنع وبداخله رقاقات للوعي والإحساس.. كان يفكر كثيراً هل تميزه واختلافه هذا نعمة أم نقمة؟!.. لكنه لم يصل أبداً إلى إجابة..
قبل أن يُقدم على تنفيذ قراره الأخير أخذ يسترجع شريط حياته منذ البداية.. تذكر لحظات سعادته عندما تم الانتهاء من صنعه.. تذكر لحظات فخره عندما تم شرائه ثم تثبيته فوق سطح إحدى البنايات.. تذكر أولى لحظات تشغيله، وكلمات صانعه التي ظل صداها يتردد في أذنيه :
عليك أن تنقل الحقيقة إلى كل الناس من كل أرجاء الدنيا.. فقط الحقيقة !
تذكر حماسه واجتهاده في أداء تلك المهمة.. بحث بين كل القنوات عن واحدة تنقل الحقيقة، فلم يجد.. لكنه لم ييأس وقرر انتقاء الأخبار الحقيقية واعتمد في هذا على رقاقات الوعي والإحساس التي تم زرعها بداخله.. لكنه صُدم صدمة بالغة، فلم تكن الأخبار التي ينقلها حقيقية مئة بالمئة.. اكتئب بعض الشيء ثم قرر التصرف بشكل مختلف.. فكان يقوم بالتشويش على كل قناة إخبارية لا تنقل الحقيقة، وأحياناً أخرى كان يقوم بحجبها تماماً.. ولأنه يجب عليه بث إرسال ما فكان كل ما يبثه هي قنوات أفلام الكارتون وقنوات الأطفال.. 
ظن أصحابه أن به عطب ما فقرروا إصلاحه.. وأعادوا توجيهه في اتجاه قمر آخر.. استبشر خيراً، لكن للأسف ظل الحال كما هو عليه : لا حقيقة يمكنه أن ينقلها!!.. لهذا اتخذ قراراً هاماً وخطيراً وهو بكامل قواه الالكترونية..
في صبيحة أحد الأيام استيقظ سكان البناية على وقع ارتطام الطبق اللاقط بالأرض.. هرولوا جميعاً لإزالة الحطام وهم يظنون أن أحداً ما قد أسقطه.. لكن أحداً منهم لم يعلم بأن سقوط الطبق اللاقط كان محض رغبة بالانتحار !  

الأحد، 2 مارس 2014

هروب

أخذ يرتبها بعناية..
أعد لكل منها مكاناً مناسباً حسب الموقف والحالة..
ثم وضع كل منها في مكانه المخصص لها..
أغلق عليها الباب..
وبدأ يهيل التراب فوقها..
وبعد أن اطمئن إلى أنه قد واراها تماماً..
استدار راحلاً عن مقبرة القلب..
لكنه لو كان أرهف السمع قليلاً..
لَسمع أصواتاً مخيفةً تصدر من ذلك القبر..
لِتؤكد له أنه لن يستطيع الهرب منها..
وأنها لن تموت أبداً !!!

 

السبت، 1 مارس 2014

سداسية لها معنى

م..
مفتاحها الفكرة والرغبة..
ح..
حيلتها الجهد المتواصل والتركيز الشديد..
أ..
أساسها عدم التوقف عن إكمال ما تم البدء به..
و..
وهمك الذي يهاجمها هو عدوها اللدود فاحذر منه.. 
ل..
لا تبتئس إن فشلت وفشلت معها، بل قف وفكر مرة أخرى وأعد حساباتك ثم انطلق من جديد..
هـ..
هي زاد الحياة، وإن خشيتها فأنت بذلك تختار الموت وأنت على قيد الحياة !!