السبت، 30 نوفمبر 2013

هوامش على دفتر التغيير

* التغيير يتطلب قوة إرادة وثقة بالنفس.
* تغيير العادات والمعتقدات - خاصة لو كانت سلبية -  قد يأخذ وقتاً طويلاً ويحتاج مجهوداً جباراً (أو زي ما بحب أقولها بالعامية محتاج نفس طويل)
* تغيُر الإنسان سواء بشكل إيجابي أو بشكل سلبي أفضل كثيراً من ثباته على حالة أو سلوك أو فكر معين لا يتغير مهما تغير الوقت.
* يبدأ فعل التغيير عندما يستقر في وعي الإنسان أنه بحاجة فعلاً للتغيير.
* أحياناً يكون تغيُر المرء للأسوء تعبيراً عن اعتراضه على وضع ما أو احتياجه للمساعدة.
* بعض مظاهر التغيير يقاومها المجتمع أو يرفضها إذا شعر أنها تهدد فكرة معينة أو وضع معين استقر عليه لفترة طويلة، وهو ما يعرف بالخوف من التغيير.
* لا يمكن إنكار أن الثورات العربية والتظاهرات قد ساهمت في تغيير سلوكيات أفراد المجتمع وجزء من تفكيرهم، لكن للأسف الشديد أشعر بأن التغيير كان للأسوء.
* الإحباط يلعب دوراً في تعطيل الرغبة في التغيير أو إيقاف عملية التغيير نفسها.
وأخيراً :
" فيه حاجات كتير عايزاك..... 
تفضل كده مسافر.....
ف طريق ملوش اخر ….
إكمنها حتموت....
ف الرحله من غيرك....
فيه حاجات كتير عايشاك....
خايفاك تبطلها ….
وحاجات كتير عايزاك....
لكن معطلها...
إن إنتَ مش عايز....
جايز...
حاجات منها....
حتعيش وتستناك ….
جايز حاجات تانيه...
ف الزحمه راح تنساك.... 
زي اللي راحوا زمان...."
مصطفى إبراهيم

 

رشفة الغواية

برودة في الأجواء تهاجمها..
فتقرر أن تقاومها بفنجان من القهوة الفرنسية التي تعشقها..
ومع أول رشفة تشعر بأنها دخلت في عالم آخر..
تغمض عينيها فتحس بأن هناك صوت ما يناديها..
تفتح عينيها فيتوقف ذلك الصوت..
تعود لإغماضهما فيعود الصوت مرة أخرى..
وكأنها تتعرض لنوع غير مفهوم من الغواية..
تقرر الاستمرار في إغماض عينيها فيعلو الصوت رويداً رويداً..
وتكتشف أنه صوت من الجنة تصحبه نغمات سحرية..
ثم تقوم تلك النغمات بسحب يدها برفق لتقوم..
وعندما تصبح في منتصف الغرفة تجد نفسها تدور وتتمايل بخفة على تلك النغمات السحرية..
عندئذ تتأكد حقاً أنها قد وقعت أسيرة كلياً لها ولذلك الصوت..
تشعر بالصوت يحتضنها.. 
يربت على أوجاعها..
يخبرها بكلمات منمقة أنها ليست وحيدة..
ثم يداعب أنفها عبق القهوة..
فتسير كالمسحورة إلى كرسيها ترافقها النغمات..
وتواصل رشف القهوة وهي في عالم آخر..
عالم ذو لونين وحيدين..
الأبيض والأسود..
ومع كل رشفة كانت تتوالى النغمات، ويتواصل شدو الصوت الملائكي..
وفجأة تلمحها..
إنها هي.. صاحبة الصوت الملائكي والعينين الحزينتين..
تقف وهي تمسك إبريق قهوة وعدة فناجين..
تدور في الغرفة وهي تشدو في توحد تام مع النغمات السحرية..
وفي اللحظة التي تقرر أن تناديها..
تتوقف النغمات عن السريان..
وتختفي صاحبة الصوت الملائكي..
تقرب فنجانها من شفتيها لتأخذ رشفة أخرى، لعل النغمات تعود مرة أخرى فتعود معها تلك الشادية..
فتكتشف أن فنجانها قد فرغ من قهوته..
تدقق النظر بعينيها في قلب الفنجان..
فتجد أن الألوان قد عادت وأنها صارت في عالم الواقع مرة أخرى..
ولا يتبقى لها سوى ذكرى غواية حملتها رشفة قهوة !!


 


الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

نسمة

تقف في الشرفة تطالع الغادي والرائح.. 
لحظات وتسري نسمات هواء باردة، معلنة أنه قد قرر أخيراً أن يرضى على العباد ويرحمهم من قيظ النهار الذي مضى.. 
تمد كفها المفتوحة إلى الهواء ثم تقبض على إحدى النسمات..
تحكم إغلاق قبضتها عليها ثم تقربها من صدرها.. 
لعلها تنزل برداً وسلاماً على النار المتضرمة بداخل روحها المتعبة!

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

الجحيم

مفتتح :
من قال أن الجحيم هو ما ينتظرنا في العالم الآخر؟!.. 
إننا نحيا الجحيم بعينه على هذه الأرض يا سادة !!  
************************************** 
 1
بدءاً من اللحظة التي تفتح فيها عينيك..
تباغتك (....) بلهيبها الذي يلفح تلافيف مخك..
ولك أن تضع بين القوسين كل ما يبتدر إلى ذهنك، سواء كانت أفكار أم خواطر أم ذكريات إلخ إلخ إلخ....
وإلى أن تعود إلى تابوتك المقدس..
تظل تعاني من تلك النيران التي تستعر في رأسك، وكأنها في حرب مقدسة.. 
غايتها القضاء عليك!!

2
كانت شرارة صغيرة..
انبعثت من جذوة أشعلوها بداخلك..
في البدء كانت الجذوة دافئة واللهيب يتصاعد بخفة..
فتحفزت فراشاتك لأداء طقوس الرقص حول النار المقدسة..
لكنها لم تعلم أنها تؤدي رقصة الموت الأخيرة..
ورويداً رويداً أمعنوا في زيادة لهيب تلك الجذوة..
فتحول الدفء الخدَّاع إلى حريق هائل..
التهم الفراشات بكل برود..
وبين جنبات الرماد..
شُيعت الفراشات في مشهد جنائزي مهيب..
لتُودع في النهاية في معبد القلب الملطخ..
بسواد اللهيب !!


الاثنين، 25 نوفمبر 2013

مشاعر مجسدة !

مشاعر مجسدة !
قد يبدو عنوان هذه التدوينة غريباً بعض الشيء.. فمن المعروف أن المشاعر لا تكون مجسدة وإنما محسوسة.. لكن هذا ما أشعر به حين أشاهد بعض الأفلام (وأعني هنا أفلام الكارتون) !.. ففي الأفلام العادية قد يتكفل الممثل أو الممثلة بتعبيرات وجههم وإيماءاتهم وحركات أجسادهم بإيصال الشعور المطلوب من المشهد.. فإذا كانت مقتضيات الموقف التمثيلي تتطلب مني أن أحزن، شاهدت على الشاشة دموع البطل أو البطلة، ارتخاء أو تهدل أعضاء معينة من أجسامهم، أو تعبيرات الوجه كارتجاف الشفتين مثلاً... وإذا كان الموقف يستدعي مني شعور الفرح، حفزتني اللمعة في أعين الممثلين، انبساط عضلات الوجه، الابتسامة أو الضحكة، وما إلى ذلك من تعبيرات الوجه والجسد القادرة على تسريب شعور الفرح إلى نفسي... وهكذا الأمر مع مواقف الغضب أو الحب وغيرها من المشاعر الإنسانية..
لكن أفلام الكارتون أمر مختلف.. فبرغم أن التقنيات العالية في عالم "الرسوم المتحركة Animation" قد نجحت في جعل الشخصيات الكارتونية تقوم بنفس التعبيرات الجسدية وإيماءات الوجه التي يؤديها البشر في المواقف المختلفة، إلا أنه ليس من السهل أن تصلك الجرعة الشعورية المطلوب نقلها للمُشاهد -بالتحديد للأطفال- من خلال الفيلم.. إنه لأمرٌ صعب أن تُقنع طفلاً بأن يفرح أو يحزن لمجرد مشاهدته للصورة المتحركة أمامه، فما بالك لو كان المُشاهد شخصاً بالغاً؟!.. 
هنا يأتي دور الصوت.. وحدها أصوات الممثلين هي القادرة على جعلك تشعر بالغضب أو الهدوء أو الحماس أو الفرح أو الحزن.. ولهذا أعشق أفلام الكارتون وأعتبر أن الممثل المبدع حقاً هو من ينجح في أداء دوراً في فيلم كارتوني.. وإلى هذه اللحظة لا أفهم كيف تستطيع نبرة صوت عالية أو منخفضة أن تحلق بي بعيداً عن الأرض!!.. كيف يمكنني أن أرى شعور الحماس يتقافز أمام عيني من مجرد صوت ينبعث من شفتين لكيان جامد؟!.. أو كيف يمكنني أن أجد شعور الخوف - الصادر من أصوات بثتها حنجرة فأر كارتوني مرسوم بحرفية على الشاشة - ينزوي أمامي في أحد الأركان مجسداً رعب الفأر من أن يتم اصطياده من قبل بني البشر؟!..صحيح أن المتحدث (وأعني هنا الممثل أو الممثلة) هو شخص ينتمي لعالم البشر، لكنني لا أراه على الشاشة لأتمكن من التفاعل معه !.. فقط تصبح نبرة الصوت هي وسيلته لاختراق عالمي ودفعي، ليس فقط للشعور في أعماقي بإحساس معين، بل أيضاً رؤية هذا الشعور رؤي العين، ولمسه أحياناً!!!
 ومن بين كل الممثلين نجح كلاً من توم هانكس وميج رايان في تحقيق هذا الأمر.. كلاهما له بصمة صوتية استثنائية قادرة على جعلي أرى مشاعر الفرح والحماس والحزن والغضب ككائن حي يتحرك أمامي.. وربما كان هذا أحد أهم الأسباب التي تجعلني أشعر بالمتعة حين أشاهد فيلم Toy Story بأجزائه الثلاثة وفيلم Anastasia بدون ترجمة مكتوبة على الشاشة !..
وقد اخترت هذين المقطعين لمشاركتهما معكم علهما ينجحان في إيصال فكرتي.. 
ففي الأول لا أملك وأنا أستمع إلى توم هانكس وهو يتكلم بلسان وودي راعي البقر مع باز رائد الفضاء في حماس، ليدفعه لمساعدته في الهروب من براثن الولد الشرير، إلا أن أرى شعور الحماس يقفز يُمنة ويُسرة أمام عيني.. مما يحفز شعور الثقة بالنفس ليسكن بداخلي..
وفي الثاني تتمكن ميج رايان بكل حرفية بنبرات صوتها المتهدجة من النجاح في جعلي أشاهد شعور الوحدة الذي عانته "أنستازيا" - نتيجة افتراقها عن عائلتها - منزوٍ في أحد أركان الغرفة وهي تتحدث مع جدتها الدوقة..
آآآآه حقاً لا يوجد أجمل من أفلام الكارتون .. ولا يوجد ما هو أقوى من صوت بشري تفاعل بصدق مع نص مكتوب.. فنجح في جعل شخصية تتحرك على الشاشة، تبدو وكأنها كائن حقيقي !
 




السبت، 23 نوفمبر 2013

وللحياة.. روائح !

أنفاس منتظمة في صحوك.. 
صدر يعلو ويهبط بشكل متتابع في نومك.. 
إذن أنت مازلت على قيد الحياة!.. 
لكن هذه ليست الحياة بالنسبة لي..
أيبدو الكلام غير مفهوماً ؟!..
حسناً سأوضح مقصدي في الأسطر التالية..

- أن تشعر بأنك وُلدت من جديد حين تشم رائحة المخبوزات الطازجة الخارجة تواً من الفرن.. هذه هي الحياة !

- أن تشعر بدفء غريب يغمر روحك الباردة صيفاً وقلبك المتجمد شتاءً حين تشم الرائحة المنبعثة من ملامسة المكواة الدافئة أو الساخنة لقميص أو تنورة أو جلباب أو حتى حجاب الرأس، سواء كان من قطن أو صوف أو حرير.. هذه هي الحياة !

- أن تشعر ببرودة لطيفة محببة إلى النفس عندما تشم الرائحة المنبعثة من العُشب-أو "النجيلة" كما أحب أن أسميها دائماً- الذي تم رشه تواً بالماء.. هذه هي الحياة !

- أن أن تشعر بمذاق السُكر يسري داخل فمك، حين تشم رائحته وهو يذوب داخل ماكينة صغيرة بينما تقف متلهفاً وأنت تنتظر بائع "غزل البنات" ليمنحك قطعة مُحلاة من غيوم السماء، تطير بعدها إلى أعلى نقطة وهي تذوب في فمك.. هذه هي الحياة !  

- أن تشعر بأن كل من تحبهم حولك حين تشم رائحة مخروط البسكوت الذي يُوضع فيه كرات الآيس كريم - أو كما أحب أن أسميه"قُمع الآيس كريم" - والبائع يقوم بصنعه ويجهزه لتُوضع فيه كرات الثلج ذات طعومٍ تعشقها وملونة بألوان تأسرك.. هذه هي الحياة !

- أن تشعر بأن هناك بدايات جديدة تنتظرك حين تداعب أنفك رائحة حذاء جديد قمت بشرائه تواً .. هذه هي الحياة !

- أن تشعر بأن للحروف والكلمات قيمة أعلى من قيمة نبيذ مُعتق حين تتسرب إلى أنفك رائحة الورق القديم.. هذه هي الحياة !

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

متى ؟!

متى تعرف أو تشعر بأنك حُر ؟!
- عندما تتخلص من تعلقك بالأشياء أو الأشخاص.
- عندما يكون تفكيرك نابع من حسابات المنطق وليس العواطف.
- عندما تبدأ بالتخطيط لحياتك يوماً بيوم.
- عندما تكف عن ترديد الكلمات التالية : خوف، تردد، مش عارف.. وما شابههن !
- عندما تجد أن اهتمامك بنفسك قد صار يتساوى تماماً مع اهتمامك بالآخرين فلا يعلو أحدهما على الآخر.
- عندما تخرج كلماتك من داخلك بشكل تلقائي لا يوجع ولا يجرح بل يضم ويحتضن كل ما حولك
- عندما تكتب عن كل ما تريد وقتما تريد
- عندما تكف عن المدح أو الذم الذين يكونان في غير محلهما ولأشخاص لا يستحقونهما.
- عندما تكون أولوياتك مرتبة بشكل صحيح وليس نتيجة ضغط المجتمع أو الدين.
- عندما تكون أهدافك طوعاً لك ولست أنت طوعا لها.
- عندما تتيقن بأن عبوديتك لخالقك هي قمة حريتك.
 

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

هوامش على دفتر الاحتفال "باليوم العالمي للطفل" !

اليوم هو العشرون من شهر نوفمبر ويُصادف أنه اليوم العالمي للطفل..
تُرى ماذا نعرف عن هذا اليوم ؟؟..
- في عام 1925 تم عقد مؤتمر عالمي في سويسرا من أجل رفاهية الطفل، قررت بعده الحكومات في جميع أنحاء العالم تحديد يوم معين للاحتفال بالطفل بشكل يتم فيه لفت الانتباه إلى قضايا الأطفال ومشكلاتهم.
- وفي عام 1954 أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن تقيم جميع البلدان يوماً عالمياً للطفل يُحتفل فيه بوصفه يوماً للتآخي على النطاق العالمي بين الأطفال وللعمل من أجل تعزيز رفاهية الأطفال في العالم واقترحت على الحكومات الاحتفال بذلك اليوم في التاريخ الذي تراه مناسباً
في 20 تشرين الثاني/نوفمبر 1989، احتفلت الجمعية العامة بالذكرى السنوية الثلاثين لإعلان حقوق الإنسان. وفي ذلك اليوم أيضا ، وسع المجتمع الدولي نطاق حماية حقوق الإنسان ليشمل إحدى أشد الفئات ضعفا في المجتمع، وهي الأطفال، إذ اعتمد اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل. ومن هنا جاء هذا اليوم ليكون يوماً عالمياً للطفل.
- ومن الجدير بالذكر أن اعتماد وإن وضع حقوق مستقلة للطفل هو تطور حديث نسبيا. فلم تضع الدولة نصب عينيها مسؤولية حماية الطفل من سلطة الأبوين أو الاستغلال الاقتصادي أو الإهمال الاجتماعي إلا بعد ظهور حركات الإصلاح في القرن التاسع عشر.
وفي مرحلة ما قبل تأسيس الأمم المتحدة، كانت حقوق الطفل يُنظر إليها أساسا في سياق التدابير الواجب اتخاذها ضد الرق، وتشغيل الأطفال، والاتجار بالقاصرين واستغلالهم في الدعارة.
- ومن بين المواد الخاصة بحقوق الطفل المنصوص عليها في الاتفاقية :  
* تقع على عاتق الوالدين المسؤولية الأولى عن تربية الطفل، ولكن على الدول أن تقدم لهما المساعدة الملائمة وأن تكفل تطوير مؤسسات رعاية الأطفال
(هامش : تُرى كيف يتم تطوير مؤسسات رعاية الأطفال في العالم العربي ؟! وهل هناك ما يُسمى بمؤسسات رعاية الأطفال في العالم العربي أصلا ؟!!!)
* يجب على الدول أن تحمي الطفل من الإساءة البدنية أو العقلية ومن الإهمال، بما في ذلك الإيذاء أو الاستغلال الجنسيين.
(هامش : ماذا عن الإساءة البدنية والعقلية والإهمال والاستغلال الجنسي لأطفال الشوارع في العالم العربي ؟!!) 
* للطفل المعوق الحق في التمتع بأشكال خاصة من المعاملة والتعليم والرعاية.
(هامش : أفضل معاملة وأفضل تعليم وأفضل رعاية للطفل المعوق تجدها في العالم العربي !!)
* يكون التعليم الابتدائي مجانيا وإلزاميا، وينبغي للانضباط المدرسي أن يحترم كرامة الطفل. وينبغي للتعليم أن يعد الطفل للحياة متحليا بروح التفاهم والسلم والتسامح. 
(هامش : في مدارسنا المصرية بالتحديد تم قص شعر طفلة من قبل مُدرسة لإجبارها على ارتداء الحجاب، كما لقي تلميذ في الصف السادس الابتدائي مصرعه في الإسكندرية بعد أن اعتدي مدرس عليه بالضرب عقابا له علي «الضحك» أثناء شرح الدروس)
* يُوفر للطفل وقت للراحة واللعب وفرص متساوية لممارسة الأنشطة الثقافية والفنية.
(هامش : النظام التعليمي في العالم العربي لا يسمح بوجود فرص متساوية ولا وقت كافي للعب أو ممارسة الأنشطة الثقافية وإن وُجد فلا يستطيع كل الأطفال التمتع بذلك!!)
* تتولى الدول حماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء الأعمال التي تتعارض مع تعليمه أو تكون ضارة بصحته أو رفاهه.
(هامش : لا يوجد أفضل من إعلاناتنا المصرية التي تحترم الطفل ولا يتم استغلاله فيها إطلاقا !!!)
* لا ينبغي أن يشترك أي طفل لم يبلغ سن الخامسة عشرة اشتراكا من أي نوع في الحرب؛ وتولى حماية خاصة للأطفال المعرضين للنزاع المسلح.
(هامش : عذراً أطفال سوريا والعراق وفلسطين.. يبدو أنهم قد نسيوا أمركم فيما يتعلق بهذا الشأن!!)

******************************************
المراجع :
 

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

A little bit of heaven


مفتتح :
المجد للأفلام اللي بتقدر تخرجك جزئياً من حالتك الكئيبة وتوصلك رسالة مهمة جداً بطريقة راقية جداً 
***********
 
الأيام دي بتحصل معايا حاجة غريبة جداً.. 
أكون بأقلب في التلفزيون وبالصدفة البحتة ألاقي إحدى قنواتي المفضلة بتعرض فيلم يشدني من أول مشهد.. في البداية بيبقى الانجذاب للفيلم لمجرد التسلية وقتل الوقت.. لكن بمرور المشاهد باكتشف إن القدر جابني قدام التلفزيون وخلاني أفتح القناة دي في الوقت ده عشان أشوف الفيلم ده عشان لازم توصلني رسالة معينة أنا فعلاً مش قادرة أشوفها بعينيا المجردة.. فلازم توصلني عن طريق الخيال الممزوج بالواقع.. ومفيش وسيلة لده غير الأفلام.. النهاردة كان نصيبي أشوف الفيلم ده عشان يأكد لي نفس الرسالة اللي خرجت بيها من فيلم امبارح بالليل.. الرسالة اللي الواقع الكئيب اللي عايشاه حرمني من إني أقدر أحتفظ بيها داخل تلافيف مخي لمدة 24 ساعة بس عالأقل وطيرها مع أول نور للصبح..

الأمر المثير للدهشة هو إنه رغم كآبة الفيلم ظاهرياً إلا إنه كان مليان حياة جوا كل مشهد وكل تفصيلة فيه.. الفيلم تم إنتاجه سنة 2012 بطولة كيت هادسون وجايل جارسيا برنال.. بيحكي قصة مارلي اللي عايشة لوحدها بعيدة عن والدها ووالدتها - الساخطة عليهم دايما - وأكثر علاقتها حميمية هي مع أصحابها سارا وبيتر ورينيه.. 

ومع بداية الفيلم بتبدأ الكآبة بإن مارلي بتكتشف إنها مريضة بسرطان القولون وإنها في مرحلة متأخرة ويا إما تبدأ العلاج الكيميائي - اللي وارد جداً إنه ما يجيبش نتيجة شافية - يا إما تنتظر الموت !! مارلي المحبة للحياة ظاهرياً بتقرر رفض خيار انتظار الموت - اللي صدمها بيها بكل قسوة وبرود الدكتور جوليان- وبتقبل بالعلاج الكيميائي بعد تردد..
خلال رحلة العلاج بتحاول دايما تظهر للكل إنها قوية وكل اللي بتفكر فيه إنها تسعدهم.. بينما في الواقع هي ما كانتش بتفكر غير في إنها هتموت ومش مهتمة بتأثير ده على اللي حواليها.. كانت شايفة إنها هي وبس اللي بتعاني.. يكفي إن الكل هيعيش حياته وهي اللي هتموت !!.. بتحاول أم مارلي تتقرب منها وتقلل الفجوة اللي عملها البُعد بينهم.. البُعد اللي مارلي اختارته كنوع من اللوم اللي بتوجهه للأم عشان ما قدرتش تفهمها ولا تكون علاقة حميمية معاها.. بالعكس كانت دايماً متذمرة من مارلي - رغم إن ده ما كانش بيحصل على الدوام !!.. على الناحية التانية والد مارلي - اللي بنته بتكرهه من لما كانت طفلة وكانت شايفة إنها هتبقى أسعد واحدة في العالم لو كان عندها أب تاني غيره - بيعاني من عدم قدرته على التعبير عن ألمه لمرض بنته قدامها.. كانت مارلي مُستفزة دايماً من عدم إجراءه حوار معاها وإنه كل اللي فكر فيه إنها تروح لأحسن دكتور وتجرب أي علاج مهما كان غالي!!.. الوحيدين اللي كانوا بيساندوا مارلي في تمثيليتها وادعائها للقوة هما بيتر وسارا..
المهم مارلي بتبدأ العلاج الكيميائي وبتبدأ معاه قصتها مع الدكتور جوليان.. جوليان اللي ما قدرش يحافظ على ميثاق العمل بعدم إقامة علاقة مع المرضى وبيقع في حب مارلي.. وهي لأنها كانت محتاجة للحب بتنغمس في علاقتها بيه وبتعيش لحظات سعادة حتى النخاع.. لكن القدر كان لها بالمرصاد لأن العلاج الكيميائي بيفشل.. وحتى العلاج التاني اللي بيعرضه عليها الدكتور المتخصص في الحالات زي حالتها بترفض تكمله بسبب أعراضه الجانبية الكتيرة اللي كانت بتقتل جواها الحياة.. 
وفي لحظة من اللحظات بتبص حواليها.. فتبدأ تركز فعلاً بإنها بتموت وباقي لها أقل من أسبوعين وإن صاحبتها رينيه عايشة حياة جميلة مستقرة.. فيبدأ يحصل عندها نوع من التذمر وبيصيبها الغضب على كل اللي حواليها.. بتهجر جوليان خوفاً من إن إحساسه بيها يكون شفقة.. وبتتخانق مع رينيه عشان كانت دايماً بتبعد عنها وفي الحقيقة إن رينيه ما كانتش قادرة تتحمل ألم إن أعز صاحباتها بتموت.. وأخيراً بتتخانق مع والدتها وتلومها إنها مش قادرة تواجه حقيقة إن بنتها هتموت فعلاً.. وبعد ما بتبعد الكل عنها بتبدأ تهمل في حياتها وصحتها أكتر لحد ما تحصلها حادثة وتلاقي نفسها مرمية قدام الكنيسة.. 
مارلي اللي عمرها ما آمنت بحاجة رغم إنها كانت دايماً بتتمنى إنه يبقى عندها إيمان وكانت بتحسد المؤمنين بالرب عرفت إن دي رسالة من ربنا لها.. فبتقرر تصلح كل حاجة في حياتها وتحاول تجمع تاني كل الناس اللي بتحبهم.. بترجع لجوليان وتتصالح مع أمها وأبوها وأصحابها.. وبتقرر تلحق آخر أيام فاضلة في حياتها وتنبسط وتبسط اللي بتحبهم.. في الحقيقة مارلي بتعترف إنها كانت خايفة إنها ما يكونش لها قيمة وما يكونش وجودها كفاية في حياة أي حد.. لكنها بتتأكد إنها كانت أساس في حياتهم كلهم.. وكفاية عليها نظرة جوليان اللي كانت بتحسسها إنها عايشة فعلاً !!

الحقيقة إن النتيجة اللي خرجت بيها من الفيلم إن الإنسان لازم يعيش حياته لآخر نفس.. ولازم يتأكد فعلاً إن فيه ناس حواليه بتحبه جداً ويمكن تبقى بتتعذب وخايفة من موته أكتر من خوفه هو.. وإن الإيمان جوانا موجود واحتياجنا لربنا دائم مهما حاولنا ننكر ده أو نبعد.. وإن لحظة حب واحدة تعيشها ممكن تساوي عمرك كله !!

   

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

أكذوبة الاختيار الحر

منذ فترة طويلة وأنا أفكر.. هل هناك ما يُسمى بالاختيار الحر ؟!..
لقد وصلت إلى قناعة بأنه لا يوجد شيء اسمه اختيار حر.. 
وأقصد هنا بأن المرء لا يملك الحرية ليختار شيئاً..
فحتى ما يريده قد يختاره فقط لأنه لا يحب نقيضه أو لا يجد نفسه في مجال آخر..
وفي نظري اختياراتنا في الحياة تحددها دوماً حسابات المكسب والخسارة لا المنطق..
أو يحددها ما هو أسوء.. وأعني هنا الخوف !
أيبدو كلامي غير مفهوم أو به شيء من العبث ؟!!..
حسناً سأحكي لكم قصة قد توضح مقصدي..

"كانت تهوى الكتابة عموماً و كتابة القصص القصيرة على وجه الخصوص.. وحين كانت على مشارف المرحلة الثانوية حلُمت بأن تلتحق بكلية الإعلام لتصير صحافية بعد أن سُدت كل الطرق في وجهها لدراسة الموسيقى التي تُحبها..عندما جاءت لحظة اختيار التخصص في الثانوية، قال الأب : إن التخصص في القسم الأدبي مضيعة للوقت يجب أن تدرسي في القسم العلمي.. ردت بأنها لا تحب الأرقام وتكره الفيزياء لذلك لن تتخصص في القسم العلمي.. لم يوافق الأب لكنها أصرت على رأيها ظنت بأنها "حرة في اختياراتها" وأملا بأن تحقق حلم العمل في الصحافة!.. وبعد التفوق والإنجاز في المرحلة الثانوية اقتربت لحظة تحقيق الحلم.. لكنها ولأنها تخشى الوحدة وترتعب من تلك المدينة الكبيرة، وهي التي عاشت دائماً "قطة مغمضة العينين" رفضت السفر.. نعم فقد كان تحقيق الحلم يستلزم الانتقال من مدينتها إلى مدينة أخرى.. وحين عنفوها قالت لهم "إنها حرة في اختياراتها".. والحقيقة أنها لم تختر يوماً شيئاً.. لأنها فقط ظلت أسيرة الخوف والكراهية !!"

الأحد، 17 نوفمبر 2013

الكتابة .. بين الحرية والكبت

يقولون دوماً : "أنت حر ما لم تضُر"..
ولكن ماذا عن الحرية في الكتابة؟!.
من المعروف أنه من أساسيات التدوين الكتابة عما يجول بخاطرك، سواء أكان هذا موقفاً يومياً، أو نصاً أدبياً، أو حتى تعبيراً عن مشاعرك الخاصة..
ولأن أغلب ما يحدث حولنا يدفعنا للشعور بالاكتئاب أو الحزن - ناهيك عن أحزاننا وآلامنا الشخصية- فلا يكون هناك أمام البعض منا سوى الكتابة للتفريغ عن شحنات الوجع التي قد تعتصر قلبه وتخنق روحه..
لكنهم يقولون بأن الكتابة بطريقة تجتر فيها الأحزان أو تستفيض فيها في وصف أوجاعك وشعور التشاؤم والوحدة اللذين يغزوان قلبك فيه ضرر بالغير ممن يقرأون..
وبناء عليه يجد الواحد منا نفسه في مأزق حين يكتب.. 
هل يخرج مكنونات صدره ويعبر عن كل ما يحزنه ويضايقه في صورة كلمات مكتوبة قد تريحه بعض الشيء؟!..
أم يصمت ويثرثر كتابياً بأشياء لا تعبر عنه أو عن أفكاره؟!..
وبالتالي يكون بذلك قد خان نفسه وظلمها معرضاً إياها للكبت وقهر حريتها !!..
أم هل يا تُرى يكتب عما يجول بخاطره أو يجيش بصدره من وجع وحزن واكتئاب، ولكن لا يستفيض رفقاً بمن لا يزالون يريدون أن يحيوا على أوهام الأمل والفرح ؟!!..
لست أدري في الحقيقة أي الخيارات على المدون أن يختارها حين يكتب.. 
لكن جُل ما أعرفه أن الكتابة تعني الحرية في كل شيء..
أفلا يكفي ما تفعله بنا الدنيا من تضييق وكبت لحرياتنا في أشياء كثيرة حتى يمتد الأمر ويصل إلى الكتابة أيضاً ؟!..
  

 

السبت، 16 نوفمبر 2013

حُـــــــر

أول ما قرأت فكرة هذا الأسبوع حسيت إن الموضوع بسيط وسهل..
حيث إن القاعدة الشهيرة بتقول : 
"حريتك تنتهي عندما تبدأ في إيذاء الآخرين"
لكن في الحقيقة الموضوع ليس بسيطاً على الإطلاق.. لأن الحرية مش كلمة بتتقال وبس.. الحرية معنى وفعل ومسئولية.. ولما قعدت أفكر أكتر طب أبدأ بأيُهم في الكتابة لقيت الأغنية دي بتيجي على بالي.. فقررت إني أبدأ بيها أول يوم في أسبوع التدوين عن الحرية.. إلى أن أرتب في ذهني الكلمات المناسبة وبماذا أبدأ الكتابة.. 
ولنا في الغد لقاء إن شاء الله.. 


حُر إني أعشق بلادي .. واللي هيفكر يعادي
أتزرعله في حلقه مُر.. وأبقى حُر
حُر إني أسرح بكيفي .. حُر إني أختار وليفي 
من حياتي أهرب أفِر .. برضه حُر 
حُر في ستايلات هدومي .. وفي ديانتي ووقت نومي
من ملامحي أزهق أمِل .. أصلي حُر 
حُر إني أعيش طفولتي .. حُر إني أكره حكومتي 
إني أعيش في الدنيا أفن.. يعني حُر
غاوي إني أعيش مُسالم .. واللي مرة يزوم يلاوع 
أتقلب وعليه أَشِّر
حُر إني أقلع روتيني .. إني ألبس توب جنوني 
إني أجدد لما أمِل
مش هاكون ترس في آلة .. مش هاعيش إنسان كمالة 
وحدي لازم أكون مهم .. يعني حُر
حُر إني أكتم همومي .. جوا مني واسمحولي
أبقى وحدي لما أئن .. وأبكي حُر

الجمعة، 15 نوفمبر 2013

هوامش على دفتر الموت

مفتتح :
الناس جارٍ في الحياة لغاية     ***   ومضللٌ يجري بغير عنان
   والخلد في الدنيا وليس بهين  ***   عليا المراتب لم تُتح لجبان
 دقات قلب المرء قائلة له :   ***   إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها  ***   فالذكر للإنسان عمر ثاني
أمير الشعراء أحمد شوقي 
-------------------------
الموت...
دائماً ما أتخيله وحش مخيف يرتدي عباءة سوداء.. 
يأتي على حين غِرة ويختطف أرواح أحبائنا بلا رحمة.. 
ولا يكتفي بهذا بل يعتصر بقبضته الباردة قلوب الباقين على قيد الحياة بكل قسوة.. ويتركهم فريسة للألم والوجع ينهب فيهم بلا شفقة.. 
لهذا لم أستطع يوماً تقبله.. 
ومن أين يأتي لي تقبل فكرته، إذا كانت صور وذكريات الراحلين ترافقني أينما كنت لتعذبني.. 
ثم يأتي الشق الآخر لمعادلة الموت المفزعة..
ماذا فعلت في حياتك ليذكرك الآخرون بالخير ؟..
كم شخص سيظل يذكرك في الأساس ؟..
وحين تقف بين يدي الله عز وجل يوم العرض عليه، ماذا ستقول له عن حياتك في الدنيا وما فعلته فيها ؟.. 
وتظل تلك الأسئلة تدور في ذهني بلا إجابة..
حتى أتذكر قول رسولنا الكريم : 
"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له"..
فيهدأ عقلي قليلاً وآمل أن أترك أياً من تلك الأعمال الثلاثة..
وبذلك لن أكون منسية مدى الحياة..
والأهم أن أملك ما أعرضه على ربي يوم المشهد العظيم.. 
اللهم ارحم واغفر لكل من رحلوا، وألهم قلوبنا الصبر على فراقهم..

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

على ناصية الطريق

عندما كانت طفلة..
لم يكن أحدهم يترك يدها ويجعلها تسير وحدها أبداً..
فتعلمت أن إحساس الأمان يسكن في راحة اليد..
لكنهم فجأة تركوا يدها وأخبروها بأن عليها تسير وحدها في الطريق..
نظرت إليهم بعينين وجلتين مستعطفتين لكنهم لم يسمعوها..
فسارت في الطريق وهي تبكي..
لكنها خافت أن تحجب الدموعُ الطريقَ عن عينيها فتتوه وتضيع..
عندها توقفت عن البكاء وظلت تمشي وتمشي وتمشي..
حتى أدركها التعب و الإعياء..
فجلست على ناصية الطريق لتستريح..
لكن الجو المحيط حولها كان موحشاً ومقبضاً.. 
فتحسست راحة يدها كي تستمد بعضاً من الأمان والدفء..
لكنها لم تلقَ إلا برودة قارسة..
وبدأ الخوف يستعر في صدرها..
فلم تجد حلاً سوى إحاطة جسدها بذراعيها واحتضانه..
غفت قليلاً، فراودها الحلم بكفٍ حنونة..
كفٍ تسكن في راحتها يدها الكبيرة شكلاً الصغيرة قلباً..
لكنها استيقظت على الخواء..
ومنذ ذلك الحين لم تعد قادرة على مواصلة المسير..
ومازالت تجلس على ناصية الطريق تنتظر تلك الكف..
لعل وعسى أن تشعر ببعض من ذلك الأمان المفقود !!
 

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

رقصة الحياة

مفتتح
ينصح بمشاهدة الرابط التالي قبل القراءة وبعدها
*************************************
حان الموعد.. 
فترفع رأسها ببطء .. 
ثم ترفع ذراعها بالتدريج لتسمح لأشعة الشمس باختراق روحها..
ثوانٍ قليلة وتمتلئ روحها بطاقة هائلة تكفي لبدء "المفرمة اليومية"..
تستقبل الشارع بقدمين سريعتين للحاق برتمه الذي لا يتوقف لحظة، وذراعين مفتوحتين لاحتضان نسماته الباردة..
تدور متنقلة بمرونة بين وسائل المواصلات كي تصل إلى وجهتها.. 
تستقبل سخافات الناس في الشارع في صمت وتتراجع عن الاندماج بينهم..
تلمح عينيها طفلة تلعب مع والدتها فتغادرها روحها لتلهو معها..
تلحظ أن أحدهم يرمقها بنظرات شهوانية فترفع إصبعها بإشارة منذرة توقفه..
وتتراجع عدة خطوات للوراء ليس هرباً منه وإنما استعداداً لمواجهة جديدة مع أمثاله..
تتماوج بخفة ثم تقفز بين عقارب الساعة قفزات واسعة.. 
من المنزل إلى الشارع إلى العمل ثم عودة إلى الشارع مرة أخرى..
رحلة استكشاف تبدأها بالطيران من شارع إلى شارع..
ابتسامة تهديها إلى طفل هنا وآخر هناك..
وأحضان افتراضية تمنحها للمحتاجين..
ثم تبدأرحلة العودة إلى المنزل ..
رحلة بدأتها من الصباح إلى المساء وهي تطوف كفراشة لتلحق بآخر سيارة تعيدها من حيث جاءت..  
وهكذا حتى تنتهي الرحلة داخل المنزل الساكن ظاهرياً المفعم بالحركة باطناً..
وعلى سريرها تتمدد متوسدة ذراعيها وخلال ثوان تغمض عينيها لتبدأ رحلة أخرى.. 
لكن في عالم الأحلام ... 

 

الأحد، 10 نوفمبر 2013

رجعت الشتوية

ما بين نوم متقطع وكوابيس متلاحقة وحزن لا سبب واضح له استيقظت وفي القلب غصة.. 
ويبدو أن السماء كانت تشعر بها، إذ بدت ملبدة بالغيوم.. 
أما الشمس فقد قررت العصيان وأبت ألا تشرق منذ بداية اليوم لتزيد من حالتها السيئة.. لكنه لم يكن هناك من مفر، إذ يجب عليها النزول للعمل..
وبالطبع لم تستطع الرياح ألا تشارك في عزف هذه السيمفونية الكئيبة فقررت أن ترسل نسماتها الباردة جداً لتجعل أوصالها ترتجف بعض الشيء أثناء سيرها في الطريق نحو مقر العمل.. 
وعندما وصلت إلى المدخل نظرت إلى السماء في صمت وأخذ يتردد في أذنها صدى كلمات أغنية فيروز .. "رجعت الشتوية"

 

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

صندوق بندورا

هل سمعتم يوماً بصندوق باندورا ؟..
إنه صندوق ذُكر في الميثولوجيا الإغريقية بأنه حُمل بواسطة باندورا يتضمن كل شرور البشرية من جشع، وغرور، وافتراء، وكذب وحسد، ووهن، ورجاء.*
لكن ما أود التحدث عنه لا علاقة له بالأسطورة نفسها وإنما بفكرتها.. فقد زارنا اليوم في منزلنا صديق قديم لوالديِّ.. ذلك الصديق كان يُحبني ويدللني كثيراً في أيام طفولتي ولي معه صور ترجع إلى ذكريات سعيدة.. 
كان حضوره اليوم بشكل مفاجئ فنحن لم نره منذ ما يقرب 30 عاماً.. كنت متلهفة لرؤيته وكيف سيبدو.. فقد اختزن عقلي صورة ملامحه في سن الثلاثين وقرر بعدها أن هذا الرجل سيظل عند تلك المرحلة للأبد..
عندما جلس مع والدي بدأ الأمر بأحاديث لطيفة ودية ثم تحول ليبدو كصندوق باندورا.. لكن الفارق هنا أن ذلك الصديق لم يخرج من جعبته كل شرور البشرية.. بل خرج على لسانه حكايات ومواقف من الماضي.. ذكريات يرجع عمرها لأكثر من 30 عام.. لكن ما استوقفني من ذكريات كان ما هو متعلق بحرب الخليج الثانية أو "غزو العراق للكويت" كما اعتدت تسميتها منذ طفولتي.. فتلك الحرب تركت ندبة كبيرة داخل روحي وعقلي، ومازلت إلى الآن أتذكر مشهد هروبنا في الصحراء ومنظر الدبابات وهي تطلق النيران.. يا الله لقد كانت لحظات مرعبة !.. كنت كلما استمعت إلى حكايات صديق والدي أندهش كثيراً كيف أنه عاد إلى مصر سالماً.. وأقرف من إذلال تعرض له من قبل كثيرون.. لحظات الرعب والخوف والشجاعة والفقدان والذكاء.. نعم الذكاء فقد عرفت أنه الوحيد الذي لم يترك كل شيء من ممتلكاته وأمواله خلفه في رحلة الهروب والعودة إلى مصر، واستخدم في ذلك طريقة شديدة الذكاء.
على أي حال كان لقاؤنا به لقاء به بعض الدفء.. ومليء بالذكريات التي خرجت على لسانه بدون توقف.. تماماً كصندوق باندورا الذي انفتح ولم يستطع أحد أن يغلقه إلى الأبد !!
------------------------------------------------------  
* صندوق باندورا   

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

إلى أين ؟! ( الحوليات بين الخيال والواقع 2)

أكتب اليوم استكمالاً لما بدأته في تدوينة الأمس حول ما ستؤول إليه الحوليات في نهاية المدة المقررة.. ولأن الصديقة العزيزة فاطمة قد طرحت عدة أسئلة في تدوينة لها شملت كل ما يمكن أن أكتب عنه بصدد مصير الحوليات وتخيلنا لها، فقد قررت أن أُفرد هذه التدوينة للإجابة عن هذه الأسئلة..
بسم الله أبدأ :
1- إلى أين تريد المسير مع هذه الحوليات ؟
أريد أن أستمر في التعبير بحرية عني وعن كل ما حولي من أشخاص وأشياء.. وسأستعير إجابة طارق وأقول أنني أيضاً أود اكتشاف ذاتي.. فهناك مناطق مظلمة بداخلي بدأت ترى النور عندما أطلقت لأفكاري العنان وحررت روحي جزئياً من الخوف والقلق وبدأت أكتب.. وأنا على ثقة أن الحوليات والتدوين بشكل عام سيساعداني على ذلك
2- وكيف ترى نهاية المطاف فيها ؟
نهاية المطاف هي في حد ذاتها ستكون بداية المطاف.. 
أولاً أعود وأكرر أمنياتي بأن تنتهي الحوليات بإصدار كتاب لأفضل مئتي تدوينة من إبداعات كل من شارك في الحدث.. فأنا أرى أن هذا الأمر سيكون فرصة - من ناحية - لبعض المدونين المخضرمين لتعريف القراء بهم على نطاق أوسع.. ومن ناحية أخرى سيمنح المدونين-ولا أستثني منا أحداً- نوعاً من التقدير الذاتي وتحفيزاً لهم لمواصلة الكتابة..
 ثانياً أرى أن الحوليات ستكون بداية لنا جميعاً في التدوين بشكل مستمر -قد لا يكون بشكل يومي- وربما بشكل أكثر تخصصاً.. بمعنى أن الكتابة لدينا ستأخذ منحى أكثر نضجاً.. وربما يبدأ بعضنا كتابة نصوص أدبية أكثر مما سبق.. أو أن يكتب في مجال معين.. مثلما أفكر أنا بعد انتهاء الحوليات في إنشاء مدونة للحديث عن أفلام الكارتون وتحليلها حتى لو لم يقرأها أحد (ياريت محدش يتريق) !
3- وكيف ترى نهاية المطاف فيها ؟
النهاية بالنسبة لي بأن أكون أصبحت أكثر نضجاً.. أن اكتب نصوصاً أدبية أكثر كما كنت اتمنى عندما انضممت لركب الحوليات.. 
4- ما هي أحلامك لختامها ؟
كتاب المئتي تدوينة أولاً .. فيلم وثائقي أو برنامج تليفزيوني يتحدث عنا وعن فكرة الحوليات ثانياً
5- وكيف ترى نفسك بعد تدوين يومي لمدة 365 يوم ؟
مازال الوقت مبكراً للإجابة عن هذا السؤال.. لكنني أرى أنني أصبحت أكثر قدرة على التعبير عن نفسي بالكتابة وهذا أمر جيد جداً بالنسبة لي
6- هل أصبحت كاتباً كما كان ينبغي للكاتب أن يكون ؟
للأسف لا وآمل أن أتدارك هذا الأمر خلال الفترة القادمة
7- هل سعيت في هذه الحوليات أن تصل إلى هذه النتيجة ؟
يؤسفني القول بانني لم أفهم السؤال.. لكن للعلم كان هدفي من الانضمام لركب الحوليات هو أن أكتب وأتحدى نفسي لإخراج أفضل ما عندي وأن أعبر عني وعن كل ما حولي.. ولأنني من النوع الكسول - للأسف الشديد - وكنت أخشى الكتابة على فضاء الانترنت - خاصة لو كانت ذاتية - فقد وجدت في الحوليات فرصة لكسر ذلك الحاجز.. ولقد نجحت في ذلك إلى حد ما، فقد كان التدوين بشكل يومي بمثابة واجب وتدريب جيد لقدراتي وخيالي.. وربما كنت أريد أن أعلم حقاً هل أصلح بموهبتي البسيطة لأكون كاتبة أو أن أكتب بشكل عام كما كنت أرى لدى بعض المدونين الذين تابعتهم قبل بدء الحدث بفترة طويلة.. وأعتقد أنني نجحت إلى حد ما في الوصول إلى هذه النتيجة.. أو كما أحب أن أقول بعاميتنا المصرية "يجي مني"
8- أم أنك حرصت فقط على ملئ الفراغات كي لا يفوتك من تلك الحوليات شيء ؟
للأسف الشديد مرت عليِّ أيام كنت أقوم بملء الفراغات فقط لا أتخلف عن ركب الحوليات كثيراً.. وعذري في هذا أنني أعلم مدى بشاعة وحش الكسل واهتزاز الثقة إذا تمكنا مني.. فتوقفي عن الكتابة بشكل يومي كان سيجعلني أتخلف كثيراً بل وربما أفقد شغفي بالفكرة وأصدق أنني لا أصلح لدخول عالم الكتابة !
9- بماذا تتوقع نفسك خارجاً من هذه الحوليات ؟
- أصدقاء جُدد 
- كتاب المئتي تدوينة
- ثقة أكبر بالنفس
- مدونة جديدة في مجال متخصص "الكتابة عن أفلام الكارتون"
- بداية جيدة لدخول عالم الكتابة كهاوية في البداية ثم التدرج حتى أصبح محترفة (وقد بدأت بالفعل حين نُشرت لي بعض الخواطر في جريدة الكترونية وإن شاء الله سأستمر)
10- ترى الذين أنشئوا مدونات باسم الحوليات ماذا سيفعلون بها بعد انتهاء هذه الحوليات ؟ هل ستنتهي مهمة تلك المدونات ؟
أُجيب عن نفسي في هذا السؤال بالقول بأن مهمة الحوليات لن تنتهي حتى لو تغير الاسم .. بمعنى أنني سأستمر في التدوين - إذا انتهت فكرة الحوليات تماماً - في مدونتي القديمة التي أنشئتها ولم أكتب فيها إلا أشياء بسيطة.. ولو لم تنتهي فكرة الحوليات تماماً سأكتب في المدونتين والله المستعان .. المهم أنني سأستمر في الكتابة ولن أتوقف مهما حدث !
11- أسميت البرنامج ( الحياة في تدوينة ) هل توافقون على هذا الإسم أم لا ؟ وإن كان الجواب (لا) .. فماذا تقترحون لإسم البرنامج ؟
الاسم أعجبني إلى حد ما.. لكن لو طرأ على ذهني اسم جديد سأخبرك به يا صديقتي.. المهم أن يرى البرنامج النور
-----------------------------
كانت هذه هي إجاباتي بكل صراحة ووضوح.. لا أعلم إذا كان لدي هناك المزيد من الأفكار أو الخيالات حول مصير الحوليات لكنني بالتأكيد سأفكر.. وإذا طرأ على ذهني الجديد سأفرد له تدوينة جديدة.. وغداً لنا لقاء آخر وتدوينة أخرى    


    

الاثنين، 4 نوفمبر 2013

إلى أين ؟! ( الحوليات بين الخيال والواقع 1)

بالأمس أتممت كتابة مئة تدوينة.. صحيح أنها لم تكن كلها عبارة عن نصوص أدبية كما كنت أطمح في بداية التحاقي بركب التدوين، لكنني حقاً سعيدة بها كلها.. ربما لأنني حققت جزءاً من أهدافي بالانضمام للحوليات وتنفيذ الفكرة.. وهذا يقودني إلى الربط في خيالي بين ما ستؤول إليه مبادرة أو فكرة الحوليات في نهاية هذا العام.. وأول خطوة في الربط ظهرت بقولي "في نهاية هذا العام".. فأنا أتصور أن أغلبنا أو بعضنا لن يتوقف عن تنفيذ فكرة التدوين في شكل حوليات.. بعبارة أخرى لن يتوقف كثير ممن انضموا لهذه المسيرة عن التدوين بشكل يومي مع نهاية المدة المقررة للحوليات (على الأقل هذا ما انتويت فعله أنا حتى وإن لم يكن بشكل بشكل يومي).. فأنا أرى أن الكتابة صارت متنفساً لنا جميعاً ولا يمكن بعد أن بدأنا نشعر ببعض التحسن بالتعبير عن كل شيء حولنا وعن أنفسنا أن نعود لكتمان أنفاسنا ونختنق برضانا !
في خيالي أرتب دوماً لحفل توقيع لكتاب يجمع أفضل تدوينة من إبداعاتنا.. فأنا أظن أن هذا هو الهدف الأساسي من مثل هذه المبادرة.. قد يتساءل البعض منكم بأنه إذا كان هذا هو الهدف من مبادرة الحوليات فلماذا اشتُرط أن تكون بشكل يومي - وهو التحدي الذي أرى أن كثير منا قد أخفق فيه لأننا هواة ولسنا محترفين -؟! .. وللإجابة عن سؤالكم أقول بأن التدوين بشكل يومي جاء ليضعنا في تجربة دراسية.. فالدخول اليومي إلى المدونة ومحاولة كتابة نص ما أشبه بذهابنا إلى المدرسة ودخول كل منا إلى فصله ليتعلم شيئاً جديداً.. قد يخفق في تعلمه من المرة الأولى وقد ينجح لكنه في النهاية سيخرج يقيناً بنتيجة إيجابية وكل على حسب استيعابه !
وليست هذه الكلمات هي كل ما يدور في ذهني الآن حول ما ستكون عليه الحوليات في النهاية، لكنني أريد ترتيب أفكاري بشكل أكبر لأحقق الفائدة من موضوع هذا الأسبوع.. فالعزيزة لبنى بالتأكيد تنتظر كلماتنا لتكون أكثر دقة في تحديد وجهتنا والسير بنا على هُدى في بحر التدوين.. 
ولي معكم لقاء تدويني آخر في الغد يا رفاق فانتظروني ..     

الأحد، 3 نوفمبر 2013

كتاب في جريدة

مفتتح : 
أن تجد كنزاً لا يعني أنك عثرت على الذهب أو الفضة أو الألماس .. بل قد يكون كنزك عبارة عن أوراق قديمة صفراء لكنها لا تقدر بثمن !






---------------------------
منذ زمن اعتدنا في منزلي أن نستخدم أوراق الصحف القديمة عند الجلوس لطعام الغداء كغطاء للمائدة، وأحياناً كـ"مفرش" إذا جلسنا على الأرض لتناول الطعام.. قد تكون عادة غريبة أو سيئة لكن هذا هو التصرف الذي اعتدنا عليه.. وحين هممت اليوم بالقيام بنفس العمل كان بانتظاري مفاجأة رائعة.. لقد وجدت عدة صحف بتاريخ قديم جداً ذات شكل غريب.. كانت أوراقها صفراء بفعل الزمن فتاريخ أقدمها يرجع إلى العام 1999.. وبالأسفل كان يتوسط الصفحة الأولى لكل من تلك الصحف شعار صحيفة الأهرام وإلى اليمين من الشعار كُتبت كلمتي ملحق مجاني.. أما عن العنوان الرئيسي في أعلى منتصف الصفحة الأولى فكان يتكون من الجملة التالية :
"كتاب في جريدة"
لكم كانت سعادتي كبيرة حينها.. لقد وجدت كنزاً لا يُقدر بثمن.. كنزٌ أغلى عندي من الذهب والفضة والألماس والياقوت وكل جواهر العالم.. لقد كانت هذه الجرائد عبارة عن كتب تضم قصص ومقالات وأشعار أدباء من مختلف الوطن العربي.. وحملت كل جريدة اسم كاتب معين من عمالقة وخيرة هؤلاء الأدباء.. أخذت أدور بين أسماء الكتاب وأقلب نظري في كل جريدة بضع دقائق وأنا غير مصدقة.. لقد كان كنزي يحتوي على مقالات لمي زيادة وأشعار صلاح عبد الصبور وعبد الوهاب البياتي وقصص الطاهر وطار وغيرهم.. لو كنتم مكاني ماذا كان سيكون شعوركم حين تجدون بين أيديكم مثل هذا الكنز؟!
عندما عُدت إلى الصفحة الأولى لإحدى الجرائد استرعى انتباهي شعار منظمة اليونيسكو.. فقمت بعمل بحث صغير من خلال الانترنت لأجد الآتي :
"كتاب في جريدة" هو أكبر مشروع ثقافي عربي مشترك أطلقته منظمة اليونسكو عام 1995 وهو المشروع الثاني من نوعه في العالم.. يمثل “كتاب في جريدة” لدى منظمة اليونسكو أعمق وأوسع تجربة في نقل المعرفة في العالم أجمع ذلك لأنها من خلال هذه الفكرة التي تعتمد إيصال روائع الأدب والفن التشكيلي مجاناً وبالملايين من النسخ إلى قرّاء الصحف تمكنت من اكتشاف مساحات كبيرة من القارئين الذين لم يألفوا قراءة الكتب وعددهم في تزايد مطّرد في العالم الثالث وبالأخص في العالم العربي.. بعد سنوات من إحتضان المشروع إثر إطلاقه عام 1995 خرج “كتاب في جريدة” من منظمة اليونسكو ليتحول إلى مؤسسة مستقلة تحت الرعاية والتمويل الكامل لمؤسسة MBI Al Jaber Foundation وهي اليوم من أهم المؤسسات العربية التي تعمل جنباً إلى جنب مع منظمة اليونسكو للدفاع عن الثقافة العربية والعمل على تطوير المناهج التربويّة، برئاسة معالي الشيخ محمد بن عيسى الجابر.*
إن «كتاب في جريدة» الذي انطلق قبل عشر سنين شهد ولادة مشروع جديد يتيح لعموم الناس الوصول إلى أهم الأعمال الأدبية والفنية لكبار الأدباء والفنانين العرب، كما يهدف في إطار جهود منظمة اليونسكو للترويج للحوار بين الحضارات عبر توزيع المعرفة ونشرها على أوسع فئة من الناس في المنطقة العربية شهرياً في الصحف دون أي تكلفة مالية. إن تطور هذه المبادرة الإقليمية أمر مذهل خلال السنين العشر الماضية من نشر «كتاب في جريدة»، حيث تم توزيع مئة كتاب بمعدل مليونين ونصف مليون 2.500.000 نسخة من كلّ إصدار في جميع الدول العربية، وبهذه الطريقة يكون قد أهدى هذا المشروع قرابة ربع مليار كتاب وصل إلى فئة من القراء لم تألف التعامل من قبل مع النتاج الثقافي والإبداعي، لذلك فإن علينا النظر إلى هذا الإنجاز على أنه الأول في المنطقة العربية من حيث الأهمية وعدد الكتب الموزّعة والمشاركة الفعّالة التي ولّدتها، علماً بأننا نتدارس إمكانية مضاعفة الإصدارات لتصل إلى خمس ملايين نسخة في العام القادم.**
 
بعد قراءة تلك المعلومات أخذت أفكر لماذا توقفت جريدة الأهرام عن طبع مثل ذلك الملحق؟ ولماذا توقفت الأعداد عند العام 2011 ؟ وهل توقفت هذه المبادرة أيضاً في الدول العربية الأخرى؟ وإذا كانت لم تتوقف في مصر فما هي الجريدة التي استمرت في تنفيذ المبادرة ؟ كم شخص استفاد من تلك المبادرة حقاً وكم شخص حُرم بإيقافها في مصر؟
لقد حزنت بشدة لأنني لم أكن موجودة في مصر وقتما كانت تصدر تلك الملحقات.. فلو كنت موجودة حينها لما فوت عدداً.. وحزنت أكثر لأن جيل اليوم حُرم بفعل فاعل- لكنني لا أدري من هو- من أبسط مصدر لتثقيفه وتكوين شخصيته.. 
في النهاية ضممت كنزي إلى صدري وقررت الاحتفاظ به مدى الحياة، وتساءلت في صمت.. تُرى هل هناك بيننا شخص عاقل رشيد يعيد تنفيذ هذه المبادرة مرة أخرى؟؟.. أتمنى ذلك حقاً !!!
-----------------------------------
* مصدر المعلومات في الرابط التالي : كتاب في جريدة - موقع Goodreads
** مصدر المعلومات في الرابط التالي : الموقع الرسمي لمشروع "كتاب في جريدة" 
 

الجمعة، 1 نوفمبر 2013

كل الأحبة اتنين اتنين*



كل الأحبة اتنين اتنين..وأنت يا قلبي حبيبك فين
يطلع عليَّ البدر جميل.. يا بدر مالي أنا ومالك
ما ليش يا بدر نديم وخليل..أوريه ويوريني جمالك
نورك يا بدر يزيد.. وتبقى ليلة عيد
ليله ما يطلع على إلفين اتنين.. وانت يا قلبي حبيبك فين

أفوت على الورد الفتان.. ولونه يفرح كل حزين
يا ورد تهدى للخلان .. وأهديك أنا يا ورد لمين
يا مفرح الأحباب بلونك الجذاب 
ليلة ما تطلع على إلفين اتنين.. وإنت يا قلبي حبيبك فين
على البحور الناس في نعيم.. وأطلع أنا شارد وأهيم 

يسري النسيم مباحر شفاف.. يداعب الموج الشفاف
انظر وأتحسر لحسن دي المنظر 
وأقول ياريتنا كنا اتنين ..وانت يا قلبي حبيبك فين
يا قلبي ده حظك .. خليك فريد وحدك
اصبر على كاس.. واشرب على قدك
يجي الهنا بلمح العين والمر يحلا في كاسين اتنين
وانت يا قلبي حبيبك فين
-------------------------
كانت أول مرة أسمع عن الأغنية دي لما اتفرجت على مسلسل أم كلثوم اللي اتعرض في أواخر التسعينات.. لسه فاكرة تفاصيل المشهد - لما كان بيرم التونسي قاعد مع زكريا أحمد في حضرة الست "أم كلثوم" وهو بيسمعها كلمات أغنية جديدة عشان تغنيها - زي ما يكون الكلام ده حصل امبارح.. فاكرة كويس رد فعل أم كلثوم لما بيرم ابتدى يقرأ قدامها هي وزكريا مطلع الأغنية :  
"كل الأحبة اتنين اتنين وانت يا قلبي حبيبك فين" 
قامت ساعتها تجري وهي بتداري دموع عينيها.. ولما استفسر بيرم عن سبب رد الفعل ده كان رد زكريا بإنه فكرها بوجعها هي !
أنا الحقيقة ما أعرفش إذا كان ده حصل في الحقيقة وقتها ولا لأ.. بس كل اللي استقر في وجداني إن أقسى حاجة على إنسان وحيد محتاج شعور الحب أوي لما بيشوف أي اتنين حبيبين وهما مع بعض.. وقتها لا يملك إلا إنه يشعر بالحسرة رغم إنه بيفضل يواسي نفسه ويقول الحبيب مسيره يجي.. لكن بيفضل جواه وجع مش بيبقى قادر يعالجه ولا يخففه في لحظتها مهما قال من كلام.. ومش بيفضل له غير إنه يعيد ويزيد في أغاني الحب ويسمعها لوحده وبس.. لأ ساعتها ممكن تبقى كل الصحبة اللي معاه حبة دموع بيحاول يداري فيها على قد ما يقدر لحسن حد يلمحها زي ما حصل مع الست ثومة تمام !  
--------------------------------
* عنوان التدوينة هو نفسه عنوان الأغنية